"سكيت غزة" رياضة جديدة لهواة التزلج في فلسطين

مارس العشريني رجب الريفي في غزة، وعدد من أصدقائه بشغف هواية التزلج على الألواح داخل ميناء المدينة المحاصرة، وتحوز حركاتهم الإبداعية على إعجاب الحضور. وكانت رحلة الفريق منذ عام 2013، حتى تمكن من إيجاد المكان والأدوات والتدريب، وصولاً للاحتراف.
وعمل الفريق في البداية بأبسط الإمكانيات، وبعدد لا يتجاوز أصابع اليد، إلى أن تمكن من عرض فكرته على المختصين، وإيجاد أول منصة لممارسة تلك الهواية، ساهمت بمضاعفة أعداد الهواة، والتي وصلت إلى نحو سبعين هاوياً.

وشقت تلك الهواية طريقها إلى قطاع غزة بعد سفر المدرب الوحيد، إذ قرر الريفي ورفاقه تكوين الفريق الأول لتلك الهواية، بمساعدة مختصين إيطاليين صادفوهم في أحد العروض المحلية، وهذا كان أشبه بالنقلة النوعية في حياة هوايتهم المثيرة.

ويقول رجب الريفي إن حكايته مع تلك الهواية بدأت عام 2010 حين سكن إلى جانبهم شاب يدعى أيمن الشوا، يتقن فن التزلج، فطلب منه التعلم، واقتنى أول حذاء تزلج.

ويتابع رجب: "بعد سفر المدرب، تفرق الشباب، ولم يعد لرياضة التزلج على الألواح وجود سوى لبعض الهواة، فبدأت أنا وصديقاي عز المشهراوي ويحيى عاشور بالتفكير في تشكيل فريق لتلك الهواية، والتي لم نعد نحتمل التوقف عن ممارستها، وذلك ما حصل فعلاً، فقمنا بتشكيل فريق سكيت غزة".

ويوضح أن الفريق أصبح يضم بعد فترة وجيزة نحو ثمانية أشخاص، بينما يضم الآن 20 لاعباً أساسياً، ونحو 70 هاوياً.

ومع بدء العدوان على غزة في 2014، توقف الفريق ثلاثة أيام عن اللعب، شعر خلالها الجميع بملل كبير، فقرروا الخروج للعب، دون اكتراث للقصف والدمار والممارسات الإسرائيلية في ذلك الوقت، وبدأوا باللعب على الأنقاض، وسط ذهول المارة الذين قاموا بنعتهم بـالمجانين.

وينبه الريفي إلى أن اختيار تلك الهواية اللافتة والمثيرة، جاء لسببين رئيسيين، الأول أنها غريبة عن قطاع غزة الذي لم يشهد أي فريق للعبها، والثاني أنها ذات شعبية كبيرة في دول العالم، وتحديداً إيطاليا وأميركا.

وواجه الفريق حزمة من الصعوبات التي بدأت بمنع أفراد الشرطة للهواة من اللعب في الشوارع العامة والحدائق وبين السيارات، ما دفعهم إلى طرح الفكرة على مختصين أجانب، كانوا قد زاروا قطاع غزة لتنفيذ مشاريع خاصة بالرياضات الغريبة والمختلفة.

وشارك فريق "سكيت غزة" في أول عرض ضمن فعالية أقيمت في مركز رشاد الشوا الثقافي، وكان يحضرها عدد من المختصين الإيطاليين، الذين أعجبوا بالأداء الاحترافي، لكنهم طلبوا من الفريق أن يوجد شيئاً مختلفاً، فتمت إضافة لوح التزلج الخشبي، إلى جانب حذاء التزلج.

بعد عام من اللقاء الأول بالمختصين الأجانب، قالوا إنهم سينشئون أول "رامبا" خشبية في القطاع، كان داخل أكاديمية خاصة بالرياضات، بمساحة متر، وانحدار 80 سنتيمتراً، وتغذية الفريق بعدد من الألواح الخشبية والمستلزمات اللوجستية.

وبعد فترة من الزمن، تم تجديد المنصة الخشبية وتكبير حجمها إلى ستة أمتار، بارتفاع المنحدر إلى 120 سنتيمتراً، لكنها أصيبت بأعطال مع مرور الوقت، فقرر المختصون بناء منصة إسمنتية داخل ميناء غزة البحري، لتصبح مقراً رسمياً للفريق حتى اللحظة.

ويحاول الفريق توثيق مختلف الحركات التي يؤديها عبر كاميرا عز المشهراوي، وهو أحد الأعضاء الأساسيين في الفريق، وعن ذلك يقول: "من المهم توثيق الأنشطة، ونشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي بهدف زيادة انتشار الفريق محلياً ودولياً".

ويوضح المشهراوي (25 عاماً) أنه كان يلعب ضمن مجموعة هواة، قبل التفكير بإنشاء فريق سكيت غزة، لافتاً إلى التفاعل الكبير الذي تحدثه الصور ومقاطع الفيديو التي يتم نشرها، نظراً لخصوصية غزة التي تعاني من مختلف الصعوبات.


أما زميله فادي الصفدي (18 عاماً) من مدينة غزة، فيوضح أنه انضم للفريق من البدايات عام 2013، إذ كان يلعب على حذاء التزلج، وانضم للفريق بعد رؤية أنشطته داخل احد المتنزهات العامة في المدينة، ويقول: "بعد عودتي من الدوام المدرسي وأداء الوظائف، أذهب عصراً للعب حتى ساعات المساء".

بدوره يوضح هاني الحجار أنه التحق بالفريق عام 2016، واختص في حذاء "سكيت سَحِب" وهو الحذاء المخصص للمشي على المواسير الحديدية والدرابزين الخاص بالدرج، بهدف تنويع الأنشطة المقدمة للجمهور.

قد يهمك ايضا 

سكيت غزة" رياضة جديدة لهواة التزلج في فلسطين

جامعيون يحذرون من توقف الدراسة في قطاع غزة بسبب الأزمة المالية