كان إطلاق مصنع رونو لتركيب السيارات الصناعية بواد تليلات "وهران" بالشراكة مع الشركة الوطنية للسيارات الصناعية و الصندوق الوطني للإستثمار و الشركة الفرنسية لصناعة السيارات أهم حدث ميز قطاع الصناعة خلال سنة 2013. و من المقرر أن تسوق أول سيارة "رونو" جزائرية الصنع "كليو سامبول" يوم 20  تشرين الثاني 2014 حيث سيقوم المصنع خلال مرحلة أولية بإنتاج حوالي 25000 وحدة سنويًا قبل أن يضاعف الإنتاج ليصل إلى 75000 وحدة سنويًا في آفاق 2020. و إلى جانب شركة "رونو" الفرنسية لجأت الجزائر إلى الخبرة الألمانية من أجل إقامة صناعة ميكانيكية ناجعة بإبرام شراكة مع المجمع الألماني ديملر مرسيدس-بينز لصناعة السيارات. و تم في شهر تشرين الأول الماضي إبرام شراكات من قبل وزارة الدفاع الوطني و المجمع الألماني و المجمع الإماراتي "أبار" للاستثمار لإنجاز ثلاثة مشاريع صناعية في الجزائر و تيارت و قسنطينة. و يتعلق المشروع بصناعة 15000 حافلة و شاحنة سنويا بالجزائر (الرويبة) و 8000 سيارة نفعية سنويا بعين بوشقيف (تيارت) و إنتاج سنوي ل25000 محرك بواد حميمين "قسنطينة". كما مس هذا الإنتعاش الصناعي فرع الحديد و الصلب حيث إستعادت الحكومة مؤخرًا مركب الحجار "عنابة" من خلال شراء أغلبية أسهمه "51 بالمائة" و هو عمل يعكس جهود الدولة في إطار الإستراتيجية الصناعية الجديدة التي تهدف إلى تطوير الفروع الصناعية من أجل استحداث مناصب الشغل و الثروات. كما تم في هذا الصدد التوقيع على ميثاق مساهمة جديد في تشرين الأول الماضي من قبل المجمع العمومي "سيدار" و الشركة الرائدة عالميا ارسيلور ميتال يستعيد بموجبه نسبة 51 بالمائة من رأسمال المجمع في حين تراجعت مساهمة الشركة الهندية "ارسيلور ميتال" من 70 بالمائة إلى 49 بالمائة. و يقضي هذا الاتفاق الاستراتيجي برفع قدرات إنتاج المركب من مليون "1" طن إلى 2ر2 مليون طن سنويًا سنة 2017. و سيقدر هذا الإستثمار الذي ستجسده الشركتان بحوالي ملياري دولار من بينها 720 مليون توجه لعصرنة المركب. من جهة أخرى سيساهم التوقيع على اتفاق شراكة بين الجزائر و قطر لإنجاز مركب للحديد و الصلب بمنطقة بلارة "جيجل" في تطوير هذا الفرع في الجزائر التي تمتلك فيه قدرات تنافسية معتبرة. و سيتم إطلاق أشغال بناء هذا المركب الذي هو شراكة بين مؤسسة سيدار و "قطر ستيل" خلال الأسابيع المقبلة بقدرة إنتاجية تقدر ب 2ر4 مليون طن سنويًا. كما تعد إعادة بعث قطاع النسيج الذي يعرف تراجعًا منذ سنوات من بين أهداف الحكومة من أجل تشجيع الإنتاج الوطني. و تم في هذا الصدد التوقيع شهر ماي الماضي على اتفاق شراكة بين شركة تسيير مساهمات الدولة للصناعات التحويلية و مجمع "تايبا" التركي لإنجاز مجمع مدمج لصناعة النسيج بغليزان. و يقضي الاتفاق بإنجاز ثمان وحدات لصناعة النسيج و الخياطة ومركز أعمال و مدرسة للتكوين في مجال مهن النسيج و الخياطة و قطب إقامي للعمال. و ستقوم مصانع هذا المركب بصناعة النسيج و منتوجات نسيجية أخرى حيث يراهن الطرفان على رقم أعمال ب 50 مليار دج في ظرف خمس سنوات. و تقدر كلفة المشروع الذي سيسمح لقطاع النسيج بإعادة التموقع في سوق تطغى عليه المنافسة ما بين 800 و 900 مليون دولار.