أبوظبي ـ أ ش أ
تناولت صحف الخليج الصادرة صباح اليوم الإثنين ، في مقالاتها الافتتاحية ، موقف المجتمع الدولي تجاه ما يقترفه جيش الاحتلال الإسرائيلي من جرائم ضد الشعب الفلسطيني دون تحريك ساكن في ظل سياسة الكيل بمكيالين التي ينتهجها..إلى جانب الأوضاع الأمنية المتدهورة في ليبيا والتحديات التي تواجهها المنطقة العربية.
ولفتت صحيفة (الخليج) الإماراتية إلى أن الكثير من الغربيين المؤيدين بالفطرة لإسرائيل ومنهم جمعية حقوق الإنسان الدولية..ينزع إلى التأكيد على أن الصواريخ الإسرائيلية رحيمة بالمدنيين لأنها متطورة تقنيا بينما تشجب صواريخ المقاومة الفلسطينية لأنها بدائية لا تميز بين المدني والمحارب.
وأوضحت الصحيفة أن الحقائق والوقائع على الأرض تؤكد كذبها فالصواريخ التي لا تميز لم تؤد إلى مقتل إلا القليل من المدنيين وباعتراف من يؤيدون الإحتلال فإن النسبة من المدنيين الإسرائيليين الذين قتلوا في العدوان الذي يشنه الكيان على غزة لم تتجاوز الخمسة في المائة ، بينما تجاوزت نسبة المدنيين الفلسطينيين من أطفال ونساء وشيوخ الذين قتلتهم الصواريخ الإسرائيلية الأكثر تطورا ثلاثة أرباع من استشهدوا من الفلسطينيين.
وأشارت الصحيفة إلى أن الكذبة تخفي حقائق تقنية أخرى ؛ فالصواريخ المتطورة هذه حتى وإن قصدت أن تضرب أهدافا محددة ، فإن قطر الأضرار التي تحدثها يقارب نصف كيلومتر.
وتساءلت هل هناك عشوائية أكثر من ذلك..الصاروخ الذي تقذفه إسرائيل لتدمير هدف محدد يدمر أضعافا من الأبرياء في نطاقه وقد شاهدنا ذلك عمليا في صواريخ إسرائيل العالية التقنية على مدى العقد الماضي .
وأشارت الصحيفة إلى تصريحات نتنياهو في العام 2009 في جلسة خاصة ، كشف عنها لاحقا تؤكد أن قتل المدنيين سياسة إسرائيلية ، فهو كما غيره من السياسيين الإسرائيليين يرون أن تحقيق أكبر جرعة من الألم في وسط المدنيين سيؤدي إلى الخنوع في النهاية لمطالب الكيان الصهيوني.
ونددت الصحف القطرية ، بالمجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس واستهدافها لمدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين /الأونروا/ في قطاع غزة ؛ ما أدى إلى استشهاد وإصابة العشرات..مطالبة الأمم المتحدة في الوقت ذاته باتخاذ موقف صارم تجاه جرائم الاحتلال المستمرة.
ونوهت صحيفة (الوطن) بالاتصال الهاتفي الذي تلقاه الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والذي أعرب فيه الأمير عن أسفه ودهشته من صمت المنظمة الدولية على مجازر الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة في قطاع غزة.
وذكرت الصحيفة ، أن أمير قطر طالب المجتمع الدولي باتخاذ موقف واضح من الجرائم الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني.
وأضافت "هذا المجتمع الدولي الذي لم يصدر عنه موقف واضح تجاه تلك الجرائم حتى بعد أن طالت مدارس ومكاتب تخص الأمم المتحدة ، بينما سارع عبر بيان للأمم المتحدة بتحميل المقاومة الفلسطينية مسؤولية خرق الهدنة مكتفيا بالرواية الإسرائيلية دون أدنى تحقق أو تأكد من مصادر مستقلة".
وفي الشأن الليبي ، أعربت صحيفة (البيان) الإماراتية عن قلقها تجاه الوضع هناك ..منبهة إلى أن ما نراه اليوم فتنة مفتعلة هدفها جعل هذا البلد ساحة قتال بين الليبيين الذين كانوا يبكون دما إبان ثورة 17 فبراير عندما تحاصر مدينة أو منطقة فلا أحد يملك زمام الأمور كلها ولا أحد يتوافر لديه حل سريع لمعضلة تعاظمت.
