موسكو - مصر اليوم
اتخذت تصفيات أميركا الجنوبية المؤهلة إلى بطولة كأس العالم 2018 في روسيا منحى غير متوقع، وبات الثلاثي الأرجنتيني ليونيل ميسي والتشيلي أليكسيس سانشيز والكولومبي خاميس رودريغيز يواجهون في مرحلتها الأخيرة شبح الغياب عن المونديال مع منتخبات بلادهم.
وتتربع البرازيل على صدارة التصفيات برصيد 38 نقطة وضمنت تأهلها إلى المونديال، تليها أوروجواي في المركز الثاني برصيد 28 نقطة وهي أقرب المنتخبات للتأهل أو على أقل تقدير خوض الملحق الفاصل أمام نيوزيلاندا، ولايزال الأمل يحدو كل من تشيلي وكولومبيا "26 نقطة" والأرجنتين وبيرو "25 نقطة" وباراجواي "24 نقطة" في التأهل إلى المونديال من خلال المرحلة الأخيرة في التصفيات.
وتضمن تصفيات أميركا الجنوبية، التي تضم 10 فرق، تأهل المنتخبات الأربعة الأولى مباشرة إلى مونديال، فيما يلعب المنتخب صاحب المركز الخامس ملحقًا فاصلًا أمام بطل أوقيانوسيا.
وستتسم المباريات الخمس التي ستلعب في توقيت واحد في المحطة الأخيرة من تصفيات أميركا الجنوبية الثلاثاء بالتوتر الشديد نظرًا لغموض الموقف بالنسبة للمراكز الأربعة المتبقية، وفي الوقت الذي يستعد فيه مختلف اللاعبين في هذه المنتخبات، والذين يعدون نجومًا من الطراز العالمي، خوض مباريات صعبة للغاية بعد عناء السفر لمسافات طويلة، بالإضافة إلى اللعب على مستويات مرتفعة من سطح البحر وسط درجات حرارة عالية لم يعتادوا عليها، يبرز تحدي أخر وهو القتال من أجل حسم مصير فرقهم في الجولة الأخيرة من التصفيات التي لم تعتد على بقاء احتمالاتها مفتوحة حتى مراحل متأخرة، وبعد أن خسر ثلاث بطولات كبرى لعبها حديثًا، وهي كأس العالم 2014 وكوبا أميركا 2015 و2016، يواجه المنتخب الأرجنتيني خطرًا محدقًا بالغياب عن مونديال روسيا 2018.
ويحل المنتخب الأرجنتيني ضيفًا على نظيره الإكوادوري، حيث يحتاج ميسي ورفاقه على ارتفاع ألفين و800 متر عن سطح البحر إلى تحقيق الفوز لكي يضمن على الأقل خوض الملحق الفاصل، ويكون التعادل كافيًا للأرجنتين للتأهل إلى المونديال الروسي، كما يؤهلها الفوز للملحق الفاصل، ولكن هذا كله يعتمد على نتائج الفرق الأخرى.
وأخفق المنتخب الأرجنتيني في تحقيق الفوز في مبارياته الأربع الأخيرة في التصفيات، وعلى الرغم من امتلاكه لمهاجمين من العيار الثقيل لم يسجل سوى 16 هدفًا في 17 مباراة لعبها في التصفيات حتى الآن، وهذا يزيد من مخاوف غياب الأرجنتين، التي فازت بلقبين في كأس العالم ولم تغب عن هذه البطولة منذ عام 1970، عن اللعب في روسيا، على الرغم من أحتفاظ مدربها الوطني خورخي سامباولي بتفاؤله.
وكشف سامباولي عقب تعادل منتخب بلاده مع ضيفه بيرو صفر / صفر الخميس الماضي "إذا لعبنا بذات الأداء الذي قدمناه اليوم سنتأهل"، وعلى الجانب الأخر، يواجه منتخب تشيلي مهمة صعبة عندما يلتقي مع البرازيل الثلاثاء في مدينة ساو باولو، حيث يحتاج الفريق بطل أميركا الجنوبية إلى الفوز لكي يحجز مقعدًا له في كأس العالم، ولم يخسر المنتخب البرازيلي طوال التصفيات سوى مباراة واحدة وكانت أمام تشيلي في المرحلة الأولى، ولكن كانت تلك الهزيمة في سانتياغو عاصمة تشيلي وتطور منتخب "السامبا" كثيرًا من الناحية الفنية منذ ذلك التاريخ ليصبح من دون شك الأوفر حظًّا في تحقيق الفوز في مباراة الثلاثاء.
ووقع المنتخب الكولومبي في أزمة غير متوقعة الخميس الماضي، ونجح اللاعب رادميل فالكارو في التقدم لصالح الفريق في مباراته أمام باراجواي في الدقيقة 78 ومن ثم وضع له قدمًا في النهائيات المقبلة، إلا إن شباكه استقبلت هدفين في ثلاث دقائق قبل نهاية اللقاء، ويستعد المنتخب الكولومبي لخوص مباراته الأخير في التصفيات أمام بيرو في ليما، عاصمة الأخيرة، حيث سيتأهل الفائز من هذا اللقاء إلى المونديال مباشرة.
ويطيح التعادل ببيرو من الصراع، فيما يبقي على أمال كولومبيا في خوض الملحق الفاصل، طبقًا لنتائج باقي المباريات، ومن أجل أن تبقي على حلمها في التأهل، تحتاج باراجواي إلى الفوز على ملعبها على فنزويلا، التي خسرت جميع حظوظها في الوصول إلى المونديال، ولكنها حتى مع الفوز ستخسر فرصتها في التأهل إذا فازت كل من الأرجنتين وتشيلي بمباراتيهما.
ويستضيف المنتخب الأوروجواياني نظيره البوليفي، الذي انتفت فرصته أيضًا في التأهل إلى المونديال، في أجواء خالية من التوتر، حيث أن هزيمته على ملعبه ستضمن له على الأقل خوض الملحق الفاصل، إلا إنه يطمح في حسم تأهله المباشر في هذه المباراة.
وقال أوسكار تاباريز، المدير الفني لمنتخب أوروجواي، عقب تعادل فريقه مع فنزويلا سلبيًا الخميس الماضي "تفصلنا عن روسيا مباراة واحدة على أرضنا"، وتفاديًا لإثارة الشكوك بشأن المباريات التي ستشهد صراعًا مريرًا بين مختلف المنتخبات التي لا تعتمد على أنفسها فقط في التأهل، قام اتحاد أميركا الجنوبية لكرة القدم "كونميبول"، كما فعل في المرحلة السابقة، بتعيين حكام برازيليين لجميع مباريات المرحلة الأخيرة من تصفيات المونديال ماعدا مباراة البرازيل وتشيلي، التي سيديرها حكم من الإكوادور.