مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية ضياء رشوان

نظمت دورية "بدئل" الصادرة عن مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية ورشة عمل حول "سياسات مكافحة التطرف بين الشباب في مصر بعد ثورة 30 يونيو 2013"، بحضور عدد من الخبراء والباحثين. 

وركز النقاش على تزايد الاهتمام بقضية التطرف في مصر، ومداخل مكافحة التطرف بين الشباب في مصر في ضوء الخبرات الدولية والإقليمية، وأبعاد التعاون بين مصر والدول الإقليمية في مجال مكافحة التطرف، ودور المجمتع المدني في مكافحة التطرف بين الشباب.

وأشار مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية ضياء رشوان، أنّ الهدف من هذه المائدة هو الخروج برؤية متكاملة من البدائل والأدوات التي يمكن أن تتبنها أجهزة الدولة لمحاصرة الأفكار المتطرفة في المجتمع المصري.

وأوضح نائب مدير كلية الدفاع الوطني العميد عادل العمدة، أنّ التطرف له بعد خارجي من خلال الغزو الفكري والثقافي الذي تقوم به بعض القوى لتحقيق مصالحها في المنطقة. 

وأبان العمدة أنّ ما يقوم به تنظيم "داعش" يمثل نوع من التطرف الديني الذي يقترن بالغلو والتشدد في الأفكار وعدم قبول الآخر، وهو يصل إلى درجة تكفير الأخر وكل من يختلف معه.

وأضاف وكيل جهاز المخابرات العامة السابق اللواء أسامة الجريدلي، أنّ قضية التطرف تحتاج إلى مزيد من الجهد، خاصًة وأنّ الشباب تعرض لخطاب ديني صادم بعيد عن الاعتدال في مراحل ما قبل 30 حزيران/يونيو 2013.

وأشارت الخبير في وحدة الدراسات الأمنية ورئيس تحرير دورية "بدائل" الدكتورة إيمان رجب، إلى أنّ الدولة المصرية بدأت تهتم بقضية "التطرف" لاسيما مع دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى ثورة دينية للقضاء على التطرف، ولكنه اهتمام يشوبه قدر من القصور، حيث لا يزال اهتمام انتقائي. 

ويهتم ببعد واحد من أبعاد التطرف وهو التطرف الديني دون الاهتمام بأبعاد أخرى مثل التطرف الاجتماعي والسياسي والتي هي منتشرة في المجتمع المصري.

وأضافت رجب، أنّ التطرف ليس بالضرورة أن يكون مرتبطًا بسلوك عنيف،  موضحة أن ما يحدث في مصر وغيرها الدول العربية  هو الاهتمام بالسلوك العنيف أو التطرف، دون الاهتمام بالدينمو الحقيقي  المحرك لهذا السلوك، ممثلًا في الأفكار المتطرفة التي تجذب الشباب للانضمام إلى التنظيمات.

وأفاد المتخصص في دراسات وبحوث الشباب الباحث يوسف ورداني، أنّ البداية يجب أنّ تكون من خلال مراكز الفكر والربط بينها وبين جهات صنع القرار، وذلك حتى يتم وضع استراتجية وطنية واضحة المعالم للتحقق من إمكانية تنفيذها من قبل أجهزة الدولة ومؤسسات المجتمع المدني.

وأكد ورداني، ضرورة العمل على تفكيك البنى القانونية والمؤسسية للكيانات التابعة لجماعة "الإخوان" المسلمين، باعتبارها كيانات داعمة للتطرف وليس كيانات متطرفة فقط.

وأشار الخبير في مركز الأهرام الدكتور أيمن عبد الوهاب، إلى أنّ الهدف من المجتمع المدني هو الوصول إلى العزل المجتمعي للأفكار المتطرفة والتصدى لتمويل هذا الفكر ومواجهة الحضانات الفكرية له. 

وأكد أنّ أهمية الربط بين مراكز الأبحاث والجمعيات الأهلية ومؤسسات المجتمع المدني.