بطولة الدوري الألماني

اعتبرت بطولة الدوري الألماني، قبل فترة ليست بعيدة ، أبرز البطولات المحلية في أوروبا، ولكنها الآن تأتي في ترتيب متأخر ببعض التصنيفات عما كانت عليه في الأعوام الماضية، ولم يكن التراجع في ترتيب الدوري الألماني (بوندسليغا) في هذه التصنيفات مفاجأة في ظل تراجع البوندسليغا في تصنيف الاتحاد الأوروبي للعبة (يويفا) إلى المركز التاسع.

اقتصر نجاح الكرة الألمانية في دور المجموعات بدوري أبطال أوروبا هذا الموسم على بايرن ميونخ فقط ليصبح بايرن هو الوحيد المدافع عن فرص الكرة الألمانية في الفوز باللقب بعدما تأهل للدور الثاني (دور الستة عشر) فيما خرج فريقا بوروسيا دورتموند ولايبزج من دور المجموعات للبطولة، وانتقل دورتموند ولايبزغ، بعد احتلال كل منهما للمركز الثالث في مجموعته بدوري الأبطال ، إلى دور ال32 في مسابقة الدوري الأوروبي.

وفشل هوفنهايم وهيرتا برلين وكولون في اجتياز دور المجموعات ببطولة الدوري الأوروبي، وكان فرايبورغ سبقهما بالخروج من الدور التمهيدي المؤهل لدور المجموعات في الدوري الأوروبي، وللمرة الأولى في تاريخ البطولة ، فشلت جميع الفرق الألمانية في اجتياز دور المجموعات بمسابقة الدوري الأوروبي بل والأكثر من هذا أن كلا من هوفنهايم وهيرتا برلين تذيل مجموعته في البطولة.

وتشير الإحصائيات أيضا إلى أن الفرق الألمانية حققت الفوز في 11 فقط من 40 مباراة خاضتها في البطولات الأوروبية هذا الموسم فيما خسرت 21 مباراة، وكانت خمسة من هذه الانتصارات ال11 من نصيب بايرن الذي لم يتردد في إقالة المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي بعد الهزيمة صفر / 3 أمام باريس سان جيرمان الفرنسي في مجموعتهما بدوري الأبطال، وهناك حقيقة أخرى وهي أن الرصيد الألماني في تصنيف العالم الصادر مؤخرا عن الاتحاد الأوروبي للعبة (يويفا) اقتصر على ستة آلاف نقطة وهو ما يقل عن نصف رصيد إنجلترا التي تصدرت التصنيف (12 ألف و214 نقطة) مقابل 11 ألف نقطة لإسبانيا وعشرة آلاف و833 نقطة لإيطاليا، وجاء هذا الرصيد ليضع ألمانيا في المركز التاسع بالتصنيف خلف ثلاثي المقدمة وخلف روسيا وفرنسا وقبرص والبرتغال والنمسا أيضا.

ويتضارب هذا التراجع للأندية الألمانية على الساحة الأوروبية مع النجاح الكبير الذي حققته في السنوات القليلة الماضية والذي كان أبرز سماته هو بلوغ بايرن ودورتموند نهائي دوري أبطال أوروبا في 2013 عندما تغلب بايرن على منافسه العنيد في النهائي على استاد "ويمبلي" العريق بالعاصمة البريطانية لندن، وذكرت صحيفة "شبورت بيلد" الألمانية الرياضية : "إنه انهيار" في إشارة للأداء الضعيف للأندية الألمانية على الساحة الأوروبية.

وذكر موقع "شبورت 1" على الانترنت : "بايرن ميونخ فقط هو من تجنب الانهيار التام"، وأوضحت مجلة "كيكر" الألمانية الرياضية أن هذا الموقف المؤلم ليس "مسألة مال"، وأرجع يواخيم لوف المدير الفني للمنتخب الألماني (مانشافت) هذا التراجع للأندية الألمانية إلى التغييرات العديدة التي تجريها هذه الأندية لخوضها بطولتين في نفس الوقت، وقال لوف إنّ "بعض الفرق تلجأ للمداورة في تشكيلتها الأساسية في هذه المباريات بالبطولات الأوروبية. ولهذا ، تخرج هذه الأندية من البطولات الأوروبية أمام فرق تكافح بكل قوة وبقوتها الضاربة لبلوغ الأدوار الفاصلة"، وفيما تساقطت الأندية الألمانية تباعا ، باستثناء بايرن ، في البطولات الأوروبية ، يمر المانشافت حاليا بواحدة من أفضل الفترات في تاريخه، ويحمل المانشافت بقيادة لوف اللقب العالمي كما توج في منتصف العام الحالي بلقب كأس القارات 2017 كما حجز مقعده في مونديال 2018 بروسيا من خلال الفوز في جميع المباريات العشر التي خاضها بمجموعته في التصفيات الأوروبية.

وحافظ المانشافت على سجله خاليا في جميع المباريات التي خاضها على مدار 2017 . وتعود آخر هزيمة للمانشافت في مباراة رسمية إلى تموز/يوليو 2016 عندما خرج الفريق من كأس الأمم الأوروبية (يورو 2016) بفرنسا بالخسارة صفر / 2 أمام أصحاب الأرض في المربع الذهبي للبطولة، وخلال 2017 ، فاز المانشافت بجميع المباريات الرسمية التي خاضها باستثناء التعادل 1 / 1 مع منتخب تشيلي في دور المجموعات بكأس القارات، ولهذا ، سيخوض المانشافت فعاليات المونديال الروسي كأحد أبرز المرشحين للفوز باللقب.