نقاط انقلاب جذرية

حذّر خبراء في تقرير قدّم للأمم المتحدة من أن كوكب الأرض يقترب من بعض "نقاط الانقلاب" التي تهدد البشرية وذلك بسبب الاحترار المناخي الذي لم تبذل حتى الآن جهود كافية لكبحه قبل فوات الأوان.

وقال الباحثون في التقرير  وهم من العاملين في مجموعتي "فيوتشر ايرث" (مستقبل الأرض) و"ايرث ليغ" (رابطة الأرض) "تقترب الأرض من نقاط انقلاب بسبب الضغط الذي يمارسه البشر عليها".

وذوبان الجليد القطبي والانقلاب في التيارات البحرية من العوامل التي تجعل العلماء يحددون توقعاتهم بشأن ارتفاع درجات الحرارة في العالم.

وقال الخبراء في التقرير "لا ينبغي أن نظنّ أن التغيّر المناخي يجري بشكل متدرّج (..) ففي الماضي وقع تغيّر مناخي مفاجئ في الغابات المدارية والمحيطات بعد مدد طويلة من التغيّر التدريجي".

وقال يوهان روكستورم رئيس منطمة "رابطة الأرض" إن "الأدلة تتراكم منذ سنتين على أننا نتجّه إلى +نقاط انقلاب+" مشيرا إلى الواقع الخطر للانقلاب المناخي الذي يتخوّف العلماء منه.

في كانون الأول/ديسمبر من العام 2015، أقر المجتمع الدولي في باريس اتفاقا يقضي باتخاذ الإجراءات الكفيلة بجعل ارتفاع حرارة الأرض لا يزيد عن درجتين كحدّ أقصى أو درجة ونصف الدرجة مقارنة مع ما كانت عليه قبل الثورة الصناعية، لكن الإجراءات المتخذة حاليا قد لا تكفي لذلك، وقد يصل هذا الارتفاع إلى ثلاث درجات.

ويقول الباحثون إن ارتفاع معدّل الحرارة ما بين درجة واحدة ودرجتين يؤدي إلى بلوغ نقاط انقلاب تؤدي إلى فقدان الجليد القطبي الشمالي في الصيف وذوبان مساحات من الغطاء الجليدي في غرينلاند وغرب القطب الشمالي واختفاء أعداد من المجلّدات والجبال الجليدية والشعاب المرجانية.

ومع هذا الارتفاع في الحرارة، قد تتحوّل مساحات من غابات الأمازون إلى غابات سافانا، وستتغير تيارات أعماق البحار التي تؤثر على طقس سواحل شمال الأطلسي.

وذكّر الباحثون بأنّ الاحترار المناخي قد يسبّب مخاطر لم يسبق لها مثيل على البشرية.

ويأتي هذا التحذير بالتزامن مع نشر تقرير يشير إلى ازدياد انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون مجددا في العالم بعد ثلاث سنوات من الاستقرار.