لندن ـ أ.ش.أ
رأى الكاتب البريطاني ديفيد جاردنر أن رجب طيب أردوغان تبوأ منزلة تاريخية في تركيا، تُدنيه من مصطفى كمال أتاتورك، بعد فوزه بتاسع عملية انتخابية على التوالي في عقد واحد، ووصوله إلى كرسي الرئاسة كأول رئيس منتخب بشكل مباشر في تركيا.
وقال جاردنر- في مقال نشرته اليوم صحيفة (فاينانشيال تايمز) البريطانية - إن إردوغان احتل في نفوس الناخبين مكانة غير مسبوقة، لا تؤثر فيها أي ادعاءات أو حتى أدلة دامغة على الفساد أو الاستبداد.. مضيفا "الآن تنتظر تركيا وينتظر العالم ليرى ما إذا كان أردوغان بالفعل رجل دولة أم لا".
وتابع الكاتب "بعد أكثر من عشرة أعوام ناجحة في رئاسة الوزراء يتعين على إردوغان تقرير الوجهة التي يسير بدولة كبرى ومحورية إليها.. دولة بات إردوغان ينظر إليها كما لو كانت إرثا شخصيا".
ونوه جاردنر عن سجل إردوغان الحافل في رئاسة الوزراء؛ حيث استطاع حزبه (العدالة والتنمية) زيادة دخل الفرد إلى ثلاثة أمثال، وتغيير وجه البلاد إلى الأفضل على أصعدة التعليم والصحة والنقل والخدمات، وفوق كل شيء استطاع إردوغان استيعاب البسطاء (الأتراك السود)، ممن عانوا التهميش على أيدي الأنظمة النخبوية التي سبقته في حكم البلاد، ومنْحهم الهوية وإعطائهم فرصة المشاركة في النهوض بالدولة.
ورجّح صاحب المقال أن يعمد إردوغان في غمرة فوزه بانتخابات على نحو أكد شعبيته الطاغية، إلى الاعتقاد بأنه أصبح حُرّا في إقصاء معارضيه وإعادة رسم صورة الجمهورية التركية بريشته الخاصة.. واستدرك جاردنر "لكن هذا قد لا يكون بالأمر السهل إلى هذا الحد، حتى بالنسبة لقائد اعتاد التصرف على طريقته الخاصة".
وتساءل الكاتب عما إذا كان إردوغان سيواصل، حتى بعد تركه مهام رئاسة الوزراء وزعامة حزبه، إحكام قبضته على كافة مؤسسات السلطة في البلاد.. ونوّه جاردنر عن أن بطانة إردوغان وأعضاء حزبه يتطلعون إلى أماكن مستقبلية في ظل منصب إردوغان الجديد.
وأردف جاردنر قائلا إن طبيعة إردوغان الاستقطابية جعلت اللغة الطائفية أمرا عاديا في أوساط حزب العدالة والتنمية على نحو أضر بالحياة العامة في البلاد، وباتت المعارضة في حاجة ملحة إلى إعادة التشكل للتغلب على هذا الوضع.
واختتم جاردنر مقاله بالتحذير من أنه إذا ما تصرف إردوغان في رئاسة الدولة بنفس أسلوبه في رئاسة الوزراء، مُنقبّا عن المؤامرات المحاكة في الظلام بالشركات والمدارس والصحف والمحاكم وغيرها، فإن تركيا ستسير على طريق وعر.