دبي ـ الإمارات
يشهد عالم السيارات حالياً اتجاهات عدة لتطوير المحركات، لرفع قوتها وكفاءتها، وخفض معدل استهلاك الوقود والانبعاثات الضارة. وعلى الرغم من أن محركات الاحتراق الداخلي ثلاثية الأسطوانات معروفة منذ فترة طويلة، ويتم الاعتماد عليها لدفع السيارات الصغيرة، فإن التقنيات الحديثة، مثل الشاحن التربو، وتقنية الحقن المباشر للوقود، أتاحت زيادة قوة هذه المحركات الموفرة للوقود، ما مهد لها الطريق لغزو الفئات الأكبر. وكان الاتجاه نحو تقليص حجم المحركات قاصراً، حتى وقت قريب، على موديلات الفئتين الفاخرة والمتوسطة، التي يتم تجهيزها بمحركات أكبر وبعدد أسطوانات أكثر. وقال البروفيسور شتيفان بشينغير، من معهد محركات الاحتراق الداخلي التابع للجامعة التقنية بمدينة «آخن» الألمانية، إن «شركات السيارات أصبحت تعتمد حالياً على المحركات الصغيرة ثلاثية الأسطوانات في الموديلات المدمجة، فضلاً عن السيارات الصغيرة، وبالتالي، فإنها تتمكن من خفض وزن السيارات، والاحتكاك الداخلي، إضافة إلى التوفير في استهلاك الوقود وخفض الانبعاثات الضارة بالبيئة». ويتم دفع السيارات متناهية الصغر، مثل موديلات شركة «سمارت» الألمانية، بواسطة المحركات ثلاثية الأسطوانات منذ فترة طويلة، كما تعتمد الموديلات الجديدة المُخصصة للمدن مثل «فولكس فاغن يو بيه» على مفهوم المحركات نفسه، لكن عن طريق شواحن «التربو»، إذ يمكن رفع قدرة وكفاءة هذه المحركات، ليمكن استخدامها حالياً في السيارات الأكبر حجماً. وهذا يرجع إلى زيادة قوة المحرك بالنسبة للتر الواحد من سعته الحجمية، التي تبلغ حالياً 80 كيلووات/109 أحصنة بشكل قياسي، أما المحركات الرياضية فيمكنها توليد قوة 100 كيلووات/136 من سعة حجمية تبلغ لتراً واحداً، ومن خلال بعض التعديلات التقنية، فإنه يمكن زيادة هذه القوة لتصل إلى ما يزيد على 120 كيلووات/163 حصاناً. وتسعى شركة «فورد» في اتجاه تطوير المحركات ثلاثية الأسطوانات بنشاط، إذ وسعت الشركة الأميركية بتوسيع باقة محركاتها المعروفة باسم EcoBoost خلال عام 2011، من خلال طرح محرك ثلاثي الأسطوانات بسعة لتر وبقوة 88 كيلووات/125 حصاناً، الذي يتم الاعتماد عليه حالياً في العديد من الموديلات القياسية، وصولاً إلى السيارة «فوكس». بدوره، أفاد المتحدث الإعلامي باسم شركة «فورد»، هارتفيغ بيترسن، بأنه على الرغم من أن هذا المحرك يولد قوة كبيرة توازي قوة محرك رباعي الأسطوانات بسعة 1.6 لتر، فإن معدل استهلاك الوقود تراجع بنسبة تصل إلى 20٪». ولا يقتصر هذا الاتجاه على شركة «فورد» الأميركية، بل توجد خطط طموحة لدى شركة «فولكس فاغن» لتطوير المحركات الصغيرة، إذ جهزت الشركة الألمانية الموديل الاختباري «تايغون»، الذي ينتمي إلى فئة الموديلات الرياضية متعددة الأغراض، بالإصدار «التربو» من المحرك ثلاثي الأسطوانات المستخدم في سيارتها الصغيرة «يو بيه». وفي حين لايزال إطلاق هذه السيارة الصغيرة المخصصة للأراضي الوعرة موضع شك، فقد قررت الشركة الألمانية البدء في طرح هذا المحرك الصغير بقوته البالغة حالياً 81 كيلووات/110 أحصنة ضمن باقة الموديلات القياسية قريباً. ولن يقتصر دوره على دفع الموديل الرياضي من السيارة «يو بيه» فقط؛ إذ أكد مدير التطوير بالشركة الألمانية، أولريش هاكينبيرغ، أن هذا المحرك يمتلك قوة كافية لدفع السيارة «بولو» أو حتى الموديل «غولف» الشهير. وأدركت شركات السيارات الأخرى مزايا المحركات الصغيرة، فعلى سبيل المثال، تقدم شركة «بيجو» الفرنسية سيارتها الصغيرة 208 مع تجهيزها بباقة جديدة من المحركات ثلاثية الأسطوانات، كما تعمل شركة «بي إم دبليو» الألمانية على تطوير مجموعة من النماذج الاختبارية من الفئة الأولى.