مدريد - لينا العاصي
تخلى نادي برشلونة الإسباني لكرة القدم عن ريادته للكرة الأوروبية خلال المواسم الأخيرة، ولكن خروجه من دوري أبطال أوروبا هذا الموسم أمام روما يعد تراجعا جديدا وقويا لفريق فقد بشكل نهائي هالة القداسة التي كانت تحيط به في أفضل عصوره.
وأصبح الفريق الإسباني لا يرعب أحدا في القارة الأوروبية، هذه هي الحقيقة، فقد ودع دوري أبطال أوروبا خلال المواسم الأخيرة ثلاث مرات متتالية من دور الثمانية، مما يدلل أنه أصبح فريقا يفتقر للحلول في بطولة تتطلب القيام بالكثير من الأشياء، سواء في النواحي الكروية او تلك التي ترتبط بالشخصية والعوامل النفسية.
فهو لا يحقق شيئا مهما حتى في ظل وجود اسطورة حية مثل ليونيل ميسي، الذي لا تتناسب أرقامه في دوري أبطال أوروبا مع برشلونة مع حجمه كلاعب كبير، فقد فاز في السنوات السبع الأخيرة بلقب واحد فقط في البطولة القارية الأهم للفرق على مستوى العالم، وهو ما يعد إنجازا هزيلا بالنظر إلى تاريخه الكبير في عالم كرة القدم.
ولن يكون من السهل نيسان ما حدث في روما أمس وسيحتاج برشلونة إلى بعض الوقت لطي صفحة تلك المباراة التي خسرها بثلاثية نظيفة في إياب دور الثمانية لدوري الأبطال، بعد أن أنهى مباراة الذهاب لصالحه بنتيجة 4 / 1، مما دفع الصحافة الإسبانية إلى التحدث عن "حماقة" وفشل" الفريق الكتالوني.
ومن الصعب تفسير حصول لاعب مثل ميسي على لقب واحد فقط لدوري أبطال أوروبا في السنوات السبع الأخيرة، في الوقت الذي فاز فيه غريمه التاريخي، البرتغالي كريستيانو رونالدو، بثلاثة من أصل أخر أربع نسخ للبطولة، ويتطلع للفوز بها مرة أخرى هذا الموسم.
وتضررت صورة ميسي كثيرا بعد الذي حدث أمس في ملعب "أولمبياكو"، معقل روما.
وقالت صحيفة "ماركا" الإسبانية أن ميسي "عاد إلى الاختفاء مرة أخرى في دور الثمانية لدوري أبطال أوروبا.
وتثير أرقام ميسي في البطولة الأوروبية القلق بحق: حيث لم يسجل اللاعب الأرجنتيني خلال مباريات برشلونة الأخيرة بالأدوار الإقصائية لدوري أبطال أوروبا أي أهداف في مرمى كل من أتلتيكو مدريد ويوفنتوس وروما.
وتصدق هذه الإحصائية على صحة أمرين جوهرين: أولهما أن برشلونة يعتمد بشكل مبالغ فيه على ميسي، وثانيهما أن ميسي لا يقدم المنتظر منه عندما يكون فريقه في حاجة إليه، الأمر الذي يعيد إلى الأذهان أوقاته العصيبة في الماضي مع المنتخب الأرجنتيني.
ورغم ذلك، نجح ميسي هذا الموسم في التغطية على كل جوانب النقص لدى برشلونة، سواء تلك التي تتعلق بطريقة اللعب أو التطلعات أو تماسك الفريق.
وبرشلونة في طريقه الآن للتتويج باللقب السابع له في الدوري الإسباني خلال السنوات العشر الأخيرة، ولكنه يخفق بقوة مرة تلو الأخرى في دوري أبطال أوروبا.
وخلال الأعوام الأخيرة ، أنفق برشلونة ما يقرب من 800 مليون يورو (مليار دولار تقريبا) لعقد صفقات شراء لاعبين جدد.
وقال الإسباني خوسيه ماريا مينخيا، وكيل اللاعبين، في تصريحات لشبكة "كادينا كوبي" الإذاعية الإسبانية: "ولكن هؤلاء الموجودين في النادي يلعبون منذ ثلاث سنوات".
وبحثت الصحافة والجماهير اليوم عن المذنب والمسؤول عن سقوط برشلونة بهذا الشكل المروع ،لتتجه معظم أصابع الاتهام لمدرب الفريق ومسؤولي مجلس إدارة النادي الذين اتهموا بإنفاق الأموال بشكل خاطئ عاما تلو أخر لجلب لاعبين لا يقدمون أداء قويا في دوري أبطال أوروبا، وهي البطولة التي تحتاج إلى توافر أعلى المستويات الفنية.
وتوافقت كل وسائل الإعلام على اختيار صورة واحدة للإشارة إلى فاجعة السقوط المدوي لبرشلونة في روما، وهي تلك الخاصة بميسي وهو يغادر ملعب أولمبياكو، حيث كان ينظر إلى الأرض بنظرات زائغة.
وكما هو الحال مع فريقه، فقد ميسي مكانة الريادة في البطولة القارية للفرق الأهم في العالم.