ولفتت (البيان) إلى أنه للوهلة الأولى تبدو الصورة في ليبيا اليوم شديدة السواد والبلد أمام مستقبل مجهول ؛ لأن مشروع الدولة فشل وقامت بدلا منه ميليشيات وتنظيمات عسكرية هامشية على أساس ديني أيديولوجي قبلي وجهوي ؛ ما أدى إلى انعدام الأمن وتفاقم الأمر مع تدخلات إقليمية وإهمال دولي.
وأشارت الصحيفة إلى أن غياب الأمن قوض الجهود الرامية إلى بناء مؤسسات سياسية وإدارية فاعلة وقلص فاعلية الجهود الدولية كما سهل توسع العصابات الإجرامية والجماعات المتطرفة في ليبيا والمنطقة ككل ومن بنغازي إلى طرابلس تتواصل الاشتباكات بين ميليشيات متصارعة على النفوذ والمصالح والموارد.
واختتمت الصحيفة بالقول "إن مقاييس نجاح أي دولة بعد أي ثورة شعبية هي وجود الأمن والأمان وتطبيق القانون على الجميع وشعور المواطنين بالحرية والكرامة لذلك فقد حان الوقت لاستعادة هيبة الدولة".
وحول التحديات التي يواجهها العالم العربي ، أكدت صحيفة (الوطن) الإماراتية ، أن محاربة الفقر بكل أشكاله هو هدف وغاية مختلف المجتمعات العربية كي تخرج من الحالة الراهنة إلى أفق جديد يعزز الاستقرار و البناء و الأمن والأمان والاحترام والكرامة والسيادة.
وتحت عنوان " الخروج من الآفات المستوطنة " أكدت الصحيفة أن المجتمعات العربية لن تتحرر من الآفات ، إلا بجهد فكري وعملي يكون في مستوى التحديات المستقبلية..مشيرة إلى أن دولا بلا رؤية تكون لا مستقبل والشباب دون مستقبل يسهل وقوعه في شباك الجهل والعنف والتطرف والفوضى التي يحاول البعض أن يسميها ثورة وما هي بثورة.
وأوضحت أن حالات الاستقرار في العالم العربي تبدو استثناء في محيط من الأوضاع الملتهبة التي لم يعرف التاريخ القريب مثلها..فالخريطة العربية في حالة تغير سريع الآن ليس فقط في المضمون إنما أيضا في الشكل حيث انفصلت دول وانقسمت مناطق وبعدت مدن جراء حرب تداخلت فيها العوامل والأسباب.
ولفتت إلى أن من ينظر إلى العالم العربي لا يرى مكانا هادئا إلا دول قليلة حفظها الله والحكومات والشعوب من آفة الفوضى والصراعات والعنف..وكل يوم تدخل دولة إلى أتون الصراعات والحرب..وتظهر أسماء جديدة لقوى حاملة للسلاح ويقتل العشرات من سكان هذه الدول.
ونبهت إلى أن خروج هذه الجماعات إلى السطح ، يحتم على المجتمعات العربية من المحيط إلى الخليج استيعاب مخاطر تلك الجماعات وأفرادها وأفكارها ووجودها..فهي خطر على أمن كل الدول وعلى استقرار كل البلدان وعلى مستقبل المنطقة العربية كلها دون استثناء .
وشددت على أن هذه التهديدات ـ تحتم العمل فورا على بناء استراتيجية مضادة ليس فقط لمحاربتهم بالسلاح والحديد ، إنما أيضا لمحاربتهم بالفكر والوجدان والبناء والأمل والانفتاح..فهذه الجماعات تعتمد على ظلامات حدثت في بعض الدول العربية متكئة على شعارات جوفاء تستدر بها عاطفة الشباب المحبط ؛ بسبب الفقر وعدم إيجاد فرص للعمل و بسبب الانغلاق والثقافة المتدنية و بسبب الإحساس بعدم الكرامة في أوطانهم.
وأكدت الصحيفة ، أن الحل يسير على خطوط متناغمة ومتجاوبة ومتداخلة ومنسجمة..تبدأ بتنقية الفكر الإسلامي من كل تلك الآفات التي حملتها كتب وتفاسير و"اجتهادات خائبة" ودعاوى جاهلة تتولى ترويجها شخصيات غير متوازنة وغير عالمة وغير مثقفة.
ودعت (الوطن) - في ختام افتتاحيتها - إلى إطلاق مشروعات حقيقية لاستقطاب الشباب في عمليات تنمية تعطي أملا ولا تعطي سرابا..تعطي حياة و لا تعطي فقرا .. فالفقر في كل شيء هو أهم عامل في دفع الشباب نحو الجريمة بأشكالها المختلفة ودرجاتها المتفاوتة ففقر الثقافة خطر مثل فقر المال و فقر التسامح مثل فقر التعليم.