مانشستر سيتي وليفربول

 تبدو كرة القدم ، في كثيرٍ من الأحيان، وكأنها تسير وفقًا لسيناريو وضعه أكثر كتاب هوليوود براعة لكن الأحداث الواقعية القاسية للعبة تتسبب في أحيان أخرى في إحباط أكثر الفرق ثقة بالنفس. وكان تتويج مانشستر سيتي بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز على أرضه وبين جماهيره في ملعب الاتحاد بالفوز على غريمه مانشستر يونايتد هو النهاية السعيدة والنموذجية لموسم المدرب بيب جوارديولا الرائع مع الفريق.

لكن لغة جسد التشكيلة، بعد أن انقلب تقدم سيتي بهدفين إلى هزيمة 3-2 يوم السبت الماضي، تروي قصة أخرى. لاعبو سيتي الذين خرجوا من الملعب مطأطي الرؤوس بدت عليهم علامات الحزن والذهول واختفت عنهم تلك الثقة التي كانت ترافقهم طوال الموسم.

وكانت النتيجة الفورية للهزيمة إرجاء احتفالات التتويج باللقب الذي سيناله فريق المدرب بيب جوارديولا بكل تأكيد خلال الأسابيع المقبلة لتقدمه بفارق 13 نقطة عن أقرب منافسيه، لكن عواقب هذه الهزيمة أعمق من هذا بكثير. وقبل ثلاثة أيام فقط من مواجهة يونايتد تلقى سيتي الهزيمة 3-صفر أمام ليفربول في ذهاب دور الثمانية بدوري أبطال أوروبا.

وتبددت المخاوف من أن تؤدي الهزيمة في أنفيلد إلى تراجع حاد في ثقة لاعبي سيتي في أنفسهم وذلك بعد أن نجح سيتي في استعادة أسلوبه الهجومي وانسيابية الأداء خلال شوط المباراة الأول أمام يونايتد. وتقدم سيتي 2-صفر بل كان من الممكن أن تتضاعف النتيجة إلى أربعة أو خمسة أهداف في مرمى يونايتد، فقد كان سيتي متألقا وبدا وكأن كابوس الهزيمة أمام ليفربول أصبح نسيا منسيا.

لكن الطريقة التي استسلم بها سيتي أمام يونايتد في الشوط الثاني تثير تساؤلات يلزم على جوارديولا الرد عليها أثناء تخطيطه للمستقبل.  ومنيت شباك سيتي بستة أهداف في مباراتين فقط لكن أكثر ما يثير قلق المدرب الإسباني هو أن هذه الأهداف سجلت خلال فترة زمنية قصيرة في وقت فقد فيه فريقه أي نوع من السيطرة على مجريات اللعب.

وأحرز ليفربول أهدافه الثلاثة في أنفيلد في غضون 19 دقيقة فقط في الشوط الأول، وفي مباراة السبت الماضي على ملعب الاتحاد هز يونايتد شباك سيتي ثلاث مرات في غضون 16 دقيقة بالشوط الثاني. وخلال تلك الفترتين تحديدا انهار دفاع سيتي ليدخل مرماه هدف كل 5.8 دقيقة.

وكان من الغريب أن يحذر جوارديولا قبل مواجهة ليفربول من خطر عدم الاحتفاظ بالهدوء والثقة خلال الأوقات العصيبة من المباراة. وقال: "التمسك بالهدوء في الأوقات العصيبة هو أكثر ما يعجبني في الفرق الكبرى وهو أمر عجزنا عن تحقيقه الموسم الماضي".

وأضاف: "عندما تبدأ الفرق المنافسة في شن هجوم على فرق مثل ريال مدريد وبرشلونة يبدو وكأن اللاعبين (في الفريقين الإسبانيين) يحتسون فنجانا من القهوة لأنهم واثقون من قدرتهم على الفوز". ويقع على كاهل سيتي الآن مهمة تقديم أداء متميز غدا الثلاثاء لتجاوز الهزيمة 3-صفر أمام ليفربول.

ويتمتع سيتي بالقدرة على تسجيل أربعة أهداف يحتاج إليها للعبور للدور قبل النهائي فالفريق فاز على ليفربول بالفعل 5-صفر في سبتمبر/ أيلول 2017. لكن سيتي لن يكون بمقدوره تحمل أي قدر من التراخي الدفاعي لدقائق معدودة إذا كان يريد حقا أن يكتب قصة عودته مرة أخرى.