القاهرة – محمد عبد المحسن
تترقب لاعبة التنس الأميركية سيرينا وليامز العودة إلى الملاعب من خلال بطولة إنديان ويلز للأساتذة، بعد أكثر من ستة شهور على وضع مولودتها أليكسيس أولمبيا، ولم تخف سيرينا المصنفة الأولى على العالم سابقًا سعادتها البالغة باجتياز فترة الحمل والوضع للعودة إلى ملاعب التنس التي طالما صالت وجالت فيها، ورغم الغياب الطويل عن ملاعب التنس، لم تفقد النجمة الأميركية الشهيرة حماسها أو طموحها تجاه اللعبة وألقاب البطولات المختلفة، وقبل بدء رحلة العودة ، لم يتأخر زوجها ألكسندر أوهانيان في منحها دفعة جديدة وحافزًا إضافيًا للتألق مجددًا في ملاعب التنس حيث نشر العديد من اللافتات بطول الطريق المؤدي إلى ملاعب «إنديان ويلز» ، التي حملت جملة : «عودة أفضل أم في التاريخ».
وتشهد إنديان ويلز ، أهم بطولات اللعبة بعد بطولات «جراند سلام» الأربع الكبرى ، أول مشاركة لسيرينا في البطولات منذ وضع مولودتها، وكانت سيرينا أثارت الشكوك حول مستواها الحالي مع عودتها للملاعب حيث ذكرت ، في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية «بي.بي.سي» : «أعلم أنني لن أكون بمستواي المعهود في هذه البطولة... يجب أن يتحسن مستواي من يوم لآخر طالما واصلت المشاركة في البطولة حتى وإن كنت أتقدم بسرعة السلحفاة، كل شيء على ما يرام بالنسبة لي»، ولا تشكل عودة اللاعبات إلى الأضواء بعد الحمل والولادة أمرا غريبًا أو استثنائيًا الآن حيث سبقت سيرينا عدد من اللاعبات في رياضات مختلفة، ولم يكن هناك أي اعتقاد بأن تصبح الولادة بمثابة نهاية لمسيرة سيرينا الرياضية خاصة وأن اللاعبة الأميركية الفائزة بألقاب 23 نسخة من بطولات «غراند سلام» الأربع الكبرى سبق لها ان تغلبت على مشكلة الإصابة وعادت بقوة إلى الملاعب، والآن ، نالت سيرينا فرصة أخرى للتألق مجددًا بعد فترة غياب عن الملاعب، وكانت سيرينا ذكرت في وقت سابق: «كنت على وشك الموت بعد الولادة» علما بأنها أنجبت طفلتها بعملية قيصرية.
وكشفت سيرينا في 21 فبراير الماضي أنها كانت على وشك الموت في سبتمبر 2017 ، بعدما وضعت ابنتها الأولى، وقالت ، في مقال لها لموقع شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأميركية على الانترنت: «كنت قريبة من الموت بعد أن وضعت ابنتي أولمبيا ، أعتبر نفسي محظوظة»، وأصبحت سيرينا صاحبة الـ36 عامًا أما للمرة الأولى في مطلع سبتمبر 2017 ، ولكنها واجهت صعوبات بالغة عقب الولادة لم تكشف عنها في حينها، وأضافت: «ابنتي ولدت بعملية قيصرية خضعت لها على وجه السرعة، لأن كفاءة قلبها كانت تتضاءل بشكل كبير خلال التقلصات»، ورغم أن الولادة مرت بسلام ، بدأت كوابيس سيرينا بعد 24 ساعة من العملية الجراحية، وعانت اللاعبة الأميركية من مشكلات في التنفس وانسداد رئوي. وعن هذا، قالت سيرينا: «هذا أحدث سلسلة من التعقيدات وكنت محظوظة بالنجاة منها، في بادئ الأمر فتح الجرح الذي خلفته العملية الجراحية بسبب السعال الذي أصبت به بسبب الانسداد الرئوي. الأطباء وجدوا آنذاك تجمعا دمويا في عضلات البطن وبعد ذلك عدت إلى غرفة العمليات لكي أمنع الجلطات من الوصول إلى الرئتين، عندما وصلت إلى المنزل اضطرت عائلتي للمكوث بجانب فراشي ستة أسابيع»، وكانت آخر مباراة فردي سابقة شاركت فيها سيرينا عندما تغلبت على شقيقتها الكبرى فينوس في المباراة النهائية لبطولة أستراليا المفتوحة في 28 يناير 2017 ، وبعد أكثر من عام بعيدا عن الملاعب ، خرجت سيرينا من التصنيف العالمي للمحترفات ولن تكون ضمن المصنفات في بطولة إنديان ويلز ولكنه ستكون بالتأكيد من بين أبرز النجمات التي ستجتذب إليها الأضواء إن لم تكن أكثرهن على الاطلاق.
وتطمح سيرينا بالتأكيد إلى استغلال إنديان ويلز كنقطة انطلاق جديدة في مسيرة احترافية ناجحة لزيادة رصيدها من الألقاب والذي بلغ حتى الآن 72 لقبا في مختلف البطولات، وتستهل سيرينا مسيرتها في البطولة بلقاء سارينا دياز لاعبة كازاخستان المصنفة 53 عالميا ولكنها قد تصطدم في الدور الثالث للبطولة بشقيقتها فينوس، وتتطلع سيرينا إلى استعادة مستواها العالي قبل بطولة فرنسا المفتوحة «رولان غاروس» ثاني بطولات «غراند سلام» الأربع الكبرى في الموسم الحالي والتي تقام في أواخر مايو/أيار المقبل لكنها أيضا تشعر بالسعادة البالغة لكونها أصبحت أما.