مغارة جعيتا

تعتبر مغارة جعيتا، مجموعة كهوف من الحجر الجيري الكارستي التي يبلغ طولها حوالي 9 كيلومترات، وهي مكوّنة من نظامين منفصلين ولكنهما مترابطين معاً، وتقع الكهوف في وادي نهر الكلب في منطقة جعيتا على بعد 18 كيلومتراً من العاصمة اللبنانية بيروت، وعلى الرغم من وجود حياة في الكهوف في عصور ما قبل التاريخ إلا أن الكهف السفلي لم يُعاد اكتشافه إلا في عام 1836، كما لا يمكن زيارته إلا عبر قاربٍ وذلك لأن نهراً تحت الأرض يجري خلاله يٌوفر مياهاً عذبة يشربها أكثر من مليون مواطن لبناني.

وتعدّ مغارة جعيتا اللبنانية واحدة من الأماكن المؤهّلة لمجموعة عجائب الدنيا السبع، وفي فترة نشوب الحرب الأهلية اللبنانية تم إغلاق الكهوف، واستخدمت كمخازن لحفظ الذخائر، وأعيد فتحها عام 1995م، وبعد هذا العام أصبحت المغارة واحدةُ من أهم الأماكن السياحية في لبنان، ويشتهر المعرض العلوي من المغارة بأنظمة الإضاءة الفعّالة والمميزة، ويتم الدخول إليه عبر نفق خرساني طويل؛ إذ يصل طوله إلى 117 متراً، ويحتوي هذا الجزء على ثلاث غرف ضخمة، تسمى الغرفة الأولى بالبيضاء، وذلك حسب لون إضاءتها وتشكيلاتها المثيرة فهي تحتوي على رواسب كلسية ذات لون أبيض نقي؛ إذ يقع أطول راسب كلسي في العالم فيها ويصل طوله إلى 8.2 متراً، وتمتاز هذه الغرفة بحجمها المتوسط، أما الثانية فهي الحمراء، ويبلغ طولها 106 أمتار، ويتراوح عرضها ما بين 30-50 متراً، بينما تعد الغرفة الثالثة من أكبر الغرف حيث يبلغ ارتفاعها أكثر من 120 متراً .

ومتاح حاليا في بالمغارة إمكانية الغطس بها ولكن ستواجه صعوبات كثيرة بما أن الغطس تحت المياه وداخل المغاور يتطلب تجهيزات كافية في عالم مجهول ومدى ضيق يتسبب أحيانا بمخاطر كبيرة، إلى جانب ما تحمله الغبائر من حجب للرؤية يستحيل معها على الغطاس أن يعرف أين أصبح أو من أين دخل ومن أين يجب أن يخرج، ومن مخاطره أيًضا نفاد كميات الأكسيجين المتوافرة مما يحتم الدخول إلى المغاور من ضمن مجموعات ووضع حبال مرقمة بألوان مختلفة تساعد الغطاس في الأوضاع الخطيرة على التمسك بها والخروج مما يكون قد وقع فيه، ويستطيع الزائر أن يصل على متن زوارق خاصة بحماية طبيعة المغارة السفلى إلى عمق 400 أو 450م من شاطئها السياحي .