المنتخب البرازيلي

بدأ العدُّ التنازلي لانطلاق بطولة كأس العالم التي تستضيفها روسيا بين 14 يونيو/حزيران، و15 يوليو/تموز المقبلين، ويحلمُ كل منتخب بتشريف بلاده في هذا المحفل العالمي، الذي ينتظره عشاق الساحرة المستديرة كل 4 سنوات، ويمتلك كل فريق بالبطولة، العديد من الأسلحة التي سيستخدمها من أجل الانتصار على منافسيه بالبطولة.

ونرصد في هذه السلسلة التي تمتدُّ حتى انطلاق المنافسات، نقاط القوة في كل فريق، والتي سيعمل كل منتخب على استغلالها بالشكل الأمثل للظهور بشكل مشرف.

المجموعة الخامسة

البرازيل

لم تغب شمس البرازيل عن بطولات كأس العالم؛ حيث شاركت في كل النسخ العشرين السابقة، وهي صاحبة الرقم القياسي في عدد مرات الفوز باللقب، بخمس مرات في نسخ 1958، 1962، 1970، 1994، 2002.

كان المنتخب البرازيلي، أول من حجز مقعده في مونديال روسيا، بعدما اكتسح تصفيات أمريكا الجنوبية.

وتلعب البرازيل ضمن المجموعة الخامسة في مونديال روسيا، إلى جانب منتخبات سويسرا، وكوستاريكا، وصربيا.

وتبدو البرازيل، إلى جانب ألمانيا، أبرز المرشحين للفوز بلقب كأس العالم، بعدما اجتازت الأزمة والمحنة التي حاصرتها في السنوات الماضية.

ويملك المنتخب البرازيلي، العديد والعديد من الأسلحة التي تجعله منافسًا لا يُشق له غبار، ويجعل المنافسين يهابون ملاقاته.

ونرصد في هذا التقرير، أبرز أسلحة المنتخب البرازيلي:

المدرب تيتي

يُعدُّ المدرب أدينور ليوناردو باتشي "تيتي" أهم أسلحة المنتخب البرازيلي، بعدما نجح في إعادة الشكل الجمالي للكرة البرازيلية.

ولم يُعد تيتي، السيليساو إلى هويته الكروية السابقة فقط، لكنَّه عمل على تحديث الكرة الهجومية التقليدية للفريق لتصبح بمثابة (الكرة الجمالية) الجديدة للفريق بقيادة نيمار، وجابرييل خيسوس، وكوتينيو، وباولينيو، ومارسيلو، وداني ألفيس؛ حيث ظهر الأداء الجذاب، واللمسات الرائعة، والسرعة إضافة للأداء الدفاعي الصلد.

ونجح تيتي، في منح الثقة للاعبي المنتخب، ولم يكن قاسيًا عليهم، وعلى رأسهم تياجو سيلفا، كما وضع ثقته في مارسيلو، وداني ألفيس، اللذين تألقا في التصفيات، بالإضافة إلى اكتشاف باولينيو في وسط الملعب من جديد، والاعتماد على نيمار، وجابرييل خيسوس في تسجيل الأهداف، وعلى كوتينيو في صناعة اللعب.

ولم تخسر البرازيل، أي لقاء في 17 مباراة متتالية بالتصفيات المؤهلة للمونديال، كما فازت وديًا على اليابان، وتعادلت مع إنجلترا، وفازت على روسيا بثلاثية نظيفة، وألمانيا بهدف نظيف.

وفضلاً عن إمكانياته الفنية، يتمتع تيتي بأسلوب رائع في إدارته للفريق، خاصة وأنه تولى المسؤولية بعد دونجا، الذي نال الكثير من الانتقادات؛ بسبب أسلوبه الفظ في إدارة الفريق، وهو الشيء الذي يبدو على النقيض تمامًا في ولاية تيتي، وهذا ما أشار إليه نيمار، قائلاً: "تيتي شخص عظيم.. يستحق كل المساندة من الجميع".

كما يُشيد جميع لاعبي المنتخب البرازيلي بمعاملة تيتي صاحب الصوت الهادئ ويعتبرونه رجلاً نبيلاً، وهو ما لخَّصه داني ألفيس بالقول: "اللمسات الإنسانية لتيتي تجعله يبتعد كثيرًا عن جميع المدربين البرازيليين".

