صورة ارشيفية

نددت الصحف القطرية في افتتاحياتها الصادرة اليوم الأحد بعجز المجتمع الدولي عن توفير الحماية للشعب الفلسطيني أمام العدوان الإسرائيلي الوحشي على قطاع غزة ، والذي تسبب حتى اليوم في استشهاد أكثر من 1700 فلسطيني بينهم 300 طفل ، وما يصل إلى 9 آلاف جريح ، وتدمير آلاف المنازل على رؤوس ساكنيها ، فضلا عن دور العبادة والمؤسسات الحكومية والمنشآت الصحية والمدارس.

وأكدت صحيفة "الشرق" على العجز الدولي والإقليمي لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ، وعلى رأسها مجلس الأمن في تحمل مسئولياته المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة والمتعلقة بحفظ الأمن والسلم الدوليين وحماية المدنيين .

واستغربت الصحيفة من الموقف المتعجل الصادر عن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وواشنطن والذي حمل المقاومة الفلسطينية مسئولية انتهاك وقف إطلاق النار دون التحقق عبر وسائل مستقلة مما حدث بالضبط على الأرض، مؤكدة أن هذا الموقف غير المسئول منح غطاء لاستمرار العدوان ، ومبررا لحكومة بنيامين نتنياهو لخرق التهدئة ، ما أدى إلى وقوع مجازر مروعة نفذتها إسرائيل وأسفرت عن استشهاد 120 فلسطينيا على الأقل خلال ساعات معدودة.

واستنكرت الصحيفة قيام القوى الدولية بما فيها الأمين العام للأمم المتحدة بإدانة الفلسطينيين إزاء عسكري إسرائيلي مفقود في ساحة المعركة في قطاع غزة ، والمطالبة بمعرفة مصيره ، بينما لم يتفوهوا بكلمة واحدة إزاء مئات الأطفال والعائلات الفلسطينية التي قضت بفعل الغارات .

ومن جانبها، ذكرت صحيفة "الوطن" أنه عجيب أمر هذا المجتمع الدولي.. فقد قامت الدنيا في أمريكا وأوروبا والأمم المتحدة لأنباء لم يتحقق أحد من صحتها أفادت بأن عسكريا إسرائيليا وقع في أسر المقاومة الفلسطينية، مشيرة إلى أنه بعد بث الخبر غير المحقق بساعات قليلة أصدرت الخارجية الأمريكية بيانا تطالب فيه بإطلاق فوري وغير مشروط للأسير المحتمل ، تلاه بيان مستنسخ من سابقه للأمين العام للأمم المتحدة يكرر نفس المطلب بذات السرعة أيضا دون شروط ، ولم يكن ذلك كافيا ، بل إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما سارع بعقد مؤتمر صحفي استهله بتكرار ممجوج لنفس المطالب.

وتساءلت الصحيفة "لماذا لم ينتفض العالم الذي يدعي الحفاظ على الطفولة وحقوق الأطفال عندما رأى أشلاء أطفال غزة تتناثر على الشاطئ وفي متنزه كانوا يمرحون فيه ببراءة يوم عيد الفطر المبارك ؟".

ورأت الصحيفة ، في الختام ، أن استنفار المجتمع الدولي لمجرد خبر عن أسر جندي في معركة غير متكافئة وصمته وتخاذله إزاء سقوط 1600 شهيد فلسطيني وعشرة آلاف جريح "لهو عالم أعمى ، أو على الاقل بعين واحدة".

ومن جهتها ، قالت صحيفة "الراية" أن استشهاد أكثر من 296 طفلا وفتى فلسطينيا في غزة منذ بداية العدوان الإسرائيلي ، كما أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة /يونيسيف/ أمس يفضح المزاعم الإسرائيلية ، ويؤكد أن هدفها ليس مواجهة فصائل المقاومة الفلسطينية المسلحة وإنما إبادة الشعب الفلسطيني بالتركيز على الأطفال الذين يشكلون أكثر من 30 % من ضحايا العدوان ، خاصة أن 203 منهم تقل أعمارهم عن 12 عاما" .

وطالبت الصحيفة، المجتمع الدولي ، خاصة المنظمات الدولية المعنية مثل /يونيسيف/ ، بمواجهة إسرائيل والإصرار على محاكمتها وملاحقتها قضائيا بالجنائية الدولية ، وليس بإعداد الإحصاءات .

وأعربت عن أسفها لفشل المجتمع الدولي في وضع حد لهذا لعدوان الذي لا يستهدف الأطفال والمدنيين فقط ، وإنما البنية التحتية بجميع قطاعاتها بغزة ، مشيرة إلى أن الغارات الإسرائيلية المتتالية على القطاع تسببت في تدمير 5238 وحدة سكنية ، وتضرر 30050 وحدة سكنية أخرى بشكل جزئي ، كما دمرت الحرب 138 مسجدا، وتم استهداف 20 مستشفى ومركزا صحيا وتدميرها بشكل جزئي ، واستهداف 152 مدرسة و8 محطات للمياه يستفيد منها حوالي 800 ألف فلسطيني.

وطالبت الصحيفة - في الختام - المنظمات الدولية والدول الراعية لعملية السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل بالعمل على إنقاذ الشعب الفلسطيني من المجازر الإسرائيلية ، وأن تنظر للقضية على أنها أزمة ضمير إنساني ، وأنها أكبر من مجرد الإدانة وإعداد الإحصاءات.