الإعلامية ريهام سعيد

 برأت الإعلامية ريهام سعيد من تهمة خطف الأطفال، حيث ستخرج من ظلمات السجن إلى النور، بعدما قضت أكثر من 30 يوما في السجن، وكانت جلسة أمس حافلة بالأحداث واستمرت أكثر من 8 ساعات، انتهت بأن قضت محكمة جنايات الجيزة، المنعقدة في التجمع الخامس، بمعاقبة المتهمين عطية ناصر ومحمد طه بالسجن المشدد 15 سنة، وتغريمهما 200 ألف جنيه.

وقضت المحكمة بالسجن 5 سنوات لإسلام خالد مع إلزامه بالمصروفات، ومعاقبة المعدة غرام عبدالفتاح بالحبس سنة مع الشغل، مع إلزامها بالمصروفات، ووقف تنفيذ عقوبة الحبس لمدة ثلاثة سنوات تبدأ من اليوم.
وقضت المحكمة ببراءة الإعلامية ريهام سعيد، وكل من أكرم محمد السيد و محمد أحمد صلاح ومحمد عبد الفتاح، ومع ختام تلاوة القرار احتفل ذوي المتهمين، وحيوا ذويهم، وتعالت أصوات الفرحة والزغاريد.
وعرضت محكمة جنايات الجيزة، برئاسة المستشار السيد البدوي، أمس الأربعاء، الأحراز في شاشات عرض داخل جلسة محاكمة الإعلامية  و7 متهمين آخرين من بينهم فريق إعداد البرنامج التليفزيوني الذي تقدمه، في قضية اتهامهم جميعًا بارتكاب جريمة التحريض على اختطاف الأطفال والإتجار في البشر.

واستمعت المحكمة إلى رئيس مباحث دار السلام الرائد حسين خيري مجري التحريات والشاهد الرابع في القضية، وانتهت من ذلك، وثم بدأت المحكمة في سماع مرافعة النيابة العامة في القضية.

كما استمعت المحكمة لمرافعة المحامي طارق عبدالغفار، دفاع المتهم الأول عطية ناصر، وذلك في محاكمته وآخرين بينهم ريهام سعيد في القضية المعروفة بـ"اختطاف الأطفال"، واستندت مرافعة الدفاع، والمسند إليه القيام بواقعة الاختطاف، على الدفع ببطلان القبض والتفتيش لعدم توافر حالة من حالات التلبس، وعدم وجود إذن، وكذلك عدم وجود بلاغ بالقبض سابق للقبض، وبطلان الدليل المستمد من "الهارديسك" المُحرز بالأوراق، ذاكرًا بأن المُتهم ظهر في التصوير الموجود بالحرز بذات ملابس عرضه على النيابة.

ودافع "ناصر" عن موكله مُعتبرًا إياه "مجني عليه" وأنه تم إيقاعه في الخطأ على حد قوله، مُشيرًا إلى أن فريق الإعداد استغل فقرة وجهله لدفعه لارتكاب الواقعة، ثم استمعت المحكمة لمرافعة  ياسر حسين، دفاع المتهمة الرابعة – غرام عبد الفتاح"المعدة ببرنامج صبايا الخير"، المتهمة  في قضية "اختطاف الأطفال"، المُتهمة فيها الى جوار ريهام سعيد وآخرين.

وأشار الدفاع الى أن القانون وميثاق الشرف الإعلامي يُعرف بالإعلامي، ونشاطاته في الإعداد و المراسلات الإعلامية و التحرير، وشدد الدفاع على ان موكلته تواجدت في محل الضبط ولم يُقبض عليها، وذلك باعتبارها المبلغة، ولم يتم اعتبارها في البداية  مُحرضة.

وشدد دفاع "غرام" على أن موكلته قامت على الفور بعد تأكدها من معلومات مصدرها "المتهم الثالث"، بأن الواقعة قد تمت، فسارعت بإبلاغ الشرطة، وذكر الدفاع بأن موكلته و زملائها سعوا لصناعة مادة إعلامية، سمتها النيابة العامة "فرقعة" وفق قوله، وشدد قائلاً :"لولا البلاغ لما تم القبض على المتهمين ولما عاد الأطفال لأمهاتهم".

وذكر دفاع "غرام" بأن موكلته تم تكليفها بالبحث عن موضوع الإتجار في البشر، وتسائل مُتعجبًا :"مين هيكون مصدرها ؟ ..طبيب؟ أستاذ جامعة؟، ليضيف بأن موكلته كان عليها أن تقترب من مكان الجريمة، لكي يتم إمدادها بالمعلومات قصد الإبلاغ عن طريق الإعلام.

