برلين - مصر اليوم
يشهد بايرن ميونيخ الألماني أكثر فترة توقف للالتزامات الدولية توترًا منذ عقود بعد أسبوع صعب أقيل فيه مدرب الفريق، الإيطالي كارلو أنشيلوتي، وغاب فيها الفوز عن البافاري في ثلاث مباريات، ففي دوري الأبطال الأوروبي، وفي اللقاء الذي تسبب في إقالة أنشيلوتي، خسر البايرن 3-0 أمام باريس سان جيرمان. وفي البوندسليجا تعادل 2-2 مع فولفسبورج ومع هيرتا برلين بنفس النتيجة، رغم تقدمه أولا بهدفين في المرتين.
وقال المدير الرياضي حسن صالح حميديتش إنّه "لم نعد الفريق الأقوى في ألمانيا"، وذلك عقب التعادل أمس مع هيرتا، وكانت المرة الأخيرة التي قال فيها مسؤول من البايرن شيئا مماثلا هو رئيس مجلس الإدارة كارل هاينز رومنيجه في 2012 حينما تلقى الفريق البافاري هزيمة ثقيلة 5-2 على يد بوروسيا دورتموند في كأس ألمانيا.
وصرح رومنيجه وقتها بوجود فريق في ألمانيا يتفوق على البايرن، الأمر الذي استوجب "الاعتراف به وتصحيحه في أسرع وقت"، وما تحقق بعد ذلك كان الثلاثية في 2013 وخمسة ألقاب متتالية من البوندسليجا؛ واحد مع يوب هاينكس، وثلاثة مع بيب جوارديولا، والأخير مع المدرب الإيطالي المخضرم، ولم يكن الوضع آنذاك بمثل خطورته الآن، حيث كان دورتموند قد حقق الثنائية المحلية لكن البايرن كان قد بلغ نهائيين من آخر ثلاثة من دوري أبطال أوروبا، وكان هناك ثقة كاملة في المدرب يوب هاينكس.
ويشير كل شيء إلى أن إدارة البايرن كانت تعلم أنها يجب أن تخوض فترة انتقالية وكانت هناك شكوك بخصوص أنشيلوتي في نهاية الموسم الماضي رغم الفوز بالدوري، وفسرت عودة اثنين من نجوم النادي القدامى، صالح حميديتش كمدرب ثان وويلي سانيول مساعدا له، في وقتها كإجراءات لنزع السلطة عن أنشيلوتي.
وكتبت صحيفة (زود دويتشه تسايتونج) المحلية أن الخطة الأصلية كانت التخلص من أنشيلوتي بنهاية الموسم الجاري، قبل عام من انتهاء عقده والتحضير خلال هذه الفترة للإحلال والتجديد، إلا أن المواجهة بين الإيطالي واللاعبين أدت لتسريع وتيرة الأحداث، حيث رأى الكثيرون، ومن بينهم اللاعب الدولي السابق لوثار ماتيوس، تشكيلة أنشيلوتي لمواجهة البي إس جي "استفزازا" بل ووصلت الأمور إلى حد أن تخرج تكهنات بضغط المدرب كي تتم إقالته، ويحين الآن وقت البحث الصعب عن مدرب جديد ما يتضمن عدة سيناريوهات.
ويتمثل السيناريو الأول في حل مؤقت لهذا الموسم، بوجود سانيول على مقعد الإدارة الفنية والذي لم يقدم أوراق اعتماده في مباراة هيرتا أو مدرب آخر قد يكون المعتزل يوب هاينكس.
وسيسمح هذا بالتفاوض بهدوء لاستقدام مدرب يحبذه مجلس الإدارة وهو يوليان ناجلزمان، مدرب هوفنهايم حاليا، أو المرشح الثاني وهو الأصعب يورجن كلوب مدرب ليفربول، كما يتردد اسم توماس توخيل، مدرب دورتموند وماينز السابق والذي تكمن أفضليته في أنه لا يتولى مسؤولية أي فريق حاليا ويمكنه البدء فورًا في تدريب العملاق البافاري، لكن هذا يعني تنحية فكرة الحل المؤقت جانبا، ويعد توخيل مدربا ممتازا يهتم بالتفاصيل ويمكنه إعادة الثقل والحيوية الدائمة للفريق التي خسرها أثناء الولاية القصيرة لأنشيلوتي، إلا أن مشكلة توخيل هي أنه ليس سهلا في التعامل الشخصي- لذا أقيل من دورتموند رغم النجاحات الرياضية- ما يجعل من الصعب أن يصبح مدربا جديدا للبايرن الذي يسعى لإعادة الهدوء إلى غرف خلع ملابس اللاعبين.
ودخل توخيل بالفعل أثناء فترته مع دورتموند في صدام حاد مع ماتس هوميلز الذي أصبح الآن أحد الأعمدة الرئيسية للبايرن، وعلى أي حال وبينما يتم اتخاذ قرار، يبذل اللاعبون جهدهم لتجاوز هذه الفترة العصيبة، ووجه توماس مولر، قائد الفريق بعد إصابة مانويل نوير، دعوة لتحمل المسؤولية، وأشار إلى "أن أنشيلوتي جعل الأمور سيئة لا يساعد أحدا، أصبحت المسؤولية تقع على عاتقنا الآن".