أبوظبي ـ أ.ش.أ
اهتمت صحف الإمارات وقطر الصادرة صباح اليوم فى افتتاحياتها باستراتيجية العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة إلى جانب إخفاق واشنطن في مواجهة الكثير من المشكلات في العالم ..منددة بالعملية البرية التي بدأتها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد قطاع غزة أمس ومطالبة المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لوقف العدوان الإسرائيلي على القطاع والذي أدى إلى سقوط مئات الشهداء والجرحى.
فتحت عنوان " إستراتيجية العدوان " ..أكدت صحيفة "البيان" الإماراتية أن الهدف الوحيد لهذه العملية العدوانية هو وضع حد لحكومة الوفاق الوطني الفلسطينية وإيقاف خطوات المصالحة التي من شأنها أن تعيد الحالة الصحية للحياة السياسية الفلسطينية.
وقالت إنه قبيل دخول التهدئة الإنسانية المؤقتة بين المقاومة الفلسطينية وقوات العدوان لمدة خمس ساعات أمس قصفت دبابة إسرائيلية منزلا شرقي رفح ما أدى إلى مقتل ثلاثة مدنيين فلسطينيين وجرح أربعة آخرين بينهم امرأة ..مؤكدة أن مثل هذا السلوك العدواني لا يمكن أن يعبر إلا عن أبشع درجات السادية التي أدمنها جنود الاحتلال يضاف إلى ذلك إغلاق معبر كرم أبو سالم التجاري خلال هذه الهدنة الإنسانية الأمر الذي يقلص من نتائجها الإيجابية المأمولة على الشعب الفلسطيني في غزة.
وأكدت أن مثل هذه التصرفات ليست غريبة على دولة قامت أساسا على حساب شعب عاش على أرضه آلاف السنين وحاولت طوال قرن كامل أن تثبت عكس ذلك فقد تعودت على فعل ما لا تقول وقول ما لا تفعل وفي هذه الأيام تعيد السيرة ذاتها وتحاول أن تجرد المبادرة المصرية للتهدئة من مضمونها محاولة أن تجعلها وسيلة لنزع سلاح المقاومة مع أن المبادرة لم تتعرض لمثل هذه التفاصيل.
وأوضحت البيان أنه على الرغم من مضي هذه الأيام على العدوان الإسرائيلي على غزة لم تقدم إسرائيل أي سبب مقنع يبرر هذا العدوان فالصواريخ انطلقت بعد العدوان الإسرائيلي والتهديدات سبقت العدوان وترافقت مع استباحة الضفة الغربية بحجة البحث عن المستوطنين الثلاثة الذين تكشفت مسرحية اختفائهم.
وخلصت " البيان " في ختام افتتاحيتها الى حقيقة إن العدوان الاسرائيلي يقصد منه العدوان وليس الدفاع عن النفس كما تروج الدعاية الإسرائيلية التي أقنعت العالم الغربي بهذه الكذبة فصمت عن ذبح المدنيين وتهديم بيوتهم تحت هذه الذريعة الواهية.
من جانبها أعربت صحيفة " الخليج " الإماراتية عن اعتقادها بأن الفترة التي تعمل فيها الولايات المتحدة على مقاومة التغيير في توزيع القوة على الصعيد العالمي ستكون حرجة لأنها قد تقود إلى حروب وخيمة تكون ضحيتها البلدان الفقيرة .
وقالت الصحيفة تحت عنوان " القدرة على حل المشكلات " إن هناك الكثير في واشنطن ينتقد سياسة الرئيس أوباما .. معتبرين أنه أخفق في اتخاذ مواقف حازمة في مناطق مختلفة في العالم وخارج اللعبة السياسية الداخلية ..مشيرة إلى أن معظم المشكلات العالمية يتجاوز عمرها فترة أي رئيس أمريكي بل إن بعض المشكلات تبقى على نار هادئة لأن فيها مصلحة للولايات المتحدة كأن تستخدم حجة لمزيد من التسلح أو تخفيض التسلح وبعضها يترك حتى تنضج الظروف التي تكون مواتية لمعالجات تخدم المصلحة الأمريكية .
وأكدت " الخليج" أنه ليس صحيحا أن معالجة القضية الفلسطينية مثلا ليست في مقدور الإدارة الأمريكية فالإدارة الأمريكية تملك كل الأوراق التي تمكنها من الضغط على الكيان الصهيوني لكي يفي بمتطلبات حل عادل ولكنها في حقيقة الأمر تشارك الكيان في رؤيته لما ينبغي أن يكون عليه الحل ولأن الحل المطلوب لا يمكن تمريره بسبب صلابة الشعب الفلسطيني فهي تعمل مع الكيان لخلق الظروف التي تؤدي إلى كسر هذه الصلابة حتى يكون الحل مواتيا للمطالب "الإسرائيلية" .
