الإسكندرية ـ محمد المصري
شهد اليوم الثاني من منتدى الإسكندرية للإعلام 12 جلسة عقدت على مدار اليوم بمشاركة خبراء ومتخصصين في المجال الإعلامي والتكنولوجيا، استعرضوا خلالها آليات وتقنيات يمكنها التحقق من زيف الصور والفيديوهات التي تروج لأخبار كاذبة ومفبركة.
وتطرقت جلسات اليوم الثاني للمنتدى لإحصاءات استخدام الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي في مصر، وحصرتها في 49 مليون مستخدم للإنترنت، و39 مليون حساب على وسائل التواصل الاجتماعي، فيما يوجد 64 مليون جهاز هاتف محمول له القدرة على الدخول على الإنترنت.
وذكرت البيانات أن ترتيب استخدام المصريين لوسائل التواصل الاجتماعي على رأسها فيس بوك، يليه يوتيوب، ثم واتساب فماسنجر، ثم انستجرام وتويتر، وأخيرًا جوجل +.
ويرعى المنتدى الشركة المصرية للاتصالات WE ومركز كمال أدهم سنتر بالجامعة الامريكية ومعهد جوته الالمانى والتحرير لاونج والعهد الفرنسى، بالاضافة لجريدة اليوم السابع وموقع مصراوى واعلام.أورج.
استعرض ديريك تومسون، رئيس تحرير شبكة "مراقبون" التابعة لفرانس 24، الآليات التي يتم استخدامها لتحقق من مصداقية الأخبار التي يوفرها لهم الصحفي المواطن من مختلف دول العالم من خلال مجموعة من الإجراءات والتحقق قبل استخدامها، مشددًا على أنه في حالة وجود خبر كاذب أو مفبرك يتم إبلاغ المصدر المحلي بذلك.
وتابع تومسون أن شبكة مراقبون تضم 5 آلاف شخص دائمين على مستوى العالم يتم التعاون معهم والتحقق من صحة المعلومات عن طريقهم، إضافة إلى شبكة من 65 ألف شخص يراسلون شبكة "مراقبون" عن الأحداث الجارية في مجتمعاتهم المحلية.
وأضاف أن "مراقبون" تتحقق دومًا من دوافع المتعاونين معهم ومصداقية المعلومات التي يقدمونها، ومصادر تلك المعلومات.
وألمح تومسون إلى أن 95% من الصور التي يتم تداولها كأخبار كاذبة ليست مفبركة أو مزيفة ولكن يتم اجتزأها من سياقها، ما يستلزم التحقق من الصورة والفيديو قبل استخدامها بشكل منضبط.
وفي سياق متصل، تناول الإعلامي أحمد بسيوني، تأثير الأخبار المفبركة والكاذبة على صناعة الإعلام، مؤكدًا أن شركة "هافاس" - سادس أكبر مجموعة إعلانية في العالم - سحبت 175 مليون جنيه استرليني في المملكة المتحدة من اجمالي الإنفاق الإعلامي الرقمي لهذا السبب.
وحول الأزمة الأخيرة لشركة "فيس بوك" بشأن تسريب معلومات شخصية لخمسة ملايين مستخدم، انعكس بأن شركة "يونيليفر" - ثاني أكبر معلن في العالم بميزانية إعلانات تصل سنويًا إلى 7.5 مليار - تدرس سحب إعلاناتها من موقع التواصل الاجتماعي الأشهر.
ولفت بسيوني إلى أن الأخبار الكاذبة تنتشر أسرع 6 مرات من الأخبار العادية كجزء من الحرب السيكولوجية والنفسية على الأفراد والمؤسسات، وفقًا لدراسة مجلة "ساينس"، محذرًا من مخاطر الأخبار الكاذبة، والحروب الإلكترونية، والرقابة على مستقبل الإنترنت.
وفي جلسة "التحقق من الأخبار ومحركات البحث"، استعرض الصحفي المستقل أحمد الشامي، إمكانيات استخدام محركات البحث والمواقع المجانية للتحقق من مصداقية وزيف الصور والفيديوهات التي تنتشر عبر المواقع الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي.
وأشار بسيوني، إلى أن مواقع تحديد الموقع يمكنها أن تخبر عن مكان ووقت إلتقاط الصور من خلال تطبيقات مختلفة، بالإضافة إلى الاستعانة بعدد من محركات البحث لتحويل الفيديوهات إلى بيانات تكشف تاريخ تصويرها والأجهزة التي تم استخدامها، وكذلك الكشف عن التعديلات التي قد تجرى على بعض الصور.
وشهد المنتدى على مدار دوراته الخمس السابقة ما يزيد عن مائتي محاضرة بمشاركة 500 مشارك من مختلف الدول العربية، و162 مدربًا، فضلًا عن الإسهام في نجاح 50 مشروع ومبادرة إعلامية.
أنٌشئ "منتدى الإسكندرية للإعلام"، عام 2012 بالتعاون ما بين أليكس أجندة والمعهد السويدي بالإسكندرية؛ حرصًا على رفع مستوى الأداء العملي للكفاءات الإعلامية بمختلف مجالاتها (صحافة، إذاعة، تلفزيون، الإعلام الإلكتروني)، وصولاً إلى مصداقية ومهنية حقيقة وبخاصة مجتمعات الإعلام المحلى.
عقد المنتدى في دورته الأولى في مايو 2013 بعنوان "الإعلام المحلي والتنمية " على نطاق جمهورية مصر العربية فقط، ثم انطلقت دورته الثانية 2014 إلى رحاب أوسع ليشمل الوطن العربي وفي أبريل 2015 بالإسكندرية تحت عنوان "الإعلام المجتمعي في العالم العربي"، وفى أكتوبر 2016 ناقش المنتدى موضوع "ريادة الأعمال في مجال الإعلام في العالم العربي"؛ وعام 2017 تناول موضوع "الإعلام والابتكار"