ميامي -مصر اليوم
رؤية جديدة للديكور يظهرها تصميم هذا المنزل الرائع المؤلّف من طابقين بشرفات واسعة وسط حديقة خلاّبة مزروعة بأنواع من النباتات المدارية وأشجار النخيل التي تشتهر بها شواطئ مدينة «ميامي بيتش» في فلوريدا. الصدفة حملت مغنّي الراب الفرنسي «بوبا» لاكتشاف هذا المكان، حيث كان ركام المنزل مكوّماً فوق مساحة 400 متر مربع وسط الحديقة، تغطيه الأعشاب البرية وأغصان النباتات الوارفة الظلال، فقرر على الفور شراءه وتحويله إلى منزل خاص يستقر فيه مع عائلته.
كلّف «بوبا» مهندسة الديكور الفرنسية «إليزيه بريون» تنفيذ هذه المهمة من خلال مؤسّستها التي تُعنى بدراسة الديكور وتنفيذ المشاريع السكنية الخاصة.
تعاملت «بريون» مع هذا المشروع برؤية خاصة وحسيّة، وذلك لتوفير كل ما يطمح إليه سيد المكان من أجواء مريحة ورفاهية تتلاءم مع أسلوب حياته وتطلّعاته، بدءاً بالشكل الهندسي المكعّب للبناء وواجهاته الزجاجية المفتوحة على أروع المناظر الطبيعية. وقد عملت بصياغات وتقنيات مبتكرة، على استحضار أنواع مختلفة من المواد النبيلة المتنوعة الملمس، إلى الداخل مثل (خشب الخام المصقول والمطلي بالورنيش، الزجاج، الرخام، النحاس والجلد) وكذلك المنسوجات الطبيعية من الكتّان المطرّز والمخمل... إضافة إلى خياراتها البارعة في قطع الأثاث التي تفاوتت أحجامها ما بين القطع الكبيرة والصغيرة، وقد صُمّم بعضها خصيصاً لهذا المنزل بما يتلاءم مع خطة الديكور وأجوائه.
كما كان للألوان حضورها الرائع في مشاهد الديكور بنغماتها الحيادية الناعمة التي ساهمت في توليد شعور بالهدوء والراحة، مع تسلل جذَّاب لبعض الألوان المعدنية والذكورية المتناقضة.
يتألف هذا المنزل من طابقين تزيّنهما شرفات تطلّ على الحديقة من كل جانب. يشغل الطابق الأرضي منه مدخل وصالة واسعة للمعيشة مع غرفة للطعام ومطبخ وحمام للضيوف. بينما يحتضن الطابق الأول غرفة رئيسة للنوم وملحقاتها من حمام وركن خاص بالملابس. فيما توزعت المساحة الباقية على غرفتين للأطفال وحمَّام خاص بكل غرفة. ويربط بين الطابقين الأرضي والأول، درج أنيق يأخذ مكاناً جانبياً من المدخل.
يلفت المدخل الأنظار باتساع مساحته المفتوحة على صالة المعيشة، وقد تم تنسيقه بطاولة مستديرة من الخشب الداكن اللون، زُيّنت بإناء زهر وكتب وتحفة فنية، ويجاور هذه الطاولة مقعد صغير وطريف باللون النحاسي مصاغ من المعدن.
للشعور بالراحة داخل المكان، كان لا بد من توفير الانسجام بين مختلف عناصر الديكور من مواد وألوان وقطع رئيسة للأثاث وصغيرة. وكل ذلك، لتوليد مشهد زخرفي متوازن متنوع الرؤية، تتقاسم فيه كل مكوّنات المشهد دور البطولة، وتتجلّى فيه معايير الأناقة والرفاهية كافة.
في صالة المعيشة بركنيها الخاص بالضيوف أو مشاهدة التلفاز، تُشرق الألوان برقّة متفردة من خلال الأبيض العاجي لكنبة وثيرة تتصدّر ركن الضيوف، تزيّنها وسائد مبتكرة تحمل توقيع «باندهيني». بينما تكتسي المقاعد الجانبية الصغيرة أقمشة ناعمة من اللون الرمادي الأزرق واللونين الأبيض والأسود، يتكرر صداها في محاكاة لافتة من خلال بعض الوسائد وعناصر الإضاءة واللوحات الفنية وتحف الزينة. ويتسرب اللون النحاسي إلى الكثير من مشاهد الديكور في هذا المنزل مشكّلاً رابطاً سرّياً بينها وبين مفهوم الترف والأناقة.
تتوسط الجلسة في ركن الضيوف سجادة فاخرة بألوان عميقة من اللون الأزرق، نُسّقت فوقها طاولة منخفضة للقهوة مصاغة من الرخام وموقّعة باسم «آرت فاكتو».
أما الركن المخصص لمشاهدة التلفاز، فتتصدر جانباً منه خزانة ملبّسة بالسيراميك بخلفية من المرايا، تزيّنها رفوف مضاءة، نُسّقت فوقها مجموعة من الكتب والأواني والتحف المصنوعة من المرجان الطبيعي من ابتكار «كيلي هوبان»، بينما احتلت الجانب الآخر من الجدار خزانة منخفضة من الخشب الداكن اللون، تعلوها شاشة تلفزيون عملاقة.
في الجهة المقابلة لشاشة التلفزيون، كنبة كبيرة الحجم مريحة رمادية اللون من تصميم «إليزيه بريون»، تزيّنها وسائد فاخرة من اللون الأبيض.
وتتكامل مع هذه الجلسة سجادة فاخرة من اللون الأبيض السكري، توزّعت فوقها ثلاث طاولات صغيرة بشكل مكعب ملبَّسة بالمرايا البرونزية اللون تتناسق مع طاولة جانبية.
صالة الطعام تشكّل امتداداً جميلاً لركن المطبخ بحيث تتوسط مساحتها طاولة كبيرة بسطح من الرخام من تصميم «إليزيه بريون»، تحيط بها مجموعة من الكراسي الملبَّسة بالجلد الأبيض، تقابلها من الجهة الجانبية عند الجدار لوحة فنية كبيرة باللون الأسود تحمل توقيع الفنان الشهير «تاكيسادا ماتسوتاني».
ويشكّل المطبخ الركن المكمّل لصالة الطعام، يفصله عنها «كونتوار» جميل بسطح من الكوارتز الأبيض نُسّقت أمامه مجموعة من الكراسي المصاغة من الأسلاك النحاسية... بينما تحتل الجدار الخلفي للمطبخ عند النافذة، خزائن من الخشب تندمج في داخلها وحدات التخزين والتبريد وغيرها من المعدّات الخاصة بالطهو.
غرفة النوم الرئيسة في الطابق الأول، تتميز بجو مثالي تتناغم فيه الأناقة والترف. إذ يتصدر الغرفة سرير فاخر برأس مرتفع، مُنجَّد بقماش مخملي من اللون البيج المائل إلى البنّي من تصميم «كيلي هوبان»، تزيّنه أغطية ووسائد بألوان متناسقة. وتحيط بالسرير من كل جانب منضدة من الخشب الداكن تعلوها مرآة مزيّنة بإطار جذاب. بينما نجد ومع امتداد الجدار قرب السرير، لوحة فنية كبيرة من أعمال الفنان «بنجامين مورو».
تحتل الجانب الآخر من الغرفة على مقربة من الشرفة، كنبة مستديرة الشكل منجّدة بنسيج مخملي مزخرف بنقوش ناعمة، تزيّنها وسائد جلدية بألوان متناسقة.
ومما لا شك فيه أن التحف المنوَّعة التي تزيّن المكان تم انتقاؤها بدقّة وبراعة، مما جعل من هذا الفضاء الحميم ملاذاً مثالياً للاسترخاء والراحة.
غرف الأطفال تم تصميمها بأسلوب يعكس شخصية كل طفل منهم مع الأخذ في الاعتبار تطور ميولهم في المستقبل. فتميزت الأجواء بلمسات من الألوان المشرقة والوردية الناعمة لغرفة الطفلة، واستعيض عنها لغرفة الطفل بألوان زرقاء وإيقاعات بحريّة منعشة.
تجنبت «إليزيه بريون» استخدام أي نوع من الأثاث المدمج، مما يترك المجال للأطفال مع تَقدّم أعمارهم، لتحريك عناصر الأثاث بحرية تامة وكما يحلو لهم.
غرفة الملابس هي نجمة هذا المشروع، تتمتع بتصميم جميل، بجدران ملبّسة بالخشب تزيّنها رفوف عائمة من الزجاج الشفاف محدّدة بأشرطة مضاءة، تُعرض فوقها مجموعات من أزياء المغنّي الخاصة بالحفلات الموسيقية وبعض مكمّلاتها من قبّعات وأحذية ملونة مزيّنة برسوم غريبة الأشكال والألوان وقد سُلّطت عليها الأضواء بأسلوب خاص، وكأنها تحف فنية.
قد يهمك ايضا
اكتشاف الجين الذي ينتج "بروتين – بريون" الحارس على الذكريات في المخ