باريس - أ ف ب
اعلنت مديرة صحيفة لوموند الفرنسية العريقة ناتالي نوغيريد الاربعاء استقالتها بعد 15 شهرا من تولي هذا المنصب بعد معارضة شديدة في هيئة التحرير بسبب اسلوبها في العمل ومشاريعها الاصلاحية.
وكانت هذه الخاتمة سريعة ومفاجئة لخلاف مستمر منذ اسابيع وتفاقم الاسبوع الماضي، عندما قدم رؤساء تحرير الصحيفة استقالة جماعية بسبب خلافات مع ادارة الصحيفة بشان اعادة تنظيم الهيئة التحريرية.
وكان معاونا المديرة فينسان جيري وميشال غيران قدما استقالتهما الجمعة. وحاولت نوغيريد تشكيل فريق تحرير جديد لكن من دون ايجاد حلفاء.
وكانت رئاسة التحرير والادارة ترغبان في ان تضطلع بدور تمثيلي ك"ملكة انكلترا" لكنها رفضت ذلك كما افاد مصدر قريب من الملف. وهذا الامر جعل رحيلها محتما.
وفي بريد الكتروني الى وكالة فرانس برس الاربعاء قالت انها "لا تستطيع ان تقبل بشطب منصب مدير الصحيفة".
وقالت ادارة الصحيفة مساء الاربعاء انه سيتم بالتشاور تعيين خلف لنوغيريد سريعا.
من جهته قال لوي دريفوس رئيس الهيئة الادارية في لوموند في مذكرة داخلية الى الموظفين حصلت وكالة فرانس برس على نسخة عنها "ان استقالة ناتالي ليست نبأ سارا للصحيفة".
وفي بيان اكد رؤساء تحرير لوموند انهم "اخذوا علما" بهذه الاستقالة على ان يجتمعوا مع اصحاب الاسهم بعد ظهر الاربعاء. وسيتم اختيار مدير موقت بسرعة.
واندلعت الازمة في صحيفة لوموند، اول خلاف اجتماعي رئيسي منذ ان اشتراها في العام 2010 رجل الاعمال كزافييه نيل والمصرفي ماتيو بيغاس وبيار بيرجيه، في وقت تواجه فيه الصحافة الفرنسية المكتوبة صعوبات بين ارتفاع الاسعار وتراجع المبيعات وايرادات الاعلانات والعجز العام في ميزانيتها وخطط انهاء الخدمة مقابل دفع تعويض.
وقال مصدر قريب من الملف ان "هذه الازمة تدل على الصعوبة في تحسين الصحف. الجميع يفكر في فترة الصعوبات في صحيفة ليبيراسيون وبالتالي كان من الضروري ايجاد حل سريع". وصحيفة ليبيراسيون على شفير الافلاس وتواجه ازمة داخلية منذ اشهر.
ونشأت الازمة في لوموند بسبب الاصلاحات السريعة التي تفضل الصحافة الرقمية على الصحافة الورقية واساليب مديرة وصفت بانها "متسلطة" و"غير مرنة".
ونشأت الاحتجاجات بعد ان ارسلت برقية داخلية في شباط/فبراير الماضي الى معاونيها اشارت الى عزمها على توجيه نحو 50 من العاملين في هيئة التحرير بحلول حزيران/يونيو الى اقسام اخرى الجزء الاكبر منهم الى الجريدة الالكترونية. وابدت النقابات انذاك قلقها من "خطة اجتماعية مقنعة" للاستغناء عن عدد من العاملين.
وتم لاحقا ابطاء تطبيق هذه الخطة التي اعتبرت في البداية مفاجئة. لكنها ساهمت في زيادة النقمة على اسلوب ادارة نوغيريد (46 عاما) الصحافية التي حظيت بشعبية كبيرة في اذار/مارس 2013.
والادارة المتمسكة اولا بتطبيق الاصلاحات قبلت الاسبوع الماضي بابطاء وتيرتها وارجأت الى الخريف المقبل الصيغة الجديدة المطبوعة التي سترفق بها نسخة صباحية خاصة بالهواتف النقالة.
والان يجب ايجاد الشخص الذي سيقبل ادارة الصحيفة لتطبيق اصلاحات صعبة في مهمة دقيقة رغم تحسن المبيعات في اذار/مارس.
وترى بعض النقابات ان استبدال المديرة لا يكفي فهي تطالب بتعليق الاصلاحات وتغييرها.
وقال مصدر نقابي "ارادت الادارة القيام بكل شيء في آن، نقل صحافيين الى الخدمة الرقمية وصيغة جديدة للصحيفة الورقية والصيغة الخاصة بالهواتف النقالة".
وشهدت النسخة المطبوعة للصحيفة تراجعا جديدا في 2013 مع 275310 نسخة في المعدل في فرنسا و303432 نسخة في فرنسا والعالم (اقل ب4,65%).
واستقالة مديرة لوموند تذكر بشغور هذا المنصب ايضا في ليبيراسيون بعد استقالة نيكولا دوموران في شباط/فبراير، والذي تعرض لانتقادات على مشاريعه الاصلاحية وأسلوبه بعد خلاف مع رئاسة التحرير استمر لاسابيع.