نيمار

رغم الانتقادات التي يتعرَّض لها نيمار دا سيلفا، مع الفرق التي يلعب لها سواء في برشلونة، أو باريس سان جيرمان، لسلوكه خارج الملعب، إلا أنَّ النجم، صاحب الـ26 عامًا، يبدو مختلفًا مع السيليساو.

فلم يعُد نيمار مجرد لاعب مهاري، بل أصبح قائدًا فنيًا في أرضية الملعب، فهو من يبدأ الهجمة، وهو من ينهيها في بعض الأحيان، وهو من يحمل على عاتقه مسؤولية تسجيل الأهداف، حتى لو اضطر للاعتماد على مهارته الفردية.

نضج نيمار وأصبح رجلاً يُمكن للبرازيل الاعتماد عليه، بعد أن كان مراهقًا تغريه قصات الشعر الغريبة، ويُفكِّر في استعراض مهاراته أكثر من تفكيره في مصلحة الفريق.

وكان لوجوده في برشلونة رفقة ليونيل ميسي، ولويس سواريز، ثم في باريس سان جيرمان، إلى جانب كافاني، ومبابي، الفائدة الكبيرة، مما أعطاه خبرة كبيرة تجعله قادرًا على قيادة البرازيل للتتويج بالمونديال.

تشكيلة ذهبية

تملك البرازيل تشكيلة ذهبية، بحيث لا يقل اللاعب الاحتياطي عن الأساسي، كما أنَّ التشكيلة بها توازن كبير في جميع الخطوط.

ورغم أنَّ الحديث عن كوكبة المواهب الهجومية، التي يضمها الفريق مثل نيمار وكوتينيو وفيرمينيو، ودوجلاس كوستا، وويليان، وخيسوس، لكن لو نظرنا إلى ما يملكه الفريق في وسط الملعب، لأدركنا أن فيرناندينيو يُمكنه إحداث حالة من التوازن في أداء الفريق، وكذلك كاسيميرو، ومعهما باولينيو، بالإضافة إلى مارسيلو، وتياجو سيلفا، في الخط الخلفي، وماركينيوس، وميراندا.

وأصبح يمتلك المنتخب فى كل خطوط اللعب قائدًا ونجمًا، وحرص تيتي على أن يجعل لجميع أفراد المنظومة، بما فيها العناصر البديلة، أدوارًا بارزة زادت من عملية المنافسة على دخول التشكيل، وساهمت في ارتفاع مستوى الجميع، فباتت البرازيل تمتلك منتخبين قادرين على تحقيق أي شيء بعد معاناة الماضي.

وبات تيتي، يعتمد على أسلوب التقارب بين الخطوط، والضغط على المنافس والتمريرات القصيرة، والهجمات المرتدة الخاطفة.

صلابة دفاعية

منذ اليوم الأول لقدومه، عمل تيتي على جانبين، الأول هو إعادة الكرة الجميلة للمنتخب البرازيلي، والثاني هو خلق منظومة دفاعية قوية، فليس من المقبول أن يكون مرمى الفريق مستباحًا للخصوم.

وأدرك تيتي أنَّ الأمر، لا يتعلق بمستوى أفراد خط الدفاع، وإنَّما بالمنظومة الدفاعية للفريق كله، لذلك عمل تيتي على أن يشارك الفريق كله في الدفاع عند فقدان الكرة، فلجأ لطريقة (4-1-4-1).

ومن خلال هذه الطريقة، يشارك الجناحان في منظومة الدفاع، ما حقق الكثافة العددية المطلوبة بالوسط، وبات الفريق يدافع بـ9 لاعبين عندما يفقد الكرة.

ولعل ما أظهرته الأرقام خير دليل على هذه المنظومة الدفاعية الرائعة، حيث تلقت شباك البرازيل خلال 12 مباراة بالتصفيات تحت قيادة تيتي 3 أهداف فقط، وهدف واحد خلال 3 مباريات ودية أمام إنجلترا (0-0)، وروسيا (3-0)، وألمانيا (1-0).

وفي وجود دفاع رائع وهجوم مذهل، لا يتم النظر كثيرًا لخط الوسط الذي يُعدُّ باولينيو، أحد أبرز لاعبيه، ويضع المدرب تيتي ثقته في لاعب برشلونة، بعدما أشرف على نشأته في كورنثيانز