الفيوم - هيام سعيد
أفتتح الدكتور خالد فهمى وزير البيئة والدكتور احمد زكى بدر وزير التنمية المحلية والمستشار وائل مكرم محافظ الفيوم أول متحف من نوعه فى الشرق الأوسط للحفريات وتغير المناخ بوادى الحيتان ، بحضور ماريزيو ماسارى السفير الإيطالى بالقاهرة والسيدة أنيتا نيرودى الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائى والسيد إجناسيو إرتازا مدير برنامج الأمم المتحدة بمصر واللواء خالد جبرتى سكرتير عام المحافظة واللواء ناصر العبد مدير أمن الفيوم واللواء محمد حموده السكرتير العام المساعد، وعدد من ممثلى الجهات الدولية والقيادات التنفيذية والمهتمين بشئون البيئة .
يمثل المتحف نموذج للتعاون الحقيقى بين جهات الدولة وأجهزتها المختلفة، حيث يُعد ثمرة للتعاون بين وزارة البيئة والبرنامج البيئى للتعاون المصرى الإيطالى (مشروع دعم المحميات الطبيعية بمصر)، وبرنامج الأمم المتحدة الأنمائى، ومنظمات المجتمع المحلى بالفيوم .
أشار المستشار وائل مكرم محافظ الفيوم أن المحافظة تتمتع بالعديد من المقومات السياحية والأثرية وكنوز الحفريات الفقارية الفريدة من نوعها التى تجذب العلماء والمهتمين بعلم الحفريات للتعمق فى أسرار الماضى، كما تجذب الزائرين الراغبين فى التمتع برؤية هذه التحف الفنية الرائعه.
وأضاف أن منطقة وادى الحيتان تمثل متحفاً جيولوجياً مفتوحاً وفريد من نوعه على مساحته البالغه 400كم ، وتعد محمية وادى الريان التى يقع ضمنها وادى الحيتان منطقة تراث طبيعى هامة للمعرفة الإنسانية لإحتوائها على مئات الحفريات لحيوانات بحرية منقرضة، مشيراً أن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة"اليونسكو" قد قامت بإعلان منطقة وادى الحيتان كمنطقة تراث عالمى عام2005 ، كما اختارتها كأفضل مناطق التراث العالمى للهياكل العظمية للحيتان وبقايا الحفريات.
وأكد محافظ الفيوم أن المحافظة لا تدخر جهداً فى سبيل الحفاظ على كنوزها الأثرية ومحمياتها الطبيعية كونها ركيزة أساسية من ركائز التنمية السياحية، وقد ساهمت هذه الجهود فى زيادة أعداد الزائرين للمحافظة من 150الف زائر عام 2010 إلى أكثر من 300ألف زائر خلال عام 2015 ، كما تم إختيار الفيوم عاصمة للسياحة البيئية الريفية 2015 -2020 ، وطالب المحافظ من وزير البيئة إستغلال منطقة وادى الريان حتى تكون منطقة جذب سياحى عالمى ومحور جديد للتنمية على أرض المحافظة .
أشار الدكتور خالد فهمى وزير البيئة ان هذا المتحف هو الأول من نوعه من حيث مقتنياته النادرة فهو يحتوى على حفريات يرجع عمرها لملايين السنين، كما يمتاز بتصميمه المعمارى المتماشى مع طبيعة وادى الحيتان، والذى قام به أول فريق علمى مصرى متخصص فى الحفريات من الخبراء الشباب بوزارة البيئة، مضيفاً أن الهدف من إنشاء المتحف هو إظهار كنوز وثروات مصر الطبيعية والترويج للسياحة البيئية، والكشف عن تغير المناخ من خلال الحفريات التى تم إكتشافها فى منخفض الفيوم خاصة وادى الحيتان، ورؤية تغير أشكال الحياه على مدار ملايين السنين تبعاً لتغير المناخ على كوكب الأرض منذ نشأته وصولاً لعصرنا الحديث الذى يشهد الكثير من قضايا تغير المناخ .
كما أشار وزير البيئة أن متحف الحفريات و تغير المناخ يعد انتقالا من مفهوم حماية الطبيعة إلى صونها من خلال الإستفادة من تجارب البلدان الأخرى فى ذلك المجال بالفيوم ، مؤكداً أن إدارة المحميات لا يمكن أن تتم بالتعليمات الروتينية فقط ولذلك تم تحرير المحميات حتى تمارس عملها على الوجه الأكمل وتحقق عائد إقتصادى قومى، حيث يتم إتاحة جزء من المحميات فى أنشطة إقتصادية متوافقة بيئياً .
ويعرض المعرض حوت "الباسيلو سورس أيزيس" وهو أضخم حوت متحجر، كما يعرض مجموعة فريدة من الحفريات الفقريات ذات القيمة العلمية، ويُظهر وللمرة الأولى الأطراف الخلفية "الأرجل" لحوت "الباسيلو سورس أيزيس" والتى تعود أهميتها إلى إعطاء الدليل القاطع على تطور الحيتان وإنتقالها من كائنات أرضية تعيش على اليابسة إلى كائنات بحرية تعيش فى مياه البحار والمحيطات، كما تمثل تلك الأطراف أيقونة وادى الحيتان وهى السبب الرئيسى لإعلان الموقع كأحد مواقع التراث العالمى لإحتوائه على همزة الوصل بين الحيتان البدائية والحالية .
وأعلن الوزير أنه سوف يتم إستصدار قرار بالتنسيق بين محافظة الفيوم بتشكيل لجنة من السكان المحليين لإدارة محمية وادى الريان .
فيما أكد الدكتور احمد ذكى بدر وزير التنمية المحلية فى كلمته على أهمية دور متحف حفريات وادى الحيتان فى الحفاظ على التراث الإنسانى والتاريخ ، للمساهمة فى عملية التنمية من خلال جذب السائحين من مختلف بلدان العالم فيما يعمل على الإرتقاء بالمستوى الإقتصادى بالمحافظة ، مؤكداً أن التراث الأنسانى ملك للعالم كله .
وأكد الوزير أن هذا المتحف يمثل رمز للمشاركة الإنسانية مثمناً جميع المشاركات التى دعمت كافة الأعمال بالمتحف حتى الخروج للنور .