ودفع الدفاع بخلو الأوراق من ثمة دليل صحيح وثابت يفيد ان هناك صورة من صور الإشتراك أو تحريض أو خلافه، كما دفع بأن جميع ما قدم من تسجيلات هي نتيحة وطبيعة عمل المتهمة الرابعة كمعدة وإعلامية طبقًا للقانون، وذكر قائلاً بأن نيتهم سليمة وصادقةعنها.

 وشدد الدفاع عن أن الحق ثابت بالقانون الصادر في عام 2017، والذي يكفل للإعلامي من حقه البحث عن الجريمة و الكشف عن الحقائق بشرط الإبلاغ عنها، والتمس الدفاع في ختام مرافعتها ببراءتها، مؤكدًا للمحكمة أنها جاءت من البحيرة تحلم بدور إعلامي، مشيرًا لما حققته في مسيرتها.

ومن جانبه أكد جميل سعيد، محامي الإعلامية ريهام سعيد، على انتفاء صلة موكلته بالواقعة بمقتضى نص المادة 95 من دستور جمهورية مصر العربية، وذلك في جلسة أمس من القضية.

وأوضح دفاع "سعيد"، خلال مرافعته امام المحكمة، بأن الثابت في الأول خلوها من أي دليل يقيني يُفيد اشتراكها مع الخاطفين بأي صورة من صور الاشتراك سواء بالاتفاق أو بالتحريض أو بالمساعدة، وأضاف بأن دور المُتهمة مُقدمة برنامج "صبايا الخير"، هو المفاضلة بين الموضوعات التي تعرض عليها من قبل معدي البرامح،  وذكر بأنها طلبت إعداد موضوع عن خطف الأطفال ولم تكلف بالخطف، وشدد على أنها ومع علمها بالموضوع كان ردها :"بلغوا الشرطة".

ودفع المحامي "سعيد" بعدم جدية التحريات وأنه لا يجوز التعويل عليها في مقام إسناد الاتهام إلى المتهمة وإدانتها،  ودفع كذلك بعدم الاعتداد بشهادة شهود الإثبات، فضلاً عن عدم الاعتداد بباقي أقوال المتهمين كونها لا ترقي للاعتراف أو الشهادة، ودفع "سعيد" بانتفاء القصد الجنائي، وانعدام أركان الجريمة المعنوية والمادية، وعدم معقولية الواقعة.

وتواصلت المرافعة بالإشارة إلى ما ورد في مرافعة النيابة العامة، والتي أبدى دفاع الإعلامية احترامه لها، بشأن سعيها للشهرة، متسائلاً كيف يكون ذلك وهي لها صولات و جولات في الدفاع عن الشرطة و الجيش، دون أن تبحث عن مردود، وذكر بأن موكلته سبق وأن أثارت العديد من القضايا ومنها الإتجار بالأعضاء، متسائلاً :"لماذ لم يتم قول هذا حينها؟".

وذكر "سعيد" بأن ظاهرة الخطف، هي جريمة قائمة، وأن مكوكلته سعت الى مكافحتها، وجزاءها عند الله، وشدد بأنها عندما علمت بطلبها لدى النيابة سعت من تلقاء نفسها للمثول أمامها واثقة الخطى ولم ترتجف، قائلاً :"اليس الخطف جريمة قائمة، فكيف تُتهم بتقديم بيانات كاذبة؟".

ودلل المحامي عن الإعلامية "ريهام سعيد" على عدم علمها بتفاصيل الواقعة، بما ورد في المقاطع المصورة للحلقة التي ورد بها موضوع القضية، وبدت فيها "سعيد" وهي تجهل تفاصيل الواقعة، ذاكرًا انها قالت خلال المقطع متسائلة :"هما اتقابلوا فين؟" في "كافيتيريا الأزبكية ؟"، مما يؤكد على عدم علمها بالتفاصيل.

شدد الدكتور محمد أبو شقة، دفاع الإعلامية ريهام سعيد، على انتفاء ما هو مُسند الى موكلته، في القضية المعروفة بـ"اختطاف الأطفال"، وعلمها وتحريضها على واقعة الخطف، مُؤكدا أن المُتهمين الأول والثاني والثالث"المُسند اليهم ارتكاب واقعة الخطف" لم يروها إلا عبر الشاشة و القفص، ليتسائل :"من أين آتى هذا التحريض".

