القاهرة ـ مصر اليوم
شهد اجتماع المجلس الأعلى للثقافة، الذي انعقد الاثنين، لمنح جوائز الدولة التشجيعيّة، العديد من الأحداث والمفارقات المثيرة، منها استقالة الأمين العام الدكتور سعيد توفيق، فيما منع وزير الثقافة الدكتور جابر عصفور بثّ التصويت على الهواء مباشرة للصحافيّين، بحجّة أنّهم "يحدثون جلبة".
وقدّم الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة الدكتور سعيد توفيق استقالته فور اعتلائه المنصة الرئيسية للاجتماع، وذلك لشعوره بأنّه "أصبح غير مرغوب فيه"، حسب توضيحه.
وغادر توفيق القاعة، ليدخل بعده الموظّفون، ويرفعون اسمه من على المنصة، ثم تبعهم حضور وزير الثقافة الدكتور جابر عصفور، رفقة وزير التربية والتعليم الدكتور محمود أبوالنصر، إيذانًا ببدء الاجتماع.
ووزّع موظّفوا المجلس الاستقالة المسبّبة، التي رفعها توفيق إلى وزير الثقافة، بعد نصف ساعة من بدءالاجتماع.
وأبرز توفيق، في استقالته أنّ "المجلس رفض لائحة الجوائز الجديدة"، موضحًا أنّها "تعمل على ضبط الأمور لمنح من يستحق الجائزة، وتفعيل مادة في قانون الجائزة، لاسيما عبر لجان الفحص، تكون من مهامها تقديم قائمة قصيرة، تساعد أعضاء المجلس في عملية التصويت النهائي".
وأقرّ الوزير، بعد بدء الاجتماع، نتائج جائزة الدولة التشجيعية، التي تختلف في آليتها عن آلية باقي الجوائز، من حيث كونها مسابقة، ولا يتم اختيار فائزيها عبر التصويت، ليقرّر عصفور بعدها أن تكون جلسة التصويت سريّة.
وفوجئ الصحافيون الموجدون في غرفة تنقل لهم فيها وقائع التصويت على الهواء مباشرة بالصوت والفيديو، بإغلاق الشاشة، دون أي سابق إنذار، في سابقة هي الأولى منذ ثورة "25 يناير"، حيث كانت تعتبر وسيلة لتحقيق الشفافية في الجوائز التي كانت كثيرًا ما تنتقد.
ونفى الوزير، خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده عقب انتهاء الاجتماع، بشأن مدى ارتباط الاستقالة برفض اقتراح اللائحة الجديدة، أن يكون قد قرأ الاستقالة، على الرغم من مرور نحو أكثر من 6 ساعات على توزيعها على الصحافيين.
وعن سبب جعل جلسة التصويت على "جوائز الدولة" سرّية، أكّد أنّه "ليس لديه أيّ مانع من إذاعتها للصحافيين، ولكن بعد أخذ رأي المجلس"، مبرزًا أنَّ "منع الصحافيين من الوجود داخل غرفة التصويت هذا العام جاء لأنّهم يصدرون جلبة"، حسب تعبيرهم.
واعترض الكاتب الصحافي، وعضو المجلس، صلاح عيسى، الذي فوجئ هو الآخر بمنع الجلسة، مبيّنًا أنَّ "اقتراح إذاعة الجلسة كان مبادرة منه، نفذها عماد أبو غازي، بغية إتاحة قدر من الشفافية في عملية التصويت، فأن يقوم الوزير بمنعه الآن لهو أمر خاطئ، وسسأجل اعتراضي عليه فور عودتنا للاجتماع".
وكان من اللّافت للنظر تعليق إحدى الموظفات في المجلس، عند ردّها على اعتراض الصحافيين بشأن سرّية الجلسة، وأنها مكتسب من مكتسبات ثورة "25 يناير"، حيث اعتبرت أنَّ "الثّورة انتهت!".
ورصدت مصادر مطّلعة حديثًا دار بين الدكتور أحمد عمرو هاشم والشاعر أحمد عبد المعطي حجازي، أشار فيه الأول للثاني "أستاذ أحمد لقد كنت من المتحمسين لك بالعام الماضي وأرجو ألا تنساني اليوم"، معتبرة أنَّ "الأمر يثير الشكوك، لاسيما أنَّ هاشم نال الجائزة بالفعل الاثنين، في أخر جلسات التصويت، في فرع العلوم الاجتماعية، وكانت المنافسة بينه وبين المفكر وأستاذ الفلسفة الدكتور حسن حنفي".
وكشفت المصادر عن أنَّ "توفيق أبلغ الوزير باستقالته، وأنَّ عصفور قد كلّف آخر بالفعل بمنصب الأمين العام، هو أستاذ التاريخ في جامعة القاهرة الدكتور محمد عفيفي".