وأوضحت الصحيفة الاماراتية أن هذا هو الموقف الآن وهو الموقف الأمريكي عبر العقود الماضية لكن طرأت في العقدين الماضيين تطورات طبيعية في التركيبات السياسية والاقتصادية والتقانية في العالم أصبحت تؤثر بشكل واضح في قدرة الولايات المتحدة شبه المطلقة على التأثير في الأحداث التي تجري في العالم ..فقدرتها النسبية على إجبار البلدان الأخرى على اتباع سياستها تتضاءل وهو ما أصبح يثير قلقها بل ويدفعها إلى اتخاذ مواقف قد تؤدي إلى مزيد من الحروب في العالم .
وقالت "الخليج" في ختام افتتاحيتها ان الإخفاق الذي تواجهه الولايات المتحدة في نهاية المطاف قد يكون في بعض الحالات إخفاقا متوهما لأنها تريده هكذا لكن الإخفاق المؤلم فعلا لها ينبع من قدرة الآخرين المتصاعدة على مقاومة نفوذها وحماية مصالحهم.
بدورها قالت صحيفة /الشرق/ القطرية في افتتاحيتها اليوم إن قوات الاحتلال الاسرائيلي بدأت مساء أمس عمليتها البرية الواسعة على غزة، لتسجل بذلك جريمة حرب جديدة قد تكون غير مسبوقة في تاريخ الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين، وسترفع عدد الشهداء والجرحى إلى أعداد مهولة، مما يتطلب تدخلا فوريا من العالم أجمع للجم هذا العدوان، وتدارك ما يمكن تدركه من الخسائر البشرية.
وأضافت الصحيفة أن العدوان الاسرائيلي الجائر يتطلب من الجميع إغاثة عاجلة، ووقفة مسؤولة لدعم صمود الشعب الفلسطيني عامة وفي قطاع غزة بشكل خاص واسترداد ما يمكن استرداده من حقوقه المشروعة، بعد أن أحرجت اسرائيل حلفاءها بمجازرها الفظيعة التي بات الأطفال الأبرياء أبرز ضحاياها، ليتأكد في النهاية انتصار المقاومة على الاحتلال مهما كانت فظاعة عدوانه، وفداحة جرائمه، التي ستجد يوما من يحاسبه عليها أمام المحافل الدولية.
من جهتها قالت صحيفة /الراية/ القطرية إنه بعد عشرة أيام من العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، ها هو الاحتلال الصهيوني يتوّج جرائمه بشنّ حملة بريّة على القطاع المنكوب إضافة إلى هجومه عليه من البحر، لأنه أدرك أن غاراته على المدنيين والبنية التحتيّة لم تستطع أن تكسر إرادة الصمود والثبات لدى الشعب الفلسطيني ومن ورائه المقاومة.
وأضافت أن الاحتلال قرر أن يمضي بعيدًا في عدوانه ليشرع في هجومه البري لخلق مساحات آمنة تمنع إطلاق الصواريخ على عمقه الإستراتيجي ولكنه تناسى أن المقاومة استطاعت أن تفي بوعدها بقصف تل أبيب في وقت حدّد مسبقًا وقد ملئت سماء غزة بالطائرات لمنع المقاومة عن تنفيذ وعدها ولكنه فشل ووصلت الصواريخ إلى تل أبيب وحيفا وما بعد حيفا مُجبرة الإسرائيليين على الهروب للملاجئ بعد أن قذفت في قلوبهم الرعب".
وقالت الصحيفة القطرية إن دخول الاحتلال الصهيوني برًا إلى غزة لن يكون نزهة لجنوده يأخذون فيها صورًا تذكاريّة لانتصارات زائفة تخدع بها الشعب الإسرائيلي والرأي العام العالمي، إنما ستكون مقبرة لجنوده ولأسطورة الجيش الذي لا يُهزم، فالتكنولوجيا الحديثة مهما بلغت من التقدّم لن تعوّض النقص الموجود عند الجندي الإسرائيلي وهو العقيدة التي يُقاتل من أجلها، فهذا الشعب الذي جمع من شتات العالم لا يوجد شيء يوحّده لذلك فإن الدروع التي يتحصنون بها لن تمنع الرعب والخوف من التسلل لهم، ذلك لأنهم امتحنوا صبر المقاومة الفلسطينية في مرّات سابقة وعرفوا أنهم يحرصون على الموت كحرص الجنود الإسرائيليين على الحياة.
واختتمت/ الراية/ افتتاحيتها بالتأكيد على أن "العالم أجمع مطالب بوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بعد أن حشد الاحتلال أكثر من 56 ألف عسكري لبدء اجتياح غزة، وإيقاف الجرائم التي تطال الأطفال العزل الذين يلعبون على الشاطئ وفي بيوتهم بعيدًا عن الحدود أو مناطق العمليات.