الجزائر ـ أ.ش.أ
تثير مسألة الشروع فى دراسات للتعرف على التقنيات الخاصة باستغلال الغاز الصخرى فى منطق عين صالح بولاية تمنراست جدلا محتدما فى الدوائر السياسية الجزائرية مابين مؤيد لاحتجاجات سكان المناطق الجنوبية ومعارض لها .
فمن جانبه ، اقترح سفيان جيلالى رئيس حزب جيل جديد تأجيل استغلال الغاز الصخرى إلى حين امتلاك الجزائرللتكنولوجيا والإمكانيات اللازمة لتفادى المساس بصحة المواطن والبيئة معربا عن مساندته لسكان عين صالح المعارضين لاستغلال الغاز الصخرى بسبب خطورته على البيئة والصحة ومضيفا أن المشروع ستكون له تداعيات سلبية اجتماعيا واقتصاديا.
وأشار جيلالى إلى أن المستفيد الأول من استغلال الغاز الصخرى ـ الذى قال إنه سيكلف أكثر من ما سيدره ـ هى الشركات المتعددة الجنسيات التى ستجنى الكثير من وراء بيع آليات التنقيب مؤكدا أن استغلال الغاز الصخرى يهدد المياه الجوفية التى تزخر بها مناطق الجنوب بسبب المواد الكيميائية المستخدمة فى عملية استخراجه .
فيما دعا عبد الرزاق مقرى رئيس حركة مجتمع السلم إلى تنظيم حملات لتوعية المواطن حول مسألة استغلال الغاز الصخرى باعتبار ذلك من حقوقه التى يكفلها الدستور... موضحا أن حزبه يؤيد اجراء دراسات إستكشافية لمعرفة المخزون من الغاز الصخرى ويؤيد خيار استغلال هذه الطاقة إذا كان ذلك مجديا إقتصاديا ولكن على ألا يكون ذلك مضرا بالبيئة وبالثروة المائية".
اما حركة النهضة فقد دعت الحكومة ـ فى بيان لها ـ إلى الحوار مع الشعب وتغليب منطق الحكمة ومراجعة السياسة المنتهجة فى إستغلال الغاز الصخرى بالجنوب مشيرة إلى أن رفض عدة دول أوروبية استغلال هذا النوع من الغاز رغم توفرها عليه وإحتياجاتها الطاقوية الكبيرة يطرح عدة تساؤلات حول إنخراط الجزائر فى هذا المسعى .
وبدورها ، دافعت لويزة حنون المرشحة الرئاسية السابقة ورئيسة حزب العمال اليسارى عن استغلال الغاز الصخرى واعتبرته من بين البدائل التى يجب على الدولة اللجوء اليها من أجل تنمية البلاد خاصة فى ظل تراجع إنتاج الغاز الطبيعى وانخفاض سعر برميل البترول معلنة موقف حزبا المؤيد لاستغلال الغاز الصخرى لأنه يتماشى مع مصالح الأمة الجزائرية .
يذكر فى هذا الصدد ان سكان منطقة عين صالح بولاية تمنراست يواصلون اعتصامهم امام مقر المحافظة منذ ثلاثة اسابيع احتجاجا على بدء عملية استغلال الغاز الصخرى فى منطقتهم وتنظم مسيرات بصورة يومية امتدت إلى عدة ولايات تضامنا مع سكان عين صالح ... يأتى ذلك رغم تصريح رئيس الوزراء الجزائرى عبد المالك سلال بأن استغلال الغاز الصخرى بمنطقة عين صالح فى ولاية تمنراست الجنوبية غير مدرج حاليا فى برنامج الحكومة وإنما يتعلق الأمر بالشروع فى دراسات للتعرف على التقنيات الخاصة بهذا المجال وان الشروع فى الاستغلال لن يكون قبل 2022 .. كما اشار إلى انه كان هناك تركيزا على المحروقات ولكن منذ العام الماضى بدأ الانتاج فى الانخفاض وستكون الامور اسوأ فى 2015 ... مشيرا إلى أن ما تم اكتشافه من محروقات لن يمكن استغلاله بعد 2037 ومن هناك كان لابد من التفكير فى حل للأجيال القادمة وهذا هو السبب وراء السعى لاستغلال الغاز الصخرى الذى تقوم به عشر دول فى العالم أخرها اسبانيا ... بيد أن تصريحاته لم تقنع المحتجين عبر عدد من الولايات الذين يطالبون الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بالتدخل .
كما لم ينجح قبل وزير الطاقة الجزائرى يوسف يوسفى الذى توجه الاسبوع الماضى إلى عين صالح ـ الواقعة على بعد 700 كلم شمال ولاية تمنراست ـ واجتمع مع ممثلى المحتجين على عملية استغلال الغاز الصخرى حيث اكد لهم أن استغلال الغاز الصخرى لا ينتج عنها أى خطر كما دعاهم إلى التحلى بالحكمة والتحقق من نتائج عملية استغلال الغاز الصخرى ولو اقتضى الأمر نقل ممثلين عنهم رفقة خبراء إلى الخارج للتحقق من تداعيات استخراج الغاز الصخرى مؤكدا انه فى حالة إثبات حدوث أضرار سيتم التوقف عن استغلال الغاز الصخرى بالمنطقة .
وأشار الوزير خلال اللقاء إلى أن التقنيات الحديثة المستخدمة فى استخراج الغاز الصخرى لا تسمح بحدوث أضرار وأن استخراجه يأتى لضرورة تنويع مصادر الطاقة بالجزائر موضحا أن الجنوب الجزائري يحتوى على كميات كبيرة من الغاز الصخرى ومن أحسن الأنواع ويجهل تكلفة استخراجها كوننا ألان فى مرحلة التقييم .
كما اوفد الرئيس بوتفليقة ايضا اللواء عبد الغنى هامل المدير العام للأمن الوطنى الذى التقى بعشرين ممثلا من المجتمع المدنى فى عين صالح المعارضين لمدة ثلاث ساعات دون جدوى.
يذكر فى هذا الصدد أن منطقة الجنوب الجزائرى هى من المناطق الحساسة من الناحية السياسية ـ حيث تقع على حدود ليبيا ومالى ـ كما ان بها حقول النفط والغاز الرئيسية للجزائر العضو بمنظمة "أوبك" .