زلزال

ضرب زلزال بقوة 6,2 درجات صباح الاثنين شرق اليابان وهز بقوة ناطحات السحاب والمنازل في وسط العاصمة طوكيو، ومع انه لم يتسبب بخطر حدوث تسونامي الا انه اوقع 11 جريحا على الاقل إصاباتهم طفيفة.
 ووقع الزلزال في الساعة 05,18 (الاحد 20,18 تغ) وحدد مركزه في جزيرة ايزو اوشيما جنوب العاصمة على عمق 160 كلم، بحسب ما أعلنت وكالة الرصد الجيولوجي اليابانية.
وأفاد مراسلو وكالة فرانس برس في طوكيو ان اولى الارتجاجات كانت خفيفة لكنها سرعان ما اشتدت واصبحت هزات عنيفة.
وقال أحد علماء وكالة الرصد الجيولوجي خلال مؤتمر صحافي "كان زلزال عميقا جدا من نوع يتسبب عادة بهزات ارتدادية قليلة"، غير انه وعلى سبيل الحذر نبه الى خطر حدوث هزات ارتدادية في الساعات والايام المقبلة.
من جهته قال المركز الاميركي للرصد الزلزالي ان قوة الزلزال بلغت 5,8 درجات.
واوضحت وكالة الرصد اليابانية ان اقوى الاهتزازات التي نجمت عن الزلزال سجلت في وسط العاصمة حيث غالبية الادارات الحكومية والوزارات.
ولكن معايير البناء في اليابان صارمة لدرجة ان غالبية المباني والانشاءات التي تحترم هذه المعايير قادرة على الصمود امام هزات وزلازل اقوى حتى من هذا الزلزال.
وفي الدقائق التي تلت وقوع الزلزال تشكلت خلية ازمة في مكتب رئيس الوزراؤ شينزو ابي الموجود حاليا في زيارة في اوروبا، وذلك بهدف حصر الاضرار المحتملة.
ووقع الزلزال في يوم عطلة، فهذا الاثنين يصادف يوم عيد الاطفال في اليابان، ولكن نتيجة قوة الاهتزازات استيقظ الكثير من سكان العاصمة مذعورين وقد تعذر على الكثيرين منهم، بسبب قوة الارتجاجات، السير للوصول الى اماكن آمنة في منازلهم.
وقطعت قناة "ان اتش كي" التلفزيونية العامة برامجها لاذاعة نبأ وقوع الزلزال واولى المعلومات المتوافرة عنه.
وبحسب حصيلة اوردتها القناة بعد ساعتين ونصف من وقوع الزلزال، اصيب 11 شخصا بجروح طفيفة من جراء الزلزال. وهؤلاء الجرحى هم بغالبيتهم من كبار السن ويقطنون في طوكيو ومقاطعات شيبا وماناغاوا وسايتاما المجاورة للعاصمة.
واوقفت السلطات حركة بعض القطارات للتحقق من سلامة سكك الحديد كما امرت سائقي السيارات بخفض سرعتهم على عدد من الطرقات السريعة.
بالمقابل ظلت حركة الطيران عادية في مطار طوكيو-هانيدا.
وأكدت شركة كهرباء طوكيو "تيبكو" انه لم يسجل عقب الزلزال اي خلل في محطة فوكوشيما النووية لانتاج الكهرباء الواقعة على بعد 200 كلم شمال شرق العاصمة والتي سبق وأن تضررت من جراء الزلزال والتسونامي اللذين ضربا البلاد في 11 اذار/مارس 2011.
كما لم يسجل اي خلل في بقية المنشآت النووية الموجودة في المنطقة التي اهتزت من جراء الزلزال، كما اكدت القناة التلفزيونية العامة "ان اتش كي".
بالمقابل انهمرت الاتصالات الهاتفية على هيئة الغاز في طوكيو من سكان يستفسرون عن سبب الانقطاع الفجائي لامدادات الغاز لمنازلهم. والسبب في هذا الانقطاع هو نظام اوتوماتيكي يوقف ضخ الغاز حال وقوع هزة ارضية، وقد اكدت الهيئة عدم حصول اي تسرب للغاز من جراء الزلزال، كما نقلت عنها القناة التلفزيونية العامة.
وسكان العاصمة معتادون على زلازل من هذا النوع وهم يتعاملون معها عادة بهدوء نسبي ولكن في نفس الوقت بحذر لانهم جميعا يخشون اليوم الذي سيقع فيه ما يطلقون عليه "الزلزال الكبير"، وهو زلزال مدمر تفوق قوته 7 درجات ومركزه في طوكيو نفسها، ومن شأن مثل هذا الزلزال ان يؤدي الى اضرار جسيمة ويخلف الاف القتلى، بحسب تقديرات الحكومة.
وقال الخبير في علوم الزلازل في مؤتمره الصحافي ان "زلزال اليوم من نوع نادر نسبيا"، قبل ان يستدرك قائلا "لكن هناك احتمال ضئيل جدا في ان يكون هناك رابط بينه وبين الزلزال الذي نخشى حصوله تحت العاصمة، بسبب اختلاف العمق والمركز".
ولا تزال اليابان تحت وقع الصدمة التي خلفها سقوط اكثر من 18 الف قتيل في زلزال ضخم بقوة 9 درجات تسبب ايضا بتسونامي هائل اجتاح الساحل الشمالي الشرقي لليابان في آذار/مارس 2011 في اسوأ كارثة شهدها هذا البلد منذ الحرب العالمية الثانية.
ويومها ادى الزلزال والتسونامي الذي اعقبه الى تضرر انظمة التبريد في محطة فوكوشيما النووية لانتاج الكهرباء مما ادى الى كارثة نووية اضطرت اكثر من 10 الاف شخص الى الفرار من منازلهم.
واليابان، الواقعة عند نقطة التقاء اربع صفائح تكتونية، تشهد سنويا اكثر من 20% من اقوى الزلازل التي تقع في العالم اجمع.