قصف غزة

انتقدت الصحف السعودية الصادرة صباح اليوم الموقف الدولى تجاه العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة والذى دخل يومه الخامس والعشرين .

وذكرت صحيفة "عكاظ" أنه لا يمكن لأي شخص أن يرى هول المجازر التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي إلا ويستوقف تفكيره سؤال.. في أي قرن نحن نعيش.. وأي نوع من البشر يمارس هذه البشاعة بكل معنى الكلمة؟.

وأضافت أنه منذ الثامن من الشهر الماضي وإسرائيل تستخدم كل أنواع السلاح على غزة، والمجتمع الدولي بالكاد وافق على عقد جلسة طارئة مرت كسابقاتها من القرارات، حبر على ورق.

وتابعت "نتحدث عن غزة ولكن هناك قائمة تطول وتطول في عالمنا العربي، فليبيا أيضا تحترق وتكتوي بنار الفوضى ولا نرى من يعقد المجلس الأممي.. ولن نسترسل في المأساة الليبية والفلسطينية، فهناك أيضا الفاجعة السورية".

ومن جانبها، قالت صحيفة "الوطن" إنه "في ميل واضح للكفة الأكثر طغيانا، خرج وزير الخارجية الأميركي جون كيري ليقول في مقابلة أذيعت له بالأمس في قناة "إن.دي.تي.في" التلفزيونية الهندية: بأنه "لا يمكن لدولة أن ترتاح للتعايش مع وجود أنفاق محفورة تحت حدودها، يمر خلالها أناس يحملون أصفادا ومخدرات لخطف مواطنيها واحتجازهم مقابل فدية".

وأضافت "ولم يكمل "كيري" المعطيات في هذه القضية كي تستقيم المعادلة، إذ إنه من غير المعقول أيضا أن يعيش أناس في دولة تقصف بيوت مواطنيها ومستشفياتهم ومدارسهم، ويقتلون في الشوارع دون أن ترمش عين للنظام العالمي وللدول العظمى، التي تتغنى بشعارات الإنسانية والتعاطف مع بني البشر، وحق الإنسان في أن يعيش بحرية دون قمع وسحق وتفجير وقتل".

وتابعت أن "كيري" لم ينف ما ذكره أحد المسؤولين الأميركيين بالأمس، أن واشنطن سمحت لإسرائيل بالحصول على قنابل وقذائف "مورتر" من مخزون أسلحة أميركي على مدى الأسابيع الماضية ، وهذا إن صح فهو يطلق أسئلة محرجة لأميركا ولصورتها أمام الرأي العالمي، الذي لطالما حرصت أن تبنيه ـ ولو على الأقل ظاهريا ـ من خلال انحيازها للمستضعف والمقموع.

ومن جهتها، رأت صحيفة "الرياض" أن الاعتداءات الإسرائيلية أفرزت إعلاما جديدا، وقالت إن حركة تأديبية أو إنهاء عصر حماس، أو عملية نشر الذعر بين العرب بأن يد إسرائيل قد لا تقف عند حدود غزة، بل قد تصل لعواصم وأراض عربية، وخاصة لبنان، لكن ذلك كله لم يعط لإسرائيل الامتياز الكامل لا عسكريا، رغم الدمار الهائل الذي تعرضت له غزة والقتلى الذي تجاوز الألف ومئتي قتيل، وأضعافهم من الجرحى، ولا بعدا دعائيا..

وأضافت أن الوجه الآخر للاعتداء قلب موازين غير معتادة في الرأي العام العالمي فلم تعد الشعوب تثق بالإعلام المتعاطف مع إسرائيل أمام مناظر وأحداث أصبح لوسائل التواصل الاجتماعي القدرة على فهم الواقع، وكشف الحقائق من ميدان العمليات وهذا ما أزعج إسرائيل والدوائر الأوروبية والأمريكية التي حاولت أن تشرع للعدوان بأنه دفاع عن النفس، غير أن هذه الأعذار لا تتصف بالنقل المحايد أو المقبول عقليا.

وقالت "حقيقة أنه لا يوجد عند أي إنسان عربي المفاضلة بين إسرائيل وفلسطين لكن هناك من يبني آراءه على فرضيات الظروف ويميز بين خطأ سياسي يكلف الشعب في غزة أو الضفة أحمالا هائلة، وبين مشروعية الكفاح بالوسائل المختلفة لكن بما لا يعرض الشعب والممتلكات إلى دمار لا يملك الفلسطينيون الرد عليه بنفس الكفاءة وهو الموضوع الذي تسبب في إشعال النيران وتبادل الشتائم لإضافة معاناة أخرى للفلسطينيين ومآسٍ أخرى".

ومن ناحية أخرى، قال عضو اللجنة المركزية لحركة (فتح) نبيل شعث، فى تصريحات لصحيفة "الوطن"، "أعلنت الولايات المتحدة أنها سمحت لإسرائيل باستخدام المخزون الاستراتيجي من قنابل الطائرات وذخيرة الفتك والتدمير حتى يزودوا طائراتهم بسرعة ببديل للذخائر التي استخدموها في الأيام الماضية في قتل الفلسطينيين"، مضيفا أن ذلك يجعل أميركا متورطة بالحرب على الفلسطينيين.

ومن جانبه، "وبشأن، جهود وقف إطلاق النار قال عضو الجنة اللجنة المركزية لحركة (فتح) عزام الأحمد، للـصحيفة، إن الوفد الفلسطيني الذي سيتوجه إلى القاهرة سيكون مقلصا باسم فلسطين ويضم حماس والجهاد الإسلامي وإن الرئيس محمود عباس هو الذي سيشكل الوفد الذي يعمل تحت مظلة الرئيس على أساس أننا سلطة واحدة وبلد واحد".

وأضاف الأحمد "مهمة الوفد واضحة وهي مناقشة الأزمة الراهنة والعمل على تطبيق وقف إطلاق النار ورفع الحصار عن غزة من خلال تفاهمات 2012 وفتح المعابر البرية بين غزة وإسرائيل وتدفق البضائع بشكل طبيعي وليس بقيود ووقف القيود على العمل في البحر بعمق 12 ميلا وإلغاء المنطقة العازلة التي فرضتها إسرائيل على حدود غزة والإفراج عن أسرى صفقة شاليط ونواب المجلس التشريعي والأسرى الذين تم اعتقالهم بعد حادثة المستوطنين الثلاثة في جنوب الضفة الغربية والإفراج عن الدفعة الرابعة من الأسرى القدامى ووضع حد لعربدات المستوطنين".