على الشريط الحدودي الذي يمر من “لاكور” تلك القرية الحدودية بين سويسرا وفرنسا، وعلى بعد 5 أميال إلى شمال جنيف، شهد القرن التاسع عشر تشييد أغرب فنادق العالم.

ويتميز فندق “أربيز” بأنه يشبه الجسر، لأنه يربط بين دولتين يسمح لك بأن تتواجد في بلدين مختلفين، مثلاً عندما تنام في إحدى غرف الفندق يكون رأسك على أرض فرنسا، وقدميك في سويسرا، أو تجد السرير في فرنسا، والحمام في سويسرا، والعجيب أن أرضية المطعم تنقسم بين سويسرا وفرنسا، ولهذا توجد في منصته أعلام البلدين.

والأمر الأكثر إثارة هو أنه يسمح للأفراد بأن يدخلوا من دولة، ويخرجوا منه إلى دولة أخرى، ذلك لأنه يقع على الحدود بعد أن تم بناء بعض أجزاءه داخل سويسرا والأجزاء تجاوزت الشريط الحدودي الذي امتد على الأراضي الفرنسية.

ويسمح لك هذا الفندق بخوض تجربة استثنائية، لأن تم بناءه على ارتفاع ألف قدم عن مستوى البحر ولهذا فهو يعتبر الوجهة المفضلة لهواة  تسلق المرتفعات التي تحيط الفندق من كل الاتجاهات، وتزلج الجليد الذي يكسو الأرض المحيطة بالفندق في فصل الشتاء.

ويطل الفندق على الكثير من المناظر الطبيعية الخلابة سواء من جهة فرنسا أو سويسرا بفضل موقعه المتميز، كما يتميز بالتصاميم الريفية التي ظهرت في تصميم الأسقف الداخلية بالأخشاب، والمطبخ الذي صمم على الطراز الريفي.

كان هذا الفندق محلاً تجارياً، واستمر على هذا الحال حتى وافقت الحكومة الفرنسية والسويسرية على توقيع معاهدة لترسيم حدود المنطقة بينهما في عام 1862م، وكان من ضمن بنود هذه الاتفاقية ألا تتأثر البنايات التي جاء تشييدها متزامناً مع التصديق على الاتفاق ولهذا لم يهدم هذا المحل التجاري الذي اشتراه رجل يدعى جوليس جين أربيزي عام 1921 م  وحوله إلى فندق فريد من نوعه.