القاهرة - مصر اليوم
الذكرى السنويّة قد تدفعنا إلى استرجاع ذكريات استثنائيّة. التذكّر يتمحور أيضاً حول إعادة الابتكار والتخيّل. بعد خمسين سنة على الزخم المفعم بالحيويّة والإبداع الذي أتت به سنة 1968، سنحت الفرصة لـ"ماريا غراتسيا كيوري" لإعادة إحياء حقبة انقلبت فيها قواعد الأزياء رأساً على عقب.
وبالفعل، بفضل هذه المحاكاة التي حفّزت انبثاق أفكار جديدة، والإبداع من أجل الإبداع، وتقنيّة القص Cut-up والسفر كوسيلة لاكتشاف الآخرين واكتشاف أنفسنا أيضاً، يحتلّ الطابع الشبابيّ مكانةً متميّزة في وسط الساحة.
بالنسبة إلى مجموعة الألبسة الجاهزة لخريف - شتاء 2018-2019، استمدّت المديرة الفنية لدى "ديور" Dior الإلهام من هذه الرموز والسلوكيّات التي تمثّل بحثاً عن الأصالة.
حيث تظهر التطريزات المدهشة المصنوعة من الصوف على فساتين الأورغنزا، سراويل الجينز أُعيد تصميمها وحظيت بلمسة من النقشات المطبّعة، الحقائب مستوحاة من أرشيف الدار، مع رباط عرقيّ للكتف أو تركيبات "الباتشورك" المصنوعة من الأقمشة المستوحاة من الإرث نفسه: أصبحت هذه القطع نافذة حقيقيّة على العالم. ويتمّ ارتداء الـ"بونشو" بحرّية.
أصبحت الزخرفة شديدة الأهمّية، حيث تلعب دور السفراء للثقافات المختلفة التي يمثّلها كلّ نوع. تتمحور المجموعة حول روح من الحرّية في إبداعها وارتباطاتها وأشكالها وموادها.
فنّ التحرّر وأن يختار المرء صورته الخاصة هو بالتحديد ما تسعى إليه "ماريا غراتسيا كيوري" لنساء اليوم. تأتي التنانير الاسكتلنديّة بطول مختلف، لكن أيضاً بمواد غير متوقّعة على غرار قماش "بوان ديسبري" point d’esprit، وتترافق مع سترات رجالية أو معاطف صغيرة.
من جهة أخرى، الكنزات الغزيرة مطرّزة أيضاً وتعانق الجسم. وقد تمّ تقصير الفساتين وارتداؤها فوق الجزمات العالية فوق الركبة بأسلوب الدراجين.
وحدسها الدقيق في مجال الأزياء يرشد المصمّمة خلال عودتها إلى حقبة فريدة ومدهشة، لأنّ تغيير العالم يعني أيضاً تغيير الثياب.
و"ديانا فريلاند"، رئيسة التحرير الساحرة لمجلة Vogue US من سنة 1963 حتى 1971، هي من ابتكرت عبارة "زلزال الشباب" outhquake وحدّدت من هم الـYouthquakers الذين يُحدثون زلزال الشباب هذا.
كانت الأزمنة تتغيّر، وكان الأمر ينطبق على أجسام ووجوه وسلوكيّات وشخصيّات الذين أطلقوا هذه الثورة في عالم الخياطة - هذا الزلزال الأرضيّ الذي غيّر إلى الأبد طريقتنا في ارتداء الملابس.
كانت الأزياء تخضع للمساءلة، لكنّها كانت تُعيد ابتكار نفسها باستمرار لتخبر قصة جديدة يمكنها أن تقول كلّ شيء وعكسه تماماً.
بالإضافة إلى ذلك، عندما قامت مجموعة من الشابات اللواتي يرتدينَ التنانير القصيرة بالتظاهر في 12 سبتمبر 1966 أمام بوتيك "ديور" Dior وهنّ يحملنَ لافتات كُتب عليها "التنانير القصيرة إلى الأبد"، كما ظهر ذلك في صورة تعود إلى تلك الحقبة، قام "مارك بوهان"، المدير الفني لدى "ديور" Dior في ذاك الوقت، بابتكار مجموعة "ميس ديور" Miss Dior وأعاد تفسير مفهوم الأنوثة الذي أطلقه "كريستيان ديور".
في هذه المجموعة، تقوم "ماريا غراتسيا كيوري" من جهة أخرى بإحداث توازن مع عودة الزيّ الموحّد، لكي تُعيدنا إلى ما يمثّله: أن يحتلّ الفرد الأولويّة قبل الاختلاف بين الذكور والإناث، والمساواة في الحقوق والأدوار التي تبقى أعظم إنجاز في تلك الحقبة.