الحديث عن أزياء النجمات في حفل توزيع جوائز الـ«غولدن غلوب» أو غيرها من المناسبات، أصبح مستهلكا ومتكررا. وهذا ليس غريبا، لأن أهمية الأزياء ومظهر النجمات بأهمية الجائزة بالنسبة للكثير من عشاق الموضة. فالمصممون يتوددون للنجمات قبلها بأشهر على أمل أن تقبل واحدة منهن، أو أكثر، الظهور بتصاميمهم. ولأنهم، وحتى آخر لحظة، لا يعرفون تماما ما إذا كانت النجمة ستحترم اتفاقها معهم أم لا، فإنهم ينتظرون ويسهرون لرؤية النتيجة بأعينهم، وكأنهم في اختبار. وسائل الإعلام أيضا تتابع الفعالية من باب الفضول أو البحث عن مادة دسمة يتناولونها بإسهاب. في المقابل، كانت أزياء الرجال لا تحظى بأي أهمية حتى الآن، لسبب معروف وهو أنها مضمونة لا تقدم الكثير من المفاجآت. فالنجم دائما يظهر ببدلة ورابطة عنق، أو سترة توكسيدو برابطة «بابيون»، لكن مساء يوم الأحد الماضي، اختلفت الصورة، وإن بقي التوكسيدو هو المتسلطن على الساحة. فقد أظهرت باقة من النجوم جرأة غير معهودة من حيث الألوان والأقمشة، وأناقة لافتة من شأنها أن تغير تعامل وسائل الإعلام والموضة مع النجوم في المستقبل. من أبرز من أثاروا الانتباه، برادلي كوبر، الذي اختار توكسيدو من تشكيلة توم فورد، كأنه يريد أن يضمن عدم الوقوع في أي خطأ يتنافى مع الذوق الرفيع. فالمعروف أن تصاميم توم فورد كلاسيكية وعصرية في الوقت ذاته، تناسب أي رجل وتضفي عليه أناقة راقية، بغض النظر عن المناسبة والمكان. صحيح أنها لا تتمتع بجرأة في التصاميم بقدر ما تتمتع بدقة التفصيل وجمال التفاصيل لكنها تتمتع بجرأة كافية من حيث الألوان والنقوشات، وإن تجاهل برادلي كوبر كل هذا، مفضلا لونا كحليا غامقا مع قميص أبيض و«بابيون». مقدم الحفل مارك روفالو، أيضا برهن على أناقة كلاسيكية ببدلة توكسيدو بزرين ولونين، رمادي وبني غامق، بتوقيع المصمم جون فارفاتوس، نسقها مع صديري وقميص أبيض، تماما مثل المغني والممثل جاريد ليتو، الذي اختار توكسيدو ضيقا من «سان لوران» أضاف إليه إيشاربا طويلا من الحرير ليحافظ على صورته الشبابية. أما الجائزة الذهبية للأناقة، فلا يختلف اثنان في أنها من حق النجم ماثيو ماكنوفي. هو الآخر اختار بدلة مكونة من ثلاث قطع من تصميم الثنائي «دولتشي آند غابانا» تتكون من سترة توكسيدو بزر واحد، إلا أنها تتمتع بجرعة وافية من الجرأة تتجسد في قماشها المخملي ولونها الأخضر الزيتوني الذي أبرزه أكثر بتنسيقها مع صديري بلون أسود وقميص أبيض، ودائما رابطة «بابيون». صحيح أن مظهره يميل إلى بعض الداندية، إلا أن النجم بدا فيها لافتا ومميزا عن غيره. ومن خلال متابعة صور ماثيو ماكنوفي في الآونة الأخيرة، يبدو واضحا أنه بات يستعذب لعبة الموضة ولا يخاف من الألوان بدليل أنه قبل الحفل بيوم واحد، وخلال حفل توزيع جوائز الفيلم العالمي ببالم سبرينغ يوم السبت الماضي، ظهر بتوكسيدو مكون من جاكيت بلون ذهبي معدني صارخ من «سان لوران». كانت الإطلالة جديدة لم يسبقه إليها أحد من النجوم، نال عليها الكثير من الإعجاب، وحتما ستفتح الباب للمزيد من التجارب والجرأة، على العكس من نظيره النجم ليوناردو دي كابريو. فهذا الأخير، فضل مظهرا مغرقا في الكلاسيكية، وبدلة توكسيدو ظهر فيها أقل من عادي، خصوصا أنه لم ينتبه إلى أن البنطلون كان أطول من اللازم، متناسيا أن السر يكمن في التفاصيل الصغيرة. المغني آشر، في المقابل، يميل إلى التفاصيل ويهتم بها، لكنه ليس دائما موفقا في اختيارها. فقد ظهر بتوكسيدو أنيق بلون أحمر غامق وياقة بالأسود زينها ببروش من الماس لم يكن يحتاجه، مما كان له مفعول عكسي.  «الشرق الأوسط»