القاهرة ـ مصر اليوم
شتاء قارس بمذاق تغيرات مناخية حادة يجوب دول كثيرة في العالم من بينها مصر، حيث الانخفاض الشديد في درجة الحرارة، انخفاض يعد من خصائص فصل الشتاء، ولكن شتاء هذا العام يعد استثنائيا لكونه محدثا لانخفاض غير مسبوق وسقوط الجليد في العديد من الدول، شتاء قارس نبأ به صيف طويل حار، وتغيرات مناخية، طرحت على طاولة النقاش في قمة باريس للتغيرات المناخية التي عقدت أواخر العام الماضي.
فاجأ الشتاء القارس المصريين بموجة شديدة البرودة بعد 37 يوما من بدايته جغرافيا، حيث أوشك فصل الشتاء على الانتصاف طبقا لما أعلنه المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية الذي حدد طول هذا الفصل بحوالي 89 يوما، وحملت هيئة الأرصاد الجوية مسئولية هذا الانخفاض الشديد في درجات الحرارة إلى منخفض قبرص الذي تتأثر به مصر ويحدث كل عام.
ومصر ليست الدولة الوحيدة التي تشهد مناخا مضطربا بسبب حدوث تغيرات مناخية في العالم، وإنما هي ظاهرة يعاني منها دول العالم كله، وإذا ما استمرت التغيرات المناخية والبيئية، فإن العالم كله سيشهد مناخا غير مستقرا فصلا بعد آخر، فالتغيرات المناخية مسئولية الجميع.
ورغم توقيع ممثلي 195 دولة في ختام أعمال المؤتمر العالمي لتغير المناخ الذي استضافته العاصمة الفرنسية باريس على اتفاق دولي غير مسبوق للتصدي لظاهرة الاحتباس الحراري من خلال تحويل الاقتصاد العالمي من الاعتماد على الوقود الأحفوري خلال عقود إلى الاعتماد على مصادر للطاقة المتجددة، إلا أن هذا الاتفاق سيدخل حيز التنفيذ في عام 2020 ، مما يكشف عن معاناة البشر على مدى 4 سنوات قادمة من الاضطرابات المناخية التي يعتبر العلماء انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري سببا رئيسيا لها.
وتغير المناخ هو أي تغير مؤثر وطويل المدى في معدل حالة الطقس يحدث لمنطقة معينة، ويشمل هذا التغير معدلات درجات الحرارة، تساقط الأمطار والثلوج، وحالة الرياح، حيث ظهرت تغيرات حادة نتيجة لتراكم الأسباب التي أدى إليها التوجه العالمي نحو تطوير الصناعة في الأعوام ال150 الماضية، والذي تطلب استخراج وحرق مليارات الأطنان من الوقود الأحفوري لتوليد الطاقة، مولدة غازات تحبس الحرارة كثاني أوكسيد الكربون، السبب الرئيسي في تغير المناخ على المستوى العالمي .
وتسبب التغير المناخي في حدوث تغيرات جيولوجية وبيولوجية وبيئية خطيرة وربما تكون دائمة على كوكب الأرض، وغالبية الآثار العكسية للتغير المناخي تعاني منها المجتمعات الفقيرة وذات الدخل المنخفض حول العالم، والتي تتميز بمستويات كبيرة من التعرض للعوامل البيئية المؤثرة المتمثلة في الصحة والثروة والعناصر الأخرى، بالإضافة إلى مستويات منخفضة من القدرة المتوفرة للتأقلم مع التغير المناخي.
والمناخ ليس فارقا طفيفا في الأنماط المناخية، فدرجات الحرارة المتفاقمة ستؤدي إلى تغير في أنواع الطقس كأنماط الرياح وكمية المتساقطات وأنواعها إضافة إلى أنواع وتواتر عدة أحداث مناخية قصوى محتملة، إن تغير المناخ بهذه الطريقة يمكن أن يؤدي إلى عواقب بيئية واجتماعية واقتصادية واسعة التأثير ولا يمكن التنبؤ بها.