القاهرة ـ مصر اليوم
اختتم مشروع ’ديناميات النظام البيئي البحري لشمال أفريقيا ومؤشراته- ميدينا‘ أعماله التي استمرت ثلاث سنوات، بدأها يوليو 2012م.
يهدف المشروع الممول من الاتحاد الأوروبي بمبلغ أربعة ملايين يورو إلى تعزيز قدرة دول الإقليم على مهام الرصد الساحلي بتكلفة أقل؛ لتقييم النظام البيئي على ساحل البحر المتوسط.
حقق المشروع نجاحًا كبيرًا في بحيرتي البرلس بمصر والناظور بالمغرب، وفي خليج بجاية في الجزائر، في حين حالت الظروف السياسية في ليبيا دون تحقيق نجاح له في خليج سرت.
في خليج قابس بتونس أدى عدم وجود شراكات كافية مع الجهات الرسمية لعدم تحقيق إنجاز كبير.
وعلى هامش مؤتمر الختام الذي انعقد بمكتبة الإسكندرية 9 سبتمبر الجاري قال منسق المشروع روبرتو باستريس : ”لم نبتكر مؤشرات جديدة للرصد، ولكننا قدمنا دعمًا مهمًّا للمؤشرات التي تستخدمها الحكومات“.
للتوضيح، فإن أحد الأهداف البيئية للمشروع هو ”الإثراء الغذائي للأجسام المائية، استخدمنا بيانات الأقمار الاصطناعية في تقدير بعض المؤشرات“، كمثال ساقه أستاذ تقنية المعلومات بجامعة ’كا فوسكاري فينيسيا‘.
وأشار باستريس إلى أن هذه الطريقة مكملة للبيانات الميدانية من أجل تحقيق نتائج أفضل فيما يتعلق بالتقييم وتقليل التكلفة.
ومشيرة إلى الاستشعار عن بعد، فإن الباحثة الرئيسة للمشروع بمصر، والأستاذة بالمعهد القومي لعلوم البحار والمصايد السمكية؛ سوزان خليف تقول: ”ساعد المشروع عمليات الرصد بإضافة أدوات جديدة للمؤشرات“.
طبق المشروع كذلك نموذجًا رياضيًّا للبحيرات المحتوية على أقفاص سمكية؛ من أجل معرفة اتجاهات انتشار بقايا غذاء الأسماك وكمياتها، والكميات المتوقعة لها بعد 10 سنوات أو 15 سنة، إذا ظلت كميات الإطعام على حالها.
”لم يسبق تطبيق هذا في الشرق الأوسط“، وإنه يستخدم في إعادة تأهيل بحيرة البرلس وإدارتها، وغيرها من الأراضي الرطبة بشمال أفريقيا.
أما الناظور، مالحة المياه، فمشكلتها التلوث، وأدواتها مختلفة، ”منها نموذج يحاكي تطور كميات المواد الكيميائية بالمياه، وقد استُخدم في دراسة تأثيرات التغير في الجريان الهيدروديناميكي بالبحيرة“.
ولم يمكن الوصول لبيانات محلية عن خليج سرت بليبيا، لذا اعتمد المشروع على إعادة تحليل للبيانات التي جمعتها الأقمار الاصطناعية عنه منذ عام 2000. يقول باستريس: ”حاولنا فهم معلومات مثل تركيز الكلوروفيل ووجود المواد العضوية ودرجات حرارة السطح، إلى جانب بعض المؤشرات التي يمكن تقديرها من خلال أنواع أخرى من أنشطة النمذجة“.
كما صنف المشروع المياه في خليج سرت إلى مناطق مختلفة طبقًا لتشابه صفاتها. وهذا يعطي أساسًا يمكن البناء عليه في حالة ما إذا أرادت أي حكومة مستقبلية فاعلة أن تطبق نماذج الرصد.
وعلى الأسس التحليلية نفسها اقتصر دور المشروع في خليج قابس بتونس.
على المستوى العالمي، أسهمت بيانات المشروع في مجال اتقاء الكوارث الطبيعية ودرئها، كما يوضح لورينزو بيجاجلي، عضو مجموعة مراقبة الأرض ’جيو‘ للتنبؤ بالكوارث.
وثمة مقترح يستهدف ”إنشاء بنية تحتية أساسية تضم كافة شركاء ’ميدينا‘ بالمنطقة؛ ليتمكنوا من مشاركة البيانات والمصادر، وهذه البنية أحد مكونات نظام ’جيوس‘ GEOSS، الذي طورته ’جيو‘، والممول من الاتحاد الأوروبي أيضًا“.
وأضاف لورينزو: ”يتمكن كافة مستخدمي ’جيوس‘ من البحث في البيانات التي يمدنا بها شركاؤنا في ميدينا“.
ومن أهم الموارد التي يتيحها ’ميدينا‘ لمستخدميه موقع ’ميدينا جيوبورتال‘ الذي يمكن من خلاله البحث عن البيانات واستكشاف المعلومات حول المناطق المائية التي يهتم بها المشروع.
يعرض الموقع صورًا بالأقمار الاصطناعية لتلك المسطحات المائية، كما يتيح العودة إلى الصور الملتقطة في وقت سابق من أجل مقارنتها وتحليل التطورات التي طرأت عليها.
وقد تقرر إتاحة الموقع لكافة المستخدمين، دون تحديث بياناته؛ إذ إن هذا يتطلب طاقة عمل وتمويلاً كبيرين.
وقال باستريس: ”نعول الآن على شبكات العلماء التي أنشأها الاتحاد الأوروبي، وعلى الشراكات بالمنطقة، لإيجاد سبل تعاون أخرى تخدم استمرار (تحقيق) أهدافنا“.