وأوضح "أبو شقة"، خلال مرافعته أمام المحكم، بالإشارة الى أنه إذا ما قيل بأن "غرام" كانت حلقة الوصل لواقعة تحريض "ريهام"، وشدد تعليقًا على ذلك بأن الأوراق نضحت بما يثبت بخلاف هذا، وشدد على أن موكلته لم يكن لها علم بتفصيلات الواقعة.

وذكر "أبو شقة" قائلاً إن موكلته تٌباشر نشاطًا مشروعًا، وأن طلبها من فريق الإعداد هو امر ليس ببدعة، وذكر بأن موكلته أكدت أن برنامجها ينتمى لفئة تليفزيون الواقع، مشيرًأ الى أن "ريهام سعيد" قامت بإعداد وتصوير حلقات عن أنفاق غزة و تجارة الأعضاء و المخدرات،

وأشار الدفاع الى أن موكلته حينما سعت بأقدامها طواعية للنيابة تبحث عن عدالة تُنصفها، وعرض "ابو شقة" تفريغًا لمراسلات هاتفية بين موكلته، وغرام – معدة البرنامج"المتهمة الرابعة"، وأكرم- رئيس تحرير البرنامج"المتهم السادس"، وسأل القاضي "ريهام" من خلف القفص عن تلك الرسائل وان كانت تخصها أجاب بالإيجاب.

وبدأ العرض من قبل الدفاع، برسالة "واتساب"، بتاريخ الجمعة الموافق 19 يناير، الساعة الثانية فجرًا، كان راسلها هو أكرم، يقول فيها :"أوردر غرام هنعمل فيه ايه؟"، فأجابته ريهام :"اللي هو ايه؟"، فرد أكرم بإعادة إرسال رسالة غرام إليه بشأن واقعة الحلقة و تفصيلاتها، فأجابت "ريهام" بالقول :"مش فاهمة حاجة"، فتواصل الحديث بقول أكرم :"غرام بعتتلك ردي عليها".

ووصل العرض الى تسجيل صوتي لمحادثة تليفونية صوتية بين "ريهام" و"غرام"تتحدث فيها "غرام" بنبرة محتدة :"غرام انتي عملتي موضوع مفاجأة كدة وكروتة، وكل اللي بعتهولي يا أستاذة ردي، وأنا مش معايا نمرتك"، فردت "غرام" قائلةً :"مبلغة أستاذ أكرم من امبارح، وأتأكدت من انه خاطفهم، وقالي لو مش هتاخديهم واحد هيشتريهم".

وعلق "ابو شقة" على حديث "ريهام" لـ"غرام" قائلة :"عايز أعرف تفاصيل مخطوفين منين"، بالقول هل يستقيم في منطق أو عدالة أن تتهم بأنها محرضة، وكان المستشار إبراهيم صالح، المحامي العام الأول لنيابات شرق القاهرة الكلية، أمر بإحالة ريهام سعيد وبقية المتهمين إلى المحاكمة الجنائية أمام محكمة الجنايات، في ختام التحقيقات التي باشرها فريق من محققي نيابة حوادث شرق القاهرة الكلية، ضم أحمد عاصي، مدير النيابة،

ومصطفى مخلوف وأحمد خالد، وكيلي النيابة، برئاسة إسلام الجوهري رئيس النيابة.

وأسندت النيابة إلى المتهمين اتهامات بارتكاب جرائم التحريض والاشتراك في التحريض على اختطاف طفلين، وإذاعة أخبار كاذبة من شأنها تكدير الأمن والسلم العام، والاتجار في البشر.

وكشفت تحقيقات النيابة العامة، التي أيدت صحتها تحريات أجهزة الأمن، أن الإعلامية ريهام سعيد وفريق إعداد برنامجها قاموا بارتكاب واقعة اختطاف أطفال بهدف تصوير حلقة تليفزيونية، وأن وقائع الاختطاف موضوع الاتهام جرت بتحريض من الإعلامية المتهمة وفريق إعدادها.

في أول رد فعل لها داخل القفص، تحدثت ريهام سعيد، الإعلامية المُتهمة الخامسة بقضية "خطف الأطفال"، من داخل القفص، مُعبرةً عن ذهولها مما هو منسوب لها، وقالت في حديثها للمحكمة بأنها كانت تضحك حينما كانت تسمع الإتهامات المُسندة اليها، معلقة :"مكونتش مصدقة"، وذكرت بأن ممثل النيابة في التحقيق نهرها طالبًا منها الكف عن التهكم.

وأضافت "ريهام"، خلال حديثها من داخل القفص، متسائلة باستنكار :"هل قرار سهل بعد 15 عامًا في الإعلام، نتحول لعصابة"، مُختتمة حديثها بالقول :"دي مش فبركة".