القاهرة - مصر اليوم
حملت صحف جزائریة المملکة العربیة السعودیة مسؤولیة ما سینجر عن جریمة إعدام الشیخ نمر باقر النمر من تداعیات علی المنطقة. کما أدانت الغطرسة السعودیة فی تعاملها مع الدول الأخری، بل واعتبرت أن ما یحدث بوادر بدایة نهایة آل سعود.
واعتبرت صحیفة 'الوطن' (صحیفة جزائریة غیر حکومیة ناطقة بالفرنسیة)، فی مقال لها تحت عنوان 'عندما تلعب السعودیة بالنار'، الاثنین، أن المملکة السعودیة بإعدامها نمر باقر النمر 'وجهت إشارة سیئة إلی السعودیین الشیعة کما للجارة إیران'.
وبحسب صحیفة الوطن، فإن رسالة الریاض واضحة وشفافة شفافیة میاه زمزم، مفادها أن 'المملکة الوهابیة لا تعیر أدنی اعتبار للأقلیة الشیعیة السعودیة التی تتظاهر منذ 2011 من أجل حقها فی الحصول علی حقوقها'. کما أن الرسالة السعودیة، تضیف صحیفة الوطن، 'تؤکد استبعