المرشح الرئاسي دونالد ترامب

كانت قصة العداء بين المرشح الرئاسي دونالد ترامب وشبكة فوكس نيوز روتينية باستثناء نهاية القصة، التي جائت في جريدة "هافينغتون"، وجاء فيها: "دونالد ترامب كاذب وعنصري وكاره للنساء وبلطجي، حيث تعهد مرارًا وتكرارًا بمنع جميع المسلمين البالغين 1.6 مليار نسمة من دخول الولايات المتحدة".

وكشف بينجامين مولين، من معهد بوينتر، أن هذا يعد طعنًا للمفاهيم التقليدية للحياد الصحفي، فيما قال مدير مكتب هافينغتون في واشنطن ريان غريم: "لن نتوقف عن تذكير الجمهور بمن يكون ترامب، وما تمثل حملته حقًا"، بينما قال متحدث أخر باسم هافينغتون أن الملاحظة المذكورة بشأن ترامب ستظهر في الموضوعات الخاصة به، إلا أنها لم تنشر في بعض الموضوعات الأخرى الخاصة به، ويبدو أن الجريدة غيرت رأيها.

وأقدمت جريدة هافينغتون على فعل مشابه في يوليو/ تموز 2015، عندما نقلت تغطية أخبار ترامب إلى قسم الترفيه، لكنها تراجعت عن قرارها في ديسمبر/ كانون الأول، وأفاد غريم أن الملاحظة التي كتبت عن ترامب عادلة لأن هناك حقائق تؤكد ذلك، وأضاف غريم بشأن تأثيره على القراء: "نحن لا نقول لم ما يفكرون فيه لكننا نخبرهم ما نعتقد، وأن نكون صادقين مع القراء أي علامة احترام لقدرتهم وحريتم في التفكير".

وتعد هافينغتون الجريدة الوحيدة من بين وسائل الإعلام الأميركية في التعامل مع ترامب بطريقة مختلفة عن تعاملها مع أي سياسي آخر، وفي بداية ديسمبر/ كانون الأول،  كتبت دانا ميلبانك من واشنطن بوست عنوان "دونالد ترامب متعصب وعنصري"، وجاء في الموضوع: "هناك ضرورة كبيرة لعدم السكوت عن مواجهة الغوغائية، لقد تحدثت حملة ترامب عن الأميركيين الأفارقة والمهاجرين واللاتينيين والآسيويين والنساء والمسلمين والمعاقين أيضًا"، وسرد الموضوع أخطاء ترامب المختلفة.

وأفاد رئيس تحرير  BuzzFeed بين سميث، للصحفين أنه يمكنهم وصف ترامب بالعنصري الكاذب، وقال سميث عن ترامب في مذكرة مرسلة للصحفين "إنه يقول أشياء غير صحيحة ويعلن حملته ضد المسلمين، ونحن نعتمد على الحقائق وليس الرأي وهذه حقيقة".

وعلى الرغم من ذلك لا يزال هناك آلاف من مؤيدي ترامب، ممن ينظرون إلى وسائل الإعلام القديمة والجديدة باعتبارها لا تمثل آرائهم ومواقفهم، ما يشير إلى أن نجاح حملة ترامب الرئاسية أدت إلى انقسام سياسي واجتماعي وثقافي عميق في أميركا الحديثة.