عماد الدين أديب

 تغلق الهيئة الوطنية للانتخابات أبوابها أمام الراغبين في الترشح للانتخابات الرئاسية بعد 3 أيام، وفقا للجدول الزمني الذي حددته الهيئة والمستمر من يوم 20 حتى 29 يناير/كانون الثاني الجاري، فيما لم يتقدم حتى الآن بشكل رسمي سوى الرئيس عبدالفتاح السيسي، في الوقت الذي ينتظر حزب "الوفد" اجتماع هيئته العليا غدا السبت لحسم خوض الانتخابات من عدمه، ووسط حالة الزخم التي شهدتها الأيام الماضية فيما يخص الانتخابات الرئاسية، خاصة بعد تراجع المحامي خالد علي، والفريق أحمد شفيق عن الترشح للانتخابات الرئاسية 2018، والمخالفات القانونية التي حالت دون دخول سامي عنان المنافسة، وما أعقبها من قرارات للهيئة الوطنية باستبعاد اسمه من كشوف الناخبين، طرح الكاتب والإعلامي عماد الدين أديب مقترحا بمد فترة تقديم أوراق الترشح لمنح فرصة لراغبي الترشح لما في ذلك من إثراء للعملية الانتخابية.

ويرى أديب، أن الفترة التي حددتها الهيئة الوطنية في ضوء ما شهدته الحالة الانتخابية بحاجة للتمديد أسبوعا أو عشرة أيام إضافية، موضحا أن "قواعد اللجنة ليست مواد مقدسة، لأنها في النهاية تعمل من أجل إجراء انتخابات تنافسية حرة ونزيهة، وقد سبق أن قامت هذه اللجنة بتغيير بعض القواعد، آخرها تمديد مدة الاقتراع في انتخابات الرئاسة عام 2014 يوما إضافيا، بعد المخالفة القانونية التي جاءت في بيان القيادة العامة للقوات المسلحة حول ترشح الفريق مستدعى سامى عنان، وإعلان المرشح المحتمل خالد على انسحابه من معركة الرئاسة تبدو المعركة الرئاسية أقرب إلى استفتاء منها انتخابات، خاصة أنه لم يتقدم بالأوراق سوى الرئيس"، مضيفا أن "شعبية السيسي وإنجازاته كفيلة بأن تضمن له الفوز في أي انتخابات تجرى غدا أمام أي مرشح تنطبق عليه شروط الترشح".

وأرجع ذلك إلى خوفه أيضا على التجربة السياسية التي يقف أعداء لها في الداخل والخارج يسعون إلى نزع الشرعية عنها، ويشككون في مدى توافقها مع التجارب السياسية الديمقراطية في زمن ظهر فيه بقوة ضعف النخبة السياسية المصرية في إفراز برامج ومرشحين لها، حيث يرى أن التمديد قد يشجع قوى كانت مترددة في طرح نفسها، وقد يأتي بمرشح حقيقي في الساعات الأخيرة، مؤكدا احترامه وتقديمه للرئيس، قائلا: "وأفضل جدا للرئيس الذى أحبه أن يفوز بقوة فب معركة حقيقية على أن يبدو أنه فاز في انتخابات بالتزكية"، ورغم طرح أديب لفكرة تمديد فترة الترشح، إلا أنها أمر ليس واردا على الإطلاق بالهيئة الوطنية للانتخابات، وفقا لما أكده المستشار محمود الشريف، المتحدث باسم الهيئة، قائلا إن "الوطنية للانتخابات" سبق أن أصدرت جدول زمني وقرارات مترجمة للماراثون الانتخابي، به مواعيد أعلنتها مسبقا بما يتفق مع نصوص دستورية وقانونية، ما يعني صعوبة تنفيذ ذلك الأمر.

وبدأت الهيئة الوطنية للانتخابات، برئاسة المستشار لاشين إبراهيم، السبت 20 يناير، استقبال أوراق المرشحين المحتملين للانتخابات الرئاسية 2018، ولمدة 10 أيام، وتضمنت شروط الترشح لرئاسة الجمهورية، أن يجمع المرشح ما لا يقل عن 25 ألف توكيل من المواطنين ممن لهم حق الانتخاب، من خلال 15 محافظة مختلفة، على الأقل، وبحد أدنى 1000 توكيل من كل محافظة، إذا لم يلجأ لتزكية نواب البرلمان، وذلك حتى يوم 29 يناير، وعن تكرار ما حدث في 2014، أضاف الشريف، في تصريح لـ"الوطن"، أن ذلك ليس معلوما حاليا، وغير معروف إمكانية طرحها، وتابع أن اليوم هو آخر أيام لتلقي طلبات الكشف الطبي وفقا لما أعلنته المجالس الطبية المتخصّصة، موضحًا أنه عمل تنظيمي من قبل المجالس من أجل تمكين المرشحين المحتملين التظلم على نتائج الكشف وإعادة إجرائه مرة أخرى خلال اليومين التاليين، حيث تغلق الهيئة باب الترشح للانتخابات يوم 29 يناير، مضيفا: "لكن إذا ما أراد أحد أن يتقدم بعد ذلك للكشف الطبي، قد تقبل المجالس وهو أمر يرجع إليها"، ولم يتقدم أحد بطلب ترشحه لمنصب رئيس الجمهورية إلى الهيئة حتى الآن سوى الرئيس عبدالفتاح السيسي، بحسب المتحدث الرسمي للهيئة الوطنية للانتخابات.

وتقدم السيد البدوي رئيس حزب "الوفد"، اليوم، إلى مقر المجالس الطبية المتخصصة بمدينة نصر بطلب إجراء الكشف الطبي، في خطوة تمهيدية للترشح لرئاسة الجمهورية 2018، في آخر أيام تلقي طلبات هذا الإجراء، وقال عصام شيحة، القيادي في حزب "الوفد"، إن الحزب لم يعلن بعد عن ترشح البدوي، في الانتخابات الرئاسية المقبلة. وأضاف، خلال مداخلة هاتفية بقناة "أون لايف"، اليوم، أن مؤسسات الحزب تشهد حالة من الارتباك، موضحًا أن قطاعًا كبيرًا في الوفد لم يتقبل القرار بعد، لأنه "كان مفاجئًا ومتأخرًا"، خاصة وأن الحزب قرر دعم الرئيس عبدالفتاح السيسي في الانتخابات في وقت سابق، فيما قال الدكتور مصطفى الفقي، الرئيس الشرفي لحزب "الوفد"، خلال مداخلة هاتفية في برنامج " مساء دي إم سي"، إنه يحاول إقناع البدوي، رئيس الحزب بالترشح للرئاسة أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي، موضحًا أن بعض الآراء في الحزب رأت أنه لابد من وجود مرشح للرئاسة إثراءً للديمقراطية وتعزيزا للتنافس الانتخابي، وتعليقا على هذا الإجراء، أكد ياسر قوره، رئيس حزب "الوفد" للشؤون السياسية والبرلمانية، لـ"الوطن"، أن إجراء الكشف الطبي لأحد أعضاء الحزب لا يعني أنه سوف يخوض المنافسة في سباق الانتخابات الرئاسية الحالية.