القاهرة - سهام أبو زينة
تذبذبت العقود الآجلة لأسعار الفضة في نطاق ضيق مائل نحو الارتفاع خلال الجلسة الآسيوية وسط الاستقرار السلبي لمؤشر الدولار الأميركي وفقًا للعلاقة العكسية بينهما عقب التطورات البيانات الاقتصادية التي تبعنها اليوم الجمعة عن الاقتصاد الصيني أكبر مستهلك للمعادن عالميًا وعلى أعتاب التطورات والبيانات المرتقبة من قبل الاقتصاد الأميركي أكبر اقتصاد في العالم ووسط التطلع إلى فعليات قمة مجموعة العشرين وانطلاق الاجتماعات النصف سنوية لصندوق النقد الدولي في بالي.
وارتفعت العقود الآجلة لأسعار الفضة في تمام الساعة 05:20 صباحًا بتوقيت جرينتش، تسليم 15 كانون الأول/ديسمبر المقبل 0.06% لتتداول حاليًا عند 14.62$ للأونصة مقارنة مع الافتتاحية عند 14.61$ للأونصة، وسط انخفاض مؤشر الدولار الأمريكي 0.05% إلى مستويات 94.97 موضحاً الأدنى له منذ 28 من أيلول/سبتمبر مقارنة بالافتتاحية عند 95.02.
هذا وتابعنا عن الاقتصاد الصيني ثاني أكبر اقتصاد في العالم وثاني أكبر دول صناعية بعد الولايات المتحدة الكشف عن قراءة مؤشر الميزان التجاري والتي أظهرت اتساع الفائض إلى ما قيمته 213 مليار يوان أي ما يعدل 30.9$ مليار مقابل 180 مليار يوان أي 26.1$ مليار في آب/أغسطس، بخلاف التوقعات التي أشارت لتقلص الفائض إلى 85 مليار يوان أي 12.3$ مليار.
وتتطلع الأسواق حاليًا على الصعيد الأخر، من قبل الاقتصاد الأميركي إلى صدور قراءة مؤشر أسعار الواردات والتي قد تعكس ارتفاعاً 0.3% مقابل تراجع 0.6% في آب/أغسطس، بينما قد توضح القراءة السنوية للمؤشر ذاته تباطؤ النمو إلى 3.1% مقابل 3.7%، وذلك قبل الكشف عن القراءة الأولية لمؤشر جامعة ميشيغان لثقة المستهلكين والتي قد تعكس اتساعاً إلى ما قيمته 100.4 مقابل 100.1 في أيلول/سبتمبر.
ونود الإشارة لكون العقود الآجلة لأسعار الفضة أوضحت يوم أمس الخميس أفضل أداء يومي لها منذ 28 من أيلول/سبتمبر مع ارتفاعها لأول مرة في أربعة جلسات، وسط استمرار عمليات البيع الموسعة بالأمس في وول ستريت للجلسة الثانية على التوالي مع عزوف المستثمرين عن المخاطرة وتحويل السيولة للملاذات الآمنة ومن بينها الفضة التي لا تزال بصدد ثاني خسائر أسبوعية لها على التوالي.
ويُذكر أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب صرح أمس الخميس من المكتب البيضاوي في البيت الأبيض "إنه تصحيح والذي أعتقد أنه تسبب به بنك الاحتياطي الفيدرالي وأسعار الفائدة"، موضحاً أنه يعتقد أن السياسة النقدية لأعضاء اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوح "صارمة للغاية"، ومضيفاً "أنهم يرتكبون خطأ وليس وذلك ليس صحيح" مع أعربه أنه لن يقوم "بفصل" محافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول.
وجاء ذلك عقب ساعات من تصريحات ترامب يوم الأربعاء الماضي قبل اجتماع حاشد له في ولاية بنسلفانيا جرى عقب اختتم مؤشرات الأسهم الأمريكية على أسوء أداء لها في أكثر من ثمانية أشهر على الرغم من قوة الاقتصاد الأمريكي وانخفاض معدلات البطالة للأدنى لها منذ عام 1969، "حقاً أنه تصحيح ننتظره منذ مدة طويلة، إلا أني حقاً اختلف مع ما يقوم به الاحتياطي الفيدرالي" مضيفاً "أعتقد أن الاحتياطي الفيدرالي أصبح مجنوناً".
وأعربت في المقابل، المديرة التنفيذية لصندوق النقد الدولي كريستين لاجارد عن دعمها لتحركات الصين تجاه الحفاظ على مرونة سعر الصرف وآمالها في المضي قدماً في ذلك، وأنه لا يمكن وصف قرارات وتوجهات صانعي السياسة النقدية لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي بالجنون، موضحاً أن قيام الاحتياطي الفيدرالي برفع الفائدة على الأموال الفيدرالية أمر مشروع وضروري، مضيفة أنها تأمل في عدم توجه الدول لحرب تجارية أو حرب عملات.
ويذكر أن صانعي السياسة النقدية لدى بنك الصين الشعبي أقروا يوم الأحد الماضي خفض متطلبات المركزي الصيني لاحتياطيات المصارف الصينية من السيولة النقدية للمرة الرابعة هذا العام ضمن جهودهم لتخفيف السياسة النقدية، الأمر الذي أضعف من أداء اليوان الصيني ليعطي المصدرين الصينيين ميزة تنافسية في خضم التوترات التجارية بين واشنطن وبكين وفرضهم تعريفات جمركية على بعضهم البعض مؤخرًا.
وجاء ذلك قبل أن نشهد في وقت سابق من الأسبوع الجاري قيام صندوق النقد الدولي بخفض توقعاته لوتيرة نمو الاقتصاد العالمي للعام الجاري والعام المقبل لأول مرة في عامين مع خفض توقعاته لوتيرة نمو الاقتصاد الأمريكي والاقتصاد الصيني بالإضافة إلى اقتصاديات منطقة اليورو وسط أرجائه ذلك لتصاعد الحمائية التجارية عالمياً والتي تنذر بحرب تجارية، بالإضافة إلى الإضرابات التي تشهدها الأسواق الناشئة.