جنيف - أ ش ا
قالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إن الصيف الحار والجاف بشكل غير معتاد في أجزاء من نصف الكرة الشمالي، أدى إلى تحويل الحقول والغابات إلى وقود للحرائق المشتعلة من القطب الشمالي إلى البحر المتوسط.
وحذرت المنظمة - في تقرير امس الجمعة في جنيف - من أن هذه الحرائق الهائلة تدمر مناطق واسعة مع تأثيرات بعيدة المدى على البيئة والنظم البيئية وصحة الإنسان والمناخ، مشيرة إلى أن حرائق الغابات جديرة بالملاحظة لأنها تحدث في بعض الأماكن غير المعتادة عليها مثل الدول الاسكندنافية.
وقال التقرير إنه بالإضافة إلى التهديد المباشر الناجم عن الحرق، فإن حرائق الغابات تطلق أيضا الملوثات الضارة بصحة الإنسان والنظم البيئية، مشيرا إلى أنه على مقربة من الحرائق فإن الدخان خطر صحي لأنه يحتوي على خليط من الغازات الخطرة والجسيمات الصغيرة التي يمكن أن تهيج العين والجهاز التنفسي.
ولفت التقرير - استنادا إلى تقديرات منظمة الصحة العالمية - إلى أن آثار التعرض للدخان والاستنشاق تتراوح ما بين تهيج العين والجهاز التنفسي إلى اضطرابات أكثر خطورة، بما في ذلك انخفاض وظائف الرئة والتهاب الشعب الهوائية وتفاقم الربو والوفاة المبكرة، مشيرا إلى أن التعرض للجسيمات هو التهديد الرئيسي للصحة العامة وذلك جراء التعرض قصير المدى لدخان الحرائق.
وأوضح أن حرائق النباتات تطلق كميات كبيرة من المواد الجسيمية والغازات السامة، بما في ذلك أول أكسيد الكربون وأكاسيد النيتروجين والمركبات العضوية غير الميثان في الغلاف الجوي، مضيفا أن تواتر ومدى الحرائق الهائلة في جنوب أوروبا ازداد بشكل ملحوظ بعد السبعينيات نتيجة لتراكم الوقود وتغير المناخ والظواهر الجوية المتطرفة.
لكن التقرير، في الوقت نفسه، ذكر أنه بالنسبة لمنطقة البحر المتوسط ككل، انخفض إجمالي المساحة المحروقة منذ عام 1985 وانخفض عدد حرائق الغابات من عام 2000 إلى 2009، وتوقع التقرير أن تزداد مخاطر حرائق الغابات المستقبلية في جنوب أوروبا.
ولفت إلى أن التقديرات تشير إلى أن الحرائق المشتعلة في سبتمبر وأكتوبر 2015 حتى بداية موسم الأمطار، نشرت 11.3 تيراغرام (تريليون غرام) من ثاني أكسيد الكربون في اليوم، وللمقارنة فإن الإطلاق اليومي لثاني أكسيد الكربون من حرق الوقود الأحفوري في الاتحاد الأوروبي بكامله يبلغ 8.9 تيراجرام فقط.
ونوه التقرير إلى أن بيئة القطب الشمالي البكر تعتبر حساسة وهشة وتحتر بشكل أسرع من معظم المناطق الأخرى، مضيفا أن جزيئات الدخان يمكن أن تهبط على الثلج والجليد، ما يتسبب في جعل الجليد أكثر امتصاصا لأشعة الشمس وبالتالي تسريع الإحترار في القطب الشمالي، كما تزيد الحرائق في القطب الشمالي من خطر حدوث ذوبان في التربة دائمة التجلد مما يؤدى إلى إطلاق غاز الميثان وهو أيضا وبحسب التقرير أحد غازات الاحتباس الحراري.