نيومكسيكو ـ سمير الفيشاوي
يعتبر التجول في نيومكسيكو من أكثر التجارب السياحية إثارة، إذ ترى ما لا يمكنك رؤيته في أي مكان آخر. فقرود الهوبر تتجول في شوارع المدينة طوال الوقت وتعمل على إقامة علاقات طيبة مع المواطنين، لاسيما الأطفال. ولا تعتبر قرود "الهوبر" من السكان الأصليين للمدينة، إذ تنتشر فصائل أخرى من الحيوانات في المدينة التي يمكنك فيها شراء فراء النمر البنغالي والنمر الأبيض، وهو التنوع الطبيعي الذي تتسم به المدينة.
وعلى ارتفاع 2240 مترًا فوق سطح البحر، وبين أحضان 11 بركانًا، ما بين خامل ونشط، يقع هذا المجرى الذي من المفترض أنه وادٍ لقناة جف جزء من مجراها، يستغله السائحون والمحليون في التنزه والاستمتاع بالحياة البرية والمياه، والخضرة المنتشرة فيه، إذ يفترشون الأرض في نزهات خلوية تجمع كل من يروقه الجلوس في الطبيعة. وعلى أطراف المدينة، تقع بعض التلال المؤدية إلى القمة التي تستضيف فوهة بركان "إكسايتل" النشط الذي تنحت الحمم البركانية التي تخرج منه في الصخور المحيطة به متجهةً إلى أسفل.
وتشهد منطقة الحدائق "عددًا كبيرًا من الزوار الذين يتجهون إليها لمشاهدة الصروح المعمارية الصديقة للبيئة التي صممها المهندس المعماري المحدث لويس باراغان، وهو المشروع الذي يتضمن إنشاء خطوط من المباني النظيفة بين التكوينات الصخرية التي تخلفها الحمم البركانية، والذي بدأ التفكير فيه في الأربعينات من القرن العشرين. وتتولى إنشاء المشروع، المجموعة المكسيكية العملاقة للمقاولات أفينيدا دي لوس أنسورجينتس.
ويتميز المشروع باستخدام المواد الطبيعية في البناء، إذ صمم لويس المباني، إذ يجد السكان منازل من أحجار من صخور الحمم البركانية وسط التكوينات الطبيعية من هذه الحمم، حتى لا تفسد مواد البناء التقليدية المشهد الطبيعي الخلاب. وليكتمل جمال المدينة، كانت هناك حاجة للهدوء والخلو من الزحام، وهو ما عملت السلطات في نيو مكسيكو على تحقيقه من خلال استخدام السيارات المرخصة في المدينة لخمسة أو ستة أيام على الأكثر في الأسبوع من خلال نظام تداول استخدام السيارات، وفقًا للأرقام الموجودة على اللوحات المعدنية، إذ لا تسير سيارات المدينة طوال أيام الأسبوع، لتفادي حدوث الزحام المروري.
وبعد الاستمتاع بمنازل الحمم البركانية وطبيعتها الخالصة، يمكن الانتقال إلى عالم من الجمال الخالص أيضًا في سان أنجل بالقرب من أفينيدا، بوجود سوق الزهور وتغريد الطيور الحرة الطليقة على أشجار المجمع السياحي الخلاب والطرق المغطاة بالبلاط بألوان مبهجة مختلفة، إذ عُرفت المنطقة بمنطقة "المليون زهرة".
وتنتشر في أرجاء المدينة مظاهر الحضارة الحديثة والقديمة على حدٍ سواء، إذ المباني الحكومية والهيئات الرسمية والمحال التجارية، إضافة إلى مركز التجارة العالمي بارتفاع 52 طابقًا، والذي يعكس تصميمه الخارجي روح الحضارة المكسيكية