القاهرة - مصر اليوم
يلجأ صناع السينما والدراما إلى الإعلاميات كلما احتاجوا نجمة جديدة "جميلة ومثقفة وتجيد الحديث وقادرة على مواجهة الكاميرا"، ولكن نادراً ما تنجح التجربة لأن التمثيل تجربة مغايرة تماماً لمهنة الإعلام، وتكاد تكون المذيعة نجوى إبراهيم الإعلامية الأكثر نجاحاً في تاريخ السينما المصرية، فمنذ بدايتها كبطلة لفيلم الأرض، وحتى نهاية رحلتها كممثلة في فيلم "السادة المرتشون"، كانت تقبل فقط الأدوار التي تضيف لها الجديد فنياً وتحفظ مكانتها كـ"مذيعة مثالية" تدخل كل البيوت عبر الشاشة الصغيرة. سيدتي تستعرض معكم مسيرة نجوى إبراهيم في 12 فيلماً أغلبها مصنف ضمن أفضل أفلام السينما المصرية.
لا يعرف الكثيرون أن نجوى إبراهيم بدأت مسيرتها داخل التلفزيون المصري قبل أن تحصل على الثانوية العامة، وبسبب ملامحها البريئة تم تصنيفها كمذيعة أطفال، ولكنها مع الوقت دخلت قلوب الأسر المصرية كلها، والتقطها المخرج يوسف شاهين لتقديم بطولة فيلم "الأرض" لتقدم دور الفلاحة «وصيفة»، ونجحت نجوى في الاختبار الصعب.
فيلم الأرض يحتل المركز الثاني ضمن أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية، عرض لأول مرة سنة 1970 من إخراج يوسف شاهين، عن رواية الكاتب المصري عبد الرحمن الشرقاوي، وشارك في بطولته محمود المليجي وعزت العلايلي وحمدي أحمد ويحيى شاهين وتوفيق الدقن وعبدالوارث عثر وصلاح السعدني وعلي الشريف وفاطمة عمارة، وتم ترشيح الفيلم لنيل جائزة السعفة الذهبية لمهرجان كان السينمائي.
شاهدي المزيد: حملة للتضامن مع نجوى إبراهيم
فيلم فجر الإسلام
اختيارات نجوى إبراهيم لظهورها كممثلة، ذهبت بها لتقديم واحد من أهم وأبرز الأفلام الدينية في تاريخ السينما المصرية، وهو فيلم "فجر الإسلام" الذي يعرض حتى اللحظة بكل المناسبات الدينية الإسلامية، ولا يزال يحظى بنسبة مشاهدة مرتفعة.
نجوى إبراهيم تعاونت في الفيلم مع المخرج صلاح أبو سيف، وقدمت دور "ليلى الجارية" بلغة عربية فصحى واضحة، وشاركها البطولة النجوم سميحة أيوب ومحمود مرسى وزميلها الإعلامي الراحل عبد الرحمن علي، وقالت عنه نجوى إبراهيم إنها لا تنسى أبداً أن الفنان القدير محمود مرسى صفعها على وجهها في أحد مشاهد الفيلم: «القلم علِّم والحلق طار، وفضلت يومين ودنى تصفر».
الرصاصة لا تزال في جيبي
مع العام 1974 كانت نجوى إبراهيم حاضرة في الأفلام الوطنية بفيلم سيبقى هو الآخر حاضراً بكل احتفال بنصر أكتوبر 1973، حيث قدمت قصة اجتماعية عسكرية تميزت بمشاهد حقيقية من المعركة.
فيلم «الرصاصة لا تزال في جيبي»، أخرجه حسام الدين مصطفى في عام 1974 عن قصة لإحسان عبدالقدوس، ولعب بطولته إلى جانب نجوى إبراهيم كل من محمود ياسين و حسين فهمي ويوسف شعبان وصلاح السعدني وسعيد صالح وعبدالمنعم إبراهيم وحياة قنديل.
العذاب فوق شفاه تبتسم
كما شاركت نجوى إبراهيم في فيلم «العذاب فوق شفاه تبتسم» للمخرج حسن الإمام، والذي أنتج عام 1974، وقامت نجوى إبراهيم بدور «شهيرة» مهندسة ديكور، ترتبط منذ الصغر بجارهم عصام، إلى أن يظهر (مصطفى) رجل الأعمال الناجح بحياتها، وتعيش معه مستقبلاً زاهراً مليئاً بالترف، وفي حين أنه عليها الاختيار وتغليب عاطفتها أو عقلها، تأبى وتحاول الاحتفاظ بكل المُعطيات، وقالت عنه إنه من أحب الأفلام إلى قلبها.
الفيلم من بطولة نجوى إبراهيم ومحمود ياسين وسعيد صالح وليلى حمادة وصفية العمري وميمي جمال، عن قصة لإحسان عبد القدوس.
حتى آخر العمر
عادت نجوى إبراهيم لأفلام نصر أكتوبر ببطولة فيلم «حتى آخر العمر» من إخراج أشرف فهمي، ومن بطولة محمود عبد العزيز وعمر خورشيد، وعماد حمدي وسعيد صالح وحياة قنديل وعمر ناجي، ويجسد معاناة زوجات الضباط الذين أصيبوا في الحرب، وهو من إخراج أشرف فهمي، وتأليف يوسف السباعي.
نجاح نجوى إبراهيم في تقديم الأعمال التاريخية والوطنية والاجتماعية، دفع شركات الإنتاج لاستغلال شعبيتها، وقدمت في فترة قليلة باقة من الأفلام الناجحة من أبرزها خائفة من شيء ما، السادة المرتشون، وفيلم «المدمن» الذي أخرجه يوسف فرنسيس من بطولة أحمد زكي، ومن بعده قررت نجوى التوقف عن التمثيل والتركيز مجدداً على مهنتها كمذيعة، وبررت موقفها لاحقاً بأنها كانت تخشى من التورط في موجة أفلام المقاولات التي اجتاحت السينما المصرية وقتها.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :