صحيفة "الخليج" الكويتية

اهتمت صحيفة "الخليج" الكويتية بالمرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية المصرية، ونشرت تحليلًا سياسيًا في عددها الصادر صباح اليوم الثلاثاء، حول أهمية الانتخابات البرلمانية التي تكتمل بها خارطة المستقبل لمصر، والاهتمام العربي والعالمى بمتابعة هذه الانتخابات.

وذكرت الصحيفة أنه مع بدء المرحلة الأولى من انتخابات مجلس النواب الجديد، مطلع هذا الأسبوع، تكون مصر على عتبة الانتهاء من الاستحقاق الثالث من استحقاقات "خارطة الطريق"، والتي بدأت بوضع دستور جديد، تلته الانتخابات الرئاسية، وهاهو الاستحقاق الثالث في طريقه للاستكمال، بعد إجراء المرحلة الثانية من الانتخابات البرلمانية لبقية محافظات مصر في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.

وأشارت إلى أنه مثلما يتابع المصريون هذه الانتخابات باهتمام كبير، فإن العالم كله يتابعها أيضًا باهتمام بالغ، ليس فقط لأنها تشكل استكمالًا لبنود "خارطة الطريق"، بل لأنها تعني كذلك استكمال مصر لمؤسساتها الدستورية، بكل ما يمثله ذلك من استقرار سياسي، سيدفع بالتأكيد إلى المزيد من الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي.

ولفتت صحيفة "الخليج" إلى أنه سيكون أمام البرلمان الجديد الكثير من المهام العاجلة، في مقدمتها بالطبع إقرار القوانين التي صدرت في غياب الحياة البرلمانية، وكذلك مراجعة العديد من التشريعات التي يعتبرها بعض المراقبين معوقة للاستثمار والتنمية، وإصدار تشريعات أخرى جديدة تفتح أبواب الاستثمار في دولة لا تزال واعدة بالكثير من الفرص الاستثمارية للمصريين والعرب والأجانب.

وأضافت أن هذه الانتخابات ينظر إليها أيضًا باعتبارها الاختبار الجدي لما تعهد به الرئيس عبد الفتاح السيسي وحكومة المهندس شريف إسماعيل، من أنها ستؤدي إلى تمكين المرأة والشباب، وإتاحة الفرصة أمام الأجيال الجديدة من أبناء مصر، لكي تتحمل مسؤولية العمل السياسي، وهو ما تحدث عنه أيضًا الرئيس السيسي في الكلمة التي وجهها إلى شعبه، لدعوتهم إلى المشاركة بقوة وإيجابية، وممارسة حقهم الانتخابي والديمقراطي، وهو ما يمكن ربطه كذلك بالدورات التي جرى البدء بتنظيمها خلال الفترة الأخيرة، بإشراف ومتابعة من رئاسة الجمهورية، بهدف "إعداد القادة" من الشباب، وتهيئتهم لخوض مجال العمل السياسي، وللأدوار القيادية بشكل عام في كل المجالات.

وأشارت الصحيفة، إلى أنه من المصادفات الجيدة أن تتزامن الانتخابات التشريعية، مع نجاح كبير حققته مصر على مستوى العمل الدبلوماسي الدولي، بحصولها على مقعد غير دائم في مجلس الأمن الدولي، وباكتساح لأصوات الدول الأعضاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة .. ولم تكن هذه أيضًا مجرد عضوية عادية في مؤسسة أممية، وإنما شكلت اعترافًا عالميًا بدور مصر وأهميتها، ونظرة العالم إليها باعتبارها دولة مهمة وفاعلة في منطقتها وعالمها، كما أنها إقرار بنجاح خطواتها نحو تأسيس ديمقراطية سليمة وبناء مؤسساتها الدستورية كاملة.

واختتمت الصحيفة تحليلها السياسي بأن مصر تمضي في طريقها الذي بدأته منذ أن تولى الرئيس عبد الفتاح السيسي مسؤولية الحكم، تفي بتعهداتها بشأن استحقاقات "خارطة الطريق"، لتتفرغ الآن لمرحلة أهم وأخطر، وهي مرحلة البناء والتنمية والاستثمار ، ومن ثم تكريس حالة الأمن والاستقرار التي بدأ يشعر بها الجميع في مصر الآن، تمامًا كما يستشعرها كل زائر لمصر، لتعود هذه الدولة الكبيرة المحورية رائدة وقائدة وفاعلة، ولتؤدي ما ترتبه عليها هذه الريادة نحو منطقتها وعالمها، وهي بذلك جديرة به، وعليه قادرة.