دبي ـ وام
رغم أن عمرها تجاوز 4.5 مليارات سنة، إلا أن الأرض لا تنفك عن مفاجآتنا بخباياها بين الفينة والأخرى، أحدثها العثور على خزان ضخم للمياه العذبة تحت جليد غرينلاند، في كشف قد يساعد العلماء في فهم التغييرات المناخية. وتبلغ مساحة البحيرة، التي اكتشفها علماء مصادفة أثناء عملية تنقيب بين طبقات الثلوج جنوب شرقي غرينلاند عام 2011، نحو 70 ألف كيلومتر مربع، أي أكبر من ولاية "ويست فيرجينيا"، بحسب وكالة ناسا. وكان فريق البعثة العلمية من جامعة أوتاه قد اندهش لدى ملاحظة ماء سائل يتساقط من قطع جليد جرى تنقيبها بالمنطقة، ويبلغ سمكها نحو 1.6 كيلومترا، رغم أن درجة الحرارة دون الصفر فهرنهايت (-18 درجة سنتغريت) طيلة العام. واكتشف العلماء أن درجة حرارة المياه في خزان الماء المكتشف 32 درجة فهرنهايت (0 درجة سنتغريت)، وهو ما لم يجد الباحثون تفسيرا لها سوى أن طبقة الجليد ربما عملت كعازل حراري، أي كغطاء جليدي، لحماية المياه من التجمد. وتقدر كميات المياه المكتشفة بالخزان بنحو 154 مليار طن من المياه، وهي كمية في حد ذاتها كافية لرفع معدلات المحيطات بنحو 0.04 سنتمترا، لتزيد بذلك من ارتفاع منسوبها الناجم عن ذوبان طبقات الجليد والتمدد لحراري لمياه البحر الدافئة. ويرى علماء أن المياه المكتشفة ستساعد في فهم كيفية تحرك المياه الناجمة عن ذوبان الثلوج عبر طبقات الجليد في غرينلاند، خاصة وأن عملية الذوبان في تسارع إذ ارتفعت من 121 مليار طن سنويا خلال الفترة 1993-2005، إلى 229 مليار طن خلال الفترة ما بين 2005 و2010.