الطائرة الماليزية

سلطت الصحف الروسية الصادرة اليوم الجمعة الأضواء على تحطم طائرة "بوينج-777" التابعة للخطوط الجوية الماليزية في مقاطعة دونيتسك ، التي تشهد أعمالا قتالية بين القوات الحكومية الأوكرانية وانفصاليين مسلحيين . وذكرت صحيفة "إزفيستيا" أن السلطات الأوكرانية أغلقت منذ الـ 8 من يوليو الجاري مجالها الجوي في جنوب شرق البلاد بسبب استمرار أعمال القتال.
وتساءلت الصحيفة قائلة " كيف دخلت الطائرة هذه المنطقة في ظل هذا الاغلاق ؟ ..وقالت: " إن السلطات في كييف حاولت استغلال الفاجعة لكسب نقاط سياسية، متهمة عناصر قوات المقاومة الشعبية في دونيتسك بإسقاط الطائرة ". 
وقال خبراء عسكريون روس للصحيفة :" إن نظم الدفاع الجوي العادية المحمولة التي تملكها قوات المقاومة الشعبية عاجزة عن إسقاط طائرة تحلق على ارتفاع 10600 متر، ويؤكدون أن ذلك يتطلب أسلحة خاصة مضادة للأهداف الجوية مثل منظومة "بوك" ".
ولفتت " إزفيستيا " إلى أن رئيس وزراء جمهورية دونيتسك الشعبية -المعلنة من جانب واحد - ألكسندر بوروداي يؤكد " أن جمهوريته لا تملك مثل هذه المنظومات " ، ويرى " أن إسقاط طائرة الركاب هو عمل استفزازي قامت به كييف بغية إظهار عناصر المقاومة الشعبية على أنهم إرهابيون يستهدفون المدنيين ويهددون المجتمع الدولي ككل واتهام روسيا بأنها تسلح المقاومة ". وأشارت "إزفيستيا" الى أنه سبق للقوات المسلحة الأوكرانية أن أسقطت طائرة مدنية من طراز "تو-154م" تابعة لشركة الطيران الروسية "سيبيريا" في عام 2001 عن طريق الخطأ وذلك حينما كانت الطائرة تقوم برحلة من تل أبيب إلى نوفوسيبيرسك في روسيا.
ولا يستبعد الخبراء أن تكون الفاجعة تكررت بسبب سوء الحالة الفنية للمعدات العسكرية بالجيش الأوكراني، وأن تكون طائرة "بوينج" الماليزية قد سقطت ضحية لإطلاق صاروخ أوكراني بالـ"صدفة".
ومن جانبها ، لفتت صحيفة "كوميرسانت" الروسية إلى أن تحطم الطائرة الماليزية في أوكرانيا سرعان ما أصبح قضية من قضايا السياسة الكبرى، حيث أعلنت السلطات في كييف أن قوات المقاومة الشعبية أسقطت الطائرة، ووصف الرئيس الأوكراني بيوتر بوروشينكو ما حدث بأنه هجوم إرهابي، بينما كان رد فعل الغرب حذرا بدرجة أكبر.
وقال مصدر دبلوماسي غربي لـ"كوميرسانت": " إن إحدى الدول الأعضاء في حلف الناتو ترجح أن تكون قوات المقاومة الشعبية هي التي أسقطت الطائرة، وذلك استنادا إلى بيانات غير مباشرة". وتشير الصحيفة إلى أن الغربيين ينوون الخروج بنتائج أكثر دقة على أساس بيانات الاستطلاع الفضائي. 
ونقلت صحيفة "إر .بي. كا. ديلي" عن فياتشيسلاف نيكونوف النائب بمجلس الدوما الروسي عن الحزب الحاكم "روسيا الموحدة" قوله " من البديهي أنه سيتم اتهام موسكو بإسقاط الطائرة الماليزية ، لافتا إلى أن وسائل الإعلام الغربية تكتب أن روسيا تشن حربا على أوكرانيا، وهذا يفسر سلفا نيتهم في اتهام روسيا".