الإعلامي والكاتب الصحافي حافظ الميرازي

روى الإعلامي والكاتب الصحافي المصري، حافظ الميرازي، قصة بالغة الطرافة عن مرشد "الإخوان" الراحل، محمد مهدي عاكف ، مؤكدًا أن الأخير اعترف أن يهوديًا أنقذ حياته. وقال الميرازي، في مقال نُشر له بعنوان "مرشد الإخوان الراحل - شهادة يهودي لصالحه وامتنان عاكف ليهودي": "وفاة المرشد السابق للإخوان ذكرتني بقصة طريفة رواها لي شخص حين كنت أعد حلقة في برنامجي بتوقيت القاهرة، في قناة دريم المصرية عن يهود مصر، منذ خمس سنوات، وهو السيد ألبير عارييه أو آرييه، وهو من مواليد القاهرة في 1930، والتي لم يتركها حتى الآن إلا سجينًا في واحات مصر عام 1953، في عهد جمال عبد الناصر".

وأضاف: "وقتها كان ناصر وزملاؤه الضباط متحالفين مع الإخوان المسلمين، ورغم أنهم حلوا كل الأحزاب والتنظيمات السياسية فور إنهائهم الحكم المدني لمصر، الذي كان قائمًا منذ دستور عام 1923، فقد أبقوا على تنظيم الإخوان عامين، حتى اصطدموا معهم عام 1954 وأرسلوهم للحاق بالشيوعيين في السجون والمعتقلات، ومنها سجن الواحات في أقصى غرب صحراء مصر، حيث التقى الشاب اليهودي الشيوعي ألبير آرييه (24 سنة وقتها) بالناشط الإخواني محمد مهدي عاكف (27 سنة آنذاك).

وأكمل حديثه قائلاً: "وكما روي لي ألبير، لم يكن هذا لقاءهما الأول، وإن كانت العلاقة كزملاء عنبر سجن واحد قد توثقت، لأن عائلة مهدي كانت جارة لعائلة عارييه في حي السكاكيني، الذي سكنه أغلب اليهود من الطبقة الوسطى في القاهرة، بل وزاد المعرفة بين الشابين أن مهدي عمل في بداية حياته مدرسًا للتربية الرياضية (مفضلاً التخرج من كلية التربية الرياضية على الكلية الحربية التي حثه أبوه على دخولها)، وكان يتردد على أشهر محل تجاري في مصر وقتها لبيع المستلزمات والأدوات الرياضية في وسط القاهرة، في يدان سليمان باشا، أما صاحب المتجر فلم يكن سوى عائلة عارييه اليهودية المصرية، وبالتالي تعرف الابن ألبير وهو يساعد والده في المحل على محمد مهدي عاكف، منذ ذلك الوقت. ضحك ألبير وهو يتذكر معي تردد عاكف عليهم لشراء مستلزمات التمارين الرياضية بقوله لم أكن أعرف وقتها إن كان يستخدمها للتلاميذ أم لتدريب تنظيمات إخوانية في معسكرات للمشاركة في أعمال عنف ضد يهود في فلسطين أم لا". وأوضح أن عاكف اعترف بأن يهوديًا أنقذ حياته ذلك في مذكراته، والقصة كانت تتزامن مع قضية "لافون" عام 1954، وأضاف اليهودي المصري: "بالمناسبة عاكف هو من حكى لي هذه القصة، وقالّي إن ربنا بعتله يهودي من السماء هو اللي أنقذه، وداواه وخفف جروحه وقتها وأنقذه من الموت، وفي كل مناسبة كنت أقابل عاكف بيحتفي بيا جدًا رغم خلافنا الأيديولوجي".