ا تزال معظم المراصد العالمية تشير إلى هطول أمطار تفوق المعدل السنوي في بعض مناطق السعودية، بدءاً من مساء الخميس 25 أبريل/نيسان حتى نهاية الأسبوع المقبل. وفي هذا السياق، أشارت التوقعات الأميركية الصادرة من مركز NOAA لتحليل المُناخ العالمي والتنبؤات الجوية قصيرة المدى، إلى تعرض معظم مناطق السعودية إلى تقلبات جوية عنيفة نسبياً، ترافقها هطول أمطار غزيرة جداً، قد تستمر للأسبوع الأول من شهر مايو/أيار بحسب آخر نشرة صادرة من الموقع الأميركي. وكانت الرئاسة العامة للأرصاد ومصلحة البيئة في السعودية توقعت أن تتأثر أجواء المملكة من اليوم وحتى الأربعاء المقبل بتقلبات جوية، وهطول أمطار رعدية متوسطة إلى غزيرة، فضلاً عن تقلبات مناخية عديدة.وينتظر أن تكون الأمطار متقطعة تخف ليلاً ثم تعاود الهطول بغزارة خلال ساعات النهار، بحسب ما نقلت صحيفة "الاقتصادية". وقدرت الكمية التي يتوقع هطولها في المنطقة الواقعة بين الرياض والباحة والطائف بـ 150 ملي تراكمي طوال فترة التقلبات. إلى ذلك، توافق المرصد الأوروبي مع توقعات الأميركي، إلا أن البريطاني لم يعط حتى الآن إلا الإشارات الأولية للتحذير من هذه الحالة، حيث يتوقع أن تبدأ هذه التقلبات الجوية وهطول الأمطار بدءاً من ظهر الخميس ناحية جنوب المنطقة الشرقية. وقد تشمل الرياض خاصةً خلال ساعات المساء على شكل أمطار خفيفة ومتوسطة ثم تزيد فرص هطولها نهار الجمعة في الرياض وجنوب المنطقة الشرقية وجنوب غرب السعودية، وتكون أكثر غزارة جنوبي الشرقية والرياض ناحية الخرج والدلم والحريق وحوطة بني تميم والأفلاج وما جاورها، وقد تطول الرياض والمحافظات الواقعة شمال وشمال غرب. كما أشار المرصد البريطاني في خرائطه الأخيرة إلى دخول القصيم وحائل ضمن النطاق المطير بدءاً من الجمعة.ويتوقع أن تشتد كثافة هذه الغيوم الركامية لتغطي أجزاء من المرتفعات الجنوبية الغربية والوسطى وجنوب مكة المكرمة لتتهيأ بذلك فرص هطول الأمطار الغزيرة على أجزاء واسعة من تلك المناطق. كما تتفق معظم المراصد العالمية على أن الأمطار أشد قوة وأكثر اتساعا بداية الأسبوع المقبل، إذ من المنتظر أن تطال القصيم والمدينة المنورة والحدود الشمالية، مع ملاحظة أن معظم المراصد العالمية تشير إلى أمطار تفوق المعدل السنوي في مثل هذه الفترة من العام في غرب وجنوب غرب الرياض، وما بين الباحة والطائف والرياض وعسير.كما يتوقع أن تصحب هذه الأمطار رياح شديدة وتساقط كثيف للبرد، نظراً لضخامة السحب المتوقعة نهاية الأسبوع والأسبوع المقبل. وتأتي هذه الحالة نتيجة تدفق كتلة مدارية رطبة جداً رافقها تبريد علوي مناسب تنشأ عنه رياح صاعدة تسهم في تفجر كثيف للسحب الركامية الضخمة في كثير من مناطق السعودية. وتعد هذه الوضعية المُناخية من الوضعيات التي كانت تعيشها السعودية خلال ربيع 1982 والأعوام بين 1981 حتى 1985، التي سال على إثرها العديد من الأودية الكبيرة، وشهدت فيها معظم مناطق السعودية كميات قياسية من الأمطار، وتسببت في حدوث بعض الأضرار خاصةً في القصيم والمدينة المنورة وجنوب غرب السعودية وجنوب حائل. يذكر أن جزءاً من هذه الأمطار سيمتد إلى أجزاء من عمان والإمارات وقطر، ويتوقع أن تكون غزيرة جداً في عمان.