القاهرة - مصر اليوم
تعرضت الفضائيات المصرية للعديد من السقطات خلال الآونة الأخيرة، أبرزها ما كشفته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عن حقيقة حاتم الجمسي، الذى يستضيفه الإعلام المصرى باعتباره محللًا سياسيًا متخصصًا فى قضايا الولايات المتحدة والشرق الأوسط.
إذ تبين أن الجمسى يعمل "طباخًا" بنيويورك، وبرر ترويجه لنفسه على أنه محلل سياسي، من خلال نشاطه الواسع على وسائل التواصل الاجتماعي، بأنه "رجل متعلم، ولا يتعارض ما يفعله مع القانون".
كما ظهرت طفلة برفقة والدتها مع الإعلامية إيمان الحصري، لتسليط الضوء عليها، بعدما ادّعت الأم أنها معجزة وعبقرية، ومرشحة لأن تكون ثانى أذكى طفلة على مستوى العالم.
وعقب إعلان الحلقة والسخرية التي تعرضت لها، اعترفت الحصري عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" بالخطأ الذى وقعت فيه باستضافتها للطفلة، قائلة إن فريق العمل وقع فى شرك سيدة ادّعت بمستندات لا أحد يعلم كيف حصلت عليها ومدى صحتها، أن ابنتها عبقرية ومعجزة.
وأشارت الحصري إلى أن الفقرة تحولت من محاولة دعم ومساندة وتقديم موهبة حقيقية، إلى فقرة كوميدية ضحيتها طفلة صغيرة، سببها أمّ مضطربة تسببت بالضغط على طفلة لم تتعد 6 سنوات، لتصبح معجزة وعبقرية رغمًا عنها.
وتابعت: "كان ومازال هدفنا ونيتنا أولاً وأخيرا من هذه النوعية من الفقرات أننا نقدم فى البرنامج نماذج ناجحة ومختلفة ندعمهم ونساعدهم".
وقال الإعلامى حمدى الكنيسي، نقيب الإعلاميين، إن "النقابة تقوم بمحاسبة أى إعلامى لا يلتزم بالمعايير المهنية والأخلاقية, ومن أهمها دقة الأخبار التى تقدم للجمهور".
وأضاف : "قرار النقابة في هذه الحالة يكون ضد مقدم البرنامج والقناة، وعلى الرغم من تورط فريق الإعداد، إلا أنه حتى الآن لن تقع أي مسئولية عليهم, لكن قريبًا سيكون هناك تعديل بمحاسبة فريق الإعداد المسئول عند حودث تقصير".
وفيما يتعلق بواقعة "الفطاطري" الذي يظهر كمحلل سياسي على الفضائيات المصرية، قال نقيب الإعلاميين، إنه "فى حالة الشخص الذى ادعى أنه خبير سياسي, فالمسئولية تقع على الإعلامى والقناة التى سمحت له الظهور".
وأوضح أن الهيئة الوطنية للإعلام ستتابع التحقيق من قبل لجنة الرصد والمتابعة بالنقابة، لتوضيح أسباب الخطأ والمسئولين عنه عن طريق تشكيل لجنة قانونية يمثل أمامها الإعلامي، ويحدد العقوبة حسب حجم الخطأ الواقع.
من جانبها، قالت الدكتورة سهير عثمان، أستاذ الإعلام المساعد بجامعة القاهرة, إن ما يحدث فى القنوات الفضائية شيء "هزلى وعبث" وبعيد كل البعد عن المهنية والميثاق الإعلامي، وما شاهدناه مؤخرًا فى الواقعتين المعروفتين بـ "الفطاطري" و"الطفلة المعجزة" يدل على أن المعدين غير دارسين لأصول الإعلام.
وأضافت، أن "مثل هذا النوع من البرامج والإعلاميين لا يلتزمون بضمير وأخلاقيات المهنة, حتى يقوموا بتقديم شخص طباخ على أنه محلل وخبير سياسي, وعلى الهيئة الوطنية للإعلام أن تحاسب المسئول عن ذلك بشكل جدي.