لندن - مصر اليوم
قضى ليروي ساني، جناح مانشستر سيتي، العديد من الليالي القصيرة خلال تواجده في الولايات المتحدة في يوليو/ تموز الماضي، إذ كان يتابع مباريات المانشافت في مونديال روسيا.
وعن ذلك يقول أحد الصحفيين الذين رافقوا ساني وفريقه مانشستر سيتي في جولة تسويقية في الولايات المتحدة: "كان من المحزن أن تسمع أن ساني يسهر الليالي لمتابعة مباريات المونديال"، الذي استبعده منه المدير الفني يواخيم لوف.
ساني كان يسهر الليالي بينما يتنافس رفاقه على بعد 15 ألف كيلومتر، ولكن: ألم يكن ساني في طريقه ليصبح واحداً من هؤلاء النجوم؟
فبعد موسم مميز في مان سيتي، نال لقب أفضل اللاعبين الشباب في الدوري الإنجليزي الممتاز، ومع ذلك لم يجد مكانه في قائمة المنتخب المكونة من 23 لاعباً التي اختارها لوف لتمثيل ألمانيا في المونديال.
قرار لوف قوبل بالكثير من عدم التفهم وعدم التصديق، وكان مادة لنقاش الكثير من الخبراء في إنجلترا وألمانيا: كيف يمكن استبعاد لاعب في أوائل العشرينيات، استطاع إثبات كفاءته في أقوى دوريات العالم؟
بقراره المثير للجدل ترك لوف المجال للكثير من التكهنات، حين قال إن ساني لم يقدم أداء جيداً ومستقراً في صفوف المانشافت، وبالتالي لم يكن أحد خياراته لخوض منافسات المونديال.
وتحدث كثيرون عن أن سبب غياب ساني عن المونديال كان يرجع إلى أنه لم يأخذ الاستعداد له على محمل الجد.
وقيل إن ساني خلال استعدادات المانشافت في معسكره التدريبي بجنوب تيرول الإيطالية فاته الإفطار في أحد الأيام، وإنه لم يستيقظ في يوم إعلان لوف عن قائمة المنتخب إلا وقت الظهر من أجل إخباره باستبعاده عنها.
كما يرى خبراء أن اعتذار ساني عن المشاركة في كأس القارات 2017 كان سبباً أيضاً في قرار لوف، إذ لم يسافر مع المانشافت إلى روسيا في ذلك الوقت، لأنه فضل إجراء عملية جراحية لتجميل أنفه.
بعد ثلاثة أشهر فقط من استبعاده عن كأس العالم، واجه ساني خيبات أمل أخرى في مانشستر سيتي نفسه، ففي أربع مباريات من الدوري الإنجليزي لم يشركه بيب جوارديولا إلا 3 مرات فقط ولوقت قصير، مستبعداً إياه تماماً في مباراة الفريق أمام نيوكاسل.
وبرر المدرب الإسباني ذلك أولاً بحجم كادره وتنوع خياراته من اللاعبين: "أحياناً يجب على اللاعبين البقاء خارج التشكيلة. لدينا ستة مهاجمين واخترت اثنين اخرين
لكن يبدو أن ذلك التبرير لم يكن وحده خلف قرار جوارديولا، إذ يقول الصحفي الإنجليزي سيمون ستيل من موقع "سيتي ووتش" الذي كثيراً ما يكتب عن أندية إنجلترا الليلية وروادها من النجوم: "تردد في مانشستر سيتي أن ساني ما يزال طفولياً للغاية. وبعد تتويج فريقه بلقب الدوري شرب ساني الكثير من الكحول في حفلة كبيرة أُقيمت احتفالاً بذلك، ببساطة ينقصه النضج الذي يجب أن يتمتع به البطل المتوج".
كما يكشف مراسل صحيفة "مانشستر إيفيننج" سيمون بياكوفسكي عن حديث طويل بين ساني ومدربه الإسباني خلال الجولة التسويقية في الولايات المتحدة: "كان يتكرر بين السطور أن الكثير من الأفكار الحمقاء سيطرت على تفكيره وأن عليه العمل بجدية أكبر".
كما ذكر جوارديولا نقاط ضعف صارخة لدى ساني بدون الكرة، فحين يمتلكها يصبح عبقرياً، لكن اللعب بدون كرة يتطلب الكثير من المهارات أيضاً، وهو ما يفتقده ساني ببساطة.
لكن جوارديولا أكد في الوقت ذاته أن ساني يبقى من اللاعبين المهمين بالنسبة لمانشستر سيتي، فبأعوامه الـ22 يمكنه العمل لتجاوز كل هذه العيوب، مضيفاً: "بيد أن ساني يمكن أن يكون أيضاً أحد اللاعبين الشباب الذين أضاعوا موهبتهم الكبيرة بتهورهم".
عن ذلك يقول زميله في المانشافت توني كروس: "الأمر الواضح أن ساني يملك الكفاءة والسرعة بقدمه اليسرى. قدم أداء مذهلاً مع سيتي في الموسم الماضي لكن بيب يواجه المشكلة ذاتها في الوقت الحالي. إنه يحاول استخراج أفضل ما لديه"، مضيفاً أن على ساني تغيير تصرفاته لإظهار إمكاناته الحقيقية ويصبح مؤثراً مع ناديه وبلاده.
وباتت أمام ساني مهمة كبيرة للمساهمة في إعادة تشكيل صورة المانشافت التي شرخها الخروج المبكر من دور المجموعات في منافسات كأس العالم بروسيا.