بيونس آيرس

يعد أهم ما يجذب السائحين إلى أنها تجمع ما بين الجمال الأوروبي الساحر والطابع المميز لأميركا الجنوبية. فهي تتميز بشوارعها الواسعة والعريضة، وبناياتها التي يغلب عليها طابع الكلاسيكية الجديدة ، بالإضافة إلى متاحفها الحافلة بذخائر غرائب الحداثة. كما أن خبراء السياحة يطلقون عليها اسم "باريس أميركا الجنوبية".
أما عن سكانها فيغلب عليهم الطابع الودي والاجتماعي، كما يغلب على مظهرهم الأناقة، أما الأحياء السكنية هناك فهي حافلة بألوان الفنون، بالإضافة إلى استاد كرة القدم العالمي، ومواسم رقصات التانغو الشهيرة.
ومع ذلك، يستطيع السائح أن يستمتع في هذه العاصمة العالمية بما هو أكثر من الفنون والرقص وكرة القدم. فهناك متعة التسوق في بوتيكات سان تيلمو، وزيارة المتحف الوطني للفنون الجميلة، والتجول في مقابر لا ريكوليتا سيميتري بزخارفها الرائعة، أو الاستمتاع بسباقات الخيل في مضمار باليرمو هيبودروم.
وفي تلك الأثناء، ينبغي على السائح أن يختلس بعض من الوقت كي يستمتع بتناول فنجان من الكافيسيتو الأرجنتينية الشهيرة، أي قهوة اسبرسو، وتناول أصابع الحلوى المقلية المعروفة باسم شوروس في أي من الكافيهات التي تتميز بالدفء والأجواء العائلية.
وهناك أيضا إمكانية الاستماع بجولات المشي في أجواء رومانسية، عبر حديقة الورود (باسيو ديل روزيدال) في غابات باليرمو، والبقاء فيها إلى وقت متأخر للاستمتاع بأجواء المرح الصاخب والعربدة وسط رقصات التانغو، التي تمنح المدنية سحر ومتعة المساء.
كما أنه على السائح أن يتسلح بمهارات المساومة عند الشراء أثناء التسوق في أحياء ريكوليتا وبوتيكات روكا وسان تيلمو، ولا تنسى أن هناك الكثير من المحلات التي لا تقبل البيع عن طريق بطاقات الائتمان، ولهذا ينبغي أن يحتفظ السائح بقدر من المبالغ النقدية في تلك الأثناء.
وعلى السائح أيضًا أن يحمل معه حذاء للرقص، للمشاركة في حفلات التانغو في صالات الرقص، بدلاً عن صرف مبالغ طائلة في مجرد مشاهدة رقصات التانغو. وعلى السائح أيضًا أن يحمل هوية الطالب الدولية، والتي يمكن الحصول عليها عن طريق الانترنت، لاسيما وأن هناك الكثير من الأماكن التي تمنح خصومات خاصة للطلبة.
وعليك أن تلتزم بركوب التاكسيات الرسمية فقط، ولا تتوقع أن تبدأ حفلات التانغو قبل الثالثة صباحًا ولهذا عليك أن تأخذ غفوة بعد الظهر كي تستطيع أن تواصل الاستمتاع بتلك الحفلات، وتعلم أن تستمع بأجواء المقهى، وأن تتناول فنجان القهوة، حيث أن الأرجنتينيين يستمتعون بوقتهم في تلك المقاهي.
أما عن سكان المدينة وعاداتهم، فهم أهل ترحاب، وهناك فارق بين ذوي الأصول الأوروبية (الإيطالية والإسبانية وغيرهم من المهاجرين الأوروبيين الذين جاءوا عام 1800)، وبين سكانها من ذوي الأصول اللاتينية مثل البرازيليين.
كما أنه لابد من معرفة أن اللغة الإسبانية هي اللغة السائدة في الأرجنتين، ولكنها في العاصمة بلهجة الكاستيلانو، وهي لهجة أقرب إلى الإيطالية منها إلى الإسبانية. ومن حظ الزوار المتحدثين باللغة الإنكليزية أن أغلب السكان قادرين على فهم بعض العبارات الإنكليزية، التي تسهل من عملية التواصل مع السائحين. وعلى السائح أيضًا أن يتسلح ببعض العبارات مثل "بونديا"، والتي تعني صباح الخير، و"غراتسيا" أي شكرًا.
أما عن وسيلة التحية المتبادلة بين السكان فهي ليست عن طريق التصافح، وإنما عن طريق تبادل القبلات، كما أنهم أثناء الحوار وتبادل الحديث معهم يستخدمون النظرات المباشرة، والتركيز بعيونهم عليك، كدليل على شدة الاحترام، وينبغي على السائح أن يبادلهم نفس الأسلوب في التواصل بالعينين.
وعند الخروج لقضاء سهرة في المدينة ينبغي الانتباه إلى أن مواعيد العشاء والتسلية تبدأ في وقت متأخر، مقارنة بمواعيد أوروبا وأميركا، ولا تنتظر تناول طعام العشاء قبل العاشرة مساء. أما عن أنواع الأطعمة، فهي متنوعة، بداية من السوشي اللذيذ والمعكرونة الإيطالية إلى شرائح اللحم الشهية المشوية، ولا تنسى البقشيش الذي لا يقل عن 10%. أما عن العملة الأرجنتينية فهم يستخدمون عملة البيزو، التي تعادل ربع دولار أميركي