الشارقة - مصر اليوم
حلت المذيعة والفنانة المصرية د. نجوى إبراهيم، أمس، ضيفة على مهرجان الشارقة القرائي للطفل في نسخته الثامنة التي تقام حالياً في اكسبو الشارقة وتستمر حتى 30 نيسان/ابريل الجاري، حيث التقت مع عدد من زوار المهرجان في لقاء خاص أدارته شيخة المطيري، تحدثت فيه عن الدور الذي يلعبه الإعلام في التأثير على المجتمع ومدى قدرته على خلق القدوة للأجيال المختلفة، كما سلطت فيه الضوء على الإعلام الرقمي على الأطفال.
تمتلك د. نجوى إبراهيم خبرة طويلة في العمل الإعلامي، حيث عملت مذيعة ومقدمة للعديد من برامج الطفل ومن بينها "صباح الخير" الذي لعب دوراً مهماً في صياغة عقلية وشخصية أطفال السبعينيات والثمانينات في مصر، الأمر الذي مكنها من الحصول على لقب "ماما نجوى".
خلال اللقاء، أبدت نجوى اعتزازها بلقب "مذيعة" رافضة في الوقت نفسه لقب "إعلامية"، قائلة: "الإعلامي أصبحت صفة تطلق على الغرباء عن هذا المجال، والذي بذلنا الكثير من الجهد لدخوله، ودراسة أصوله والتفوق فيه"، وشبهت المذيع الجيد بالطبيب الماهر، قائلة أنه يتوجب على "أي مذيع أو مذيعة أن يتباهى بعقله وليس مظهره".
التأمل والملاحظة طريقان مهمتان على كل انسان سلوكهما من أجل اغناء تجربته وخبرته في الحياة، وفي ذلك قالت نجوى: "خلال حياتنا نتعلم الكثير من الأشياء، ولكن تبقى الملاحظة والتأمل طريقان مهمان للتعلم الحقيقي، وهو ما يجب علينا أن نعلمه للطفل منذ صغره، والذي اعتبره واحداً من أهم أركان المجتمع، وبالتالي فعلينا العمل على ابقاءه محصناً من داخله حتى يستطيع أن يطور من نفسه ومجتمعه مستقبلاً". وأضافت: "تعليم الطفل يبدأ من البيت ومن ثم المدرسة وبعدها يأتي دور الأصدقاء والمجتمع، ولكن علينا أن ندرك قبل كل شيء أن الطفل يتمتع بمستوى ذكاء عالي جداً، لدرجة أنه قادر على تعليمنا نحن الكبار، حيث يمتلك في جعبته الكثير من الأشياء التي تساعده في الضغط على الأهل من أجل تحقيق رغباته"، داعية إلى ضرورة أن تكون الأم ذكية بنفس مستوى ذكاء الطفل.
وتطرقت نجوى ابراهيم في حديثها إلى دور الإعلام وتأثيره في المجتمع، حيث قالت: "للإعلام دور مهم جداً، لقدرته على خلق القدوة للمجتمع، ولذلك اعتبره بمثابة "الأمن القومي" لأي بلد في العالم، والإعلامي اشبه بالجندي الذي يقف على ثغور الوطن، وذلك لما لدى الإعلام من قدرة في التأثير على المجتمع، وقدرته على خلق صورة حقيقية أو مزيفة عن أي مجتمع".
وأوضحت نجوى أن العاملين في الإعلام قديماً كانوا مرتبطين مع بعضهم البعض بما يسمى "ميثاق الشرف الإعلامي" رغم عدم وجوده فعلياً. وقالت: "كنا جميعاً نمارسه من دون أن نوقع عليه، لإيماننا جميعاً بأن لا أحد يتحدث عن بيته الداخلي بسوء، وهو ما أختلف حالياً، حيث أصبح الإعلام وسيلة يستخدمها الجميع للتشهير بالمجتمع وتجريح الأوطان، وتسويق صورة سيئة ومزيفة عن الأم والطفل، وكذلك المجتمع، وهو ما يجب علينا البدء في تغييره، من خلال تنظيف الإعلام من الغرباء".
وحذرت نجوى ابراهيم الجمهور من خطورة تعريض الأطفال بشكل دائم للانترنت، واتاحة المجال أمامهم لولوج وسائل التواصل الاجتماعي بحرية. وقالت: "الإعلام الرقمي ساهم بتفكيك العائلة وتشتيت أفرادها، حيث أصبح لكل واحد منهم عالمه الخاص، يبحر فيه كيفما شاء، واعتقد أن موطن الخطورة على الأطفال يكمن في هذا الجانب، لذا أعتقد أن يتوجب على كل أم أن تتعامل مع وسائل الإعلام الاجتماعي بحذر شديد، ومراقبة الطفل وعملية دخوله إليها، خاصة وأن هذه الوسائل تتيح لمستخدمها امكانية التخفي وراء أقنعة وهمية".
وأكدت نجوى أن أمراض المجتمع كافة يمكن علاجها بالإعلام، على الرغم من أن مصدر غالبيتها يكون من الإعلام نفسه، على اعتبار أن الإعلام قادر على تقديم كل ما يمكن للعائلة أن تحتاجه من معلومات.