النفايات

تمتلك مدينة عدن شواطئ واسعة، تشكل متنفساً للمواطنين الذين يرتادونها بشكل يومي، وفي الإجازات الأسبوعية والمناسبات.لكن  قلة التزام كثير من المرتادين بمعايير نظافة الشواطئ؛ يؤدي إلى انتشار النفايات المبعثرة، وعلى رأسها البلاستيك، على طول تلك السواحل، وبالتالي الإضرار بالبيئة.

ومن هنا تنبهت المؤسسات المختصة بالشؤون البيئية في عدن إلى هذه المعضلة، خصوصاً أنّها تشكّل تهديداً للأحياء البحرية، وتضر بسلامة الشواطئ.

وفي سبيل وضع الحلول لتلك المشكلة واتخاذ آليات تخفف من الأضرار المترتبة عليها، عقدت الهيئة العامة لحماية البيئة، بالتعاون مع الهيئة الإقليمية للحفاظ على بيئة البحر الأحمر وخليج عدن، ورشة علمية لتقييم وضع النفايات المبعثرة في الشواطئ.
الورشة التي أقيمت برعاية وزير المياه والبيئة المهندس توفيق الشرجبي، ومحافظ عدن أحمد لملس، استعرضت عدداً من أوراق العمل لباحثين ومختصين بيئيين.

كان منها ورقة عن "النفايات البحرية، خلفية عامة وتأثيراتها"، قدّمها مندوب الهيئة الإقليمية للحفاظ على بيئة البحر الأحمر وخليج عدن، الدكتور زاهر الأغوان.

ونوقشت ورقة حول "أصناف ومصادر النفايات المبعثرة على شواطئ عدن"، للمهندس نيازي مصطفى، فيما تناول المهندس محمد عبدالله سعد في ورقته "المسح الميداني للنفايات المبعثرة على شواطئ عدن".

ومن أبرز أوراق العمل المقدمة ورقة حول "إدارة النفايات الصلبة في اليمن" للمهندس جميل عبده سعيد، والتي قدمت حلولاً عملية لمشكلة انتشار النفايات في الشواطئ.
استراتيجية وطنية

القائم بأعمال رئيس الهيئة العامة لحماية البيئة، المهندس فيصل الثعالبي، قال لـ"العين الإخبارية" إن هدف الورشة يكمن في الخروج بنتائج إيجابية تسهم في تجاوز المشكلة بشكل عملي.

وأضاف "الثعالبي" أن الورشة ناقشت أسباب إلقاء النفايات التي تلوث البيئة البحرية؛ للحد منها والحفاظ على شواطئ عدن واليمن عموماً.

وأكد أن التوصيات التي خرجت من الورشة ستسهم في وضع اللبنات الأساسية لإعداد خطة وطنية على مستوى اليمن؛ للحفاظ على البيئة البحرية.
استعراض تجارب

الورشة اهتمت بالجوانب العملية واستعراض تجارب وقصص نجاح لمكافحة التلوث في شواطئ عدن ومحاولة تعميمها.

ومن تلك التجارب ما أشار إليه مدير عام مديرية التواهي، شرق عدن، كتبي عمر، الذي قدم شرحاً عمّا قامت به السلطة المحلية في المديرية من جهود للحفاظ على شواطئ المديرية.

وتحدّث عن مبادرات وحملات توعية وجولات ميدانية لشواطئ وسواحل التواهي؛ لتنبيه المواطنين بخطورة الممارسات التي يقومون بها.

وتمنى كتبي عمر من الجهات المختصة الإسراع في تشغيل الأحواض الرسوببة لمياه الصرف الصحي؛ بهدف عدم تأثيرها على البيئة البحرية، وتلويثها للشواطئ.
تطبيقات بيئية

وتعرّف المشاركون في الورشة على دليل مسح النفايات المبعثرة على الشواطئ وطرق مسحها.كما تعرفوا على طريقة المسح البصري السريع لتقييم النفايات المبعثرة على الشواطئ، والتأكيد على ضرورة تطبيقها في السواحل البحرية.

وأكدت التوصيات على أهمية دور التوعية والمبادرات التوعوية للشباب ومنظمات المجتمع المدني في الحد من التلوث البحري في شواطئ وسواحل عدن، كما شددت المخرجات على الاهتمام بتنفيذ حملات نظافة دورية للشواطئ، والحفاظ على البيئة البحرية.

قد يهمك أيضا:

"روس كوسموس" تقدر حجم النفايات الفضائية التي تسقط على الأرض سنويا
محطة الفضاء الدولية تتخلص من أكبر قطعة من النفايات تزن 2.9 طنًا