القاهرة -مصر اليوم
"يفعل مثل النعامة" هي جملة منتشرة في الثقافة العربية و الغربية و يقصد بها ذلك الشخص الذي يرفض مواجهة الواقع. هذه المقولة الشعبية نابعة من فكرة أن النعامة، الطير الأكبر في العالم، تغرس رأسها في التراب بمجرد شعورها بالخوف. هذا الاعتقاد القديم يقوم على المشاهدات، و لكن تفسيرها خاطئ. إذا غرست النعامة فعلا رأسها في التراب فهذا ليس نابعا من مخاوفها: عندما يخاف الطير، فهو يهرب!
النعامة لا تدفن نفسها في التراب، بل تجري بسرعة 90 كم/س
توجد اليوم عدة نظريات تفسّر هذه المقولة. أولا، النعامة تدفن بيضها في الأرض في حفر قد يبلغ عمقها 30 سنتمترا. في النهار، الذكر هو الذي يحمي البيض، و الأنثى تفعل ذلك في الليل. أثناء الحراسة، قد تخرج النعامة البيض من الحفرة بعيدا عن بعض الحيونات الزاحفة التي تختبئ في الحفر بحثا عن الدفئ. من الطبيعي إذن يكون رأس النعامة في التراب طيلة أثناء فترة حضن البيض.
إضافة إلى كل ما سبق، إذا كانت النعامة عاشبة، فهي تأكل من كل شيء، و كامل اليوم. و بالتالي، عندما ننظر إلى هذا الطير فإن رأسه يبدو قريبا من الأرض و من هنا جاء الاعتقاد بأنه يدفن رأسه في الأرض. إضافة إلى ذلك، بسب طول رقبتها، النعامة لا تجد مهربا من دفن رأسها في الأرض في حالة عاصفة رملية.من المحتمل أن يكون الاعتقاد الشعبي متأتيا من كل هذه المشاهدات و لكن ما هو أكيد: النعامة بطولها الذي يبلغ مترين و بسرعتها التي تبلغ 90 كم/س، لن تفكر إلا في الجري في حالة تعرضها لتهديد بدل غرس رأسها في الأرض.