وجه رئيس مجلس الوزراء المهندس شريف إسماعيل، كلا" من وزراء الري، والصحة، والبيئة، والإسكان، ومحافظ كفر الشيخ الى اتخاذ ما يلزم من إجراءات احترازية لمنع تكرار ظاهرة نفوق الأسماك في نهر النيل، مشددا على ضرورة متابعة تطورات الحادث في بعض مدن ومراكز محافظة كفر الشيخ، والوقوف على ما تم تنفيذه من الإجراءات الخاصة بمواجهة هذه المشكلة، وتجاوز آثارها السلبية، وخاصة على الصحة العامة والبيئة.

وأوضح مجلس الوزراء اليوم الاثنين، أنه تبين من التحقيقات التي أُجريت أن الحادث جاء نتيجة عدة أسباب من بينها الأقفاص السمكية الموجودة بالمخالفة للقانون، والتي يقوم أصحابها باستخدام مواد ملوثة لتغذية الأسماك مما يؤدى إلى زيادة معدلات تلوث مياه النهر وإحداث تأثير سلبي على نوعية المياه ومأخذ محطات مياه الشرب، إلى جانب حلول موسم السدة الشتوية، وهو ما أدى إلى نفوق الأسماك وتلوث وتأثر جودة المياه في المنطقة المحصورة بين محافظتي كفر الشيخ والبحيرة.

وتلقى مجلس الوزراء، تقريرا من الوزارات المعنية أنه قد تم بالفعل اتخاذ عدد من الإجراءات وتنفيذ بعض الخطوات الضرورية لمواجهة المشكلة بصورة فاعلة والتصدي للآثار السلبية المترتبة عليها، حيث تضمنت الإجراءات قيام وزارة البيئة برصد الظاهرة، وأخذ العينات بصفة دورية، وإمداد الجهات المحلية المسؤولة بنتائج التحاليل.

وأوضح المجلس أنه تم الدفع بالكراكات المائية والمعدات اللازمة لرفع كميات الأسماك النافقة، ونقلها إلى مدافن آمنة للتخلص منها، حيث تم رفع الأسماك المتجمعة، وجاري حاليا رفع الأسماك المتناثرة، وقامت وزارة الإسكان بتخفيض إنتاج المياه من محطات مياه الشرب في المنطقة المتضررة، حتى التأكد من جودة المياه المنتجة، وتم ايقاف محطة فوة، حيث قامت
المحطات بزيادة معدلات الكلور لخفض تركيزات الأمونيا، كما تم بشكل احترازي وقف إحدى المحطات في محافظة البحيرة يوم 16 يناير الجاري ثم إعادة تشغيلها صباح يوم 17 يناير بعد التأكد من عدم وجود أي تركيزات تؤثر على كفاءة التشغيل، كما تجري المراجعة المستمرة لعينات مياه المأخذ والمخرج.

وأكد مجلس الوزراء، أن وزارة الصحة  قامت بأخذ عينات من الأسماك النافقة وتحليلها للتأكد من أسباب النفوق، كما تم تشكيل لجان للمرور على كافة الأسواق للتأكد من عدم وجود أسماك غير صالحة للاستهلاك الآدمي، وتعمل محافظة كفر الشيخ حملات مستمرة بالتنسيق مع الجهات الأمنية للقضاء على أقفاص زراعة الأسماك المخالفة، كان آخرها حملة مكبرة بين يومي 11 و13 يناير الجاري، نجحت في إزالة  211 قفصا".

وأشار المجلس إلى قيام وزارة الري بالتشديد على استمرار تواجد المعدات والمهندسين على طول المجرى المائي في المنطقة حتى يتم إنتشال الأسماك النافقة، كما قامت الوزارة بإعطاء فرع رشيد أقصى التصرفات التي تتحملها الجسور للوفاء بالاحتياجات المائية المترتبة عليه لكافة الاستخدامات المختلفة، وعمل غسيل للنهر من بقايا الملوثات وبضخ 14 مليون م3/يوم على
فرع رشيد من خلال قناطر الدلتا، كما قامت بفتح 10 بوابات من قناطر إدفينا لزيادة التدفق بفرع رشيد، وكان لذلك أكبر الأثر فى زيادة الأكسجين في المياه.

من جانبه، قال رئيس قطاع الطب الوقائي في وزارة الصحة والسكان الدكتور عمرو قنديل، أن نفوق الأسماء في منطقة فوة بكفر الشيخ وأدفينا والمحمودية في البحيرة جاء بسبب ما يعرف بالسدة الشتوية الناتجة عن انخفاض نسب الأكسجين في المياه وارتفاع الأمونيا، مؤكدا إنه تم سحب عينات من المياه والأقفاص السمكية ومآخذ محطات المياه وطرود مياه الشرب وتم تحليلها في المعامل المركزية في الوزارة، ولم يثبت تلوث المياه التي يستخدمها المواطنون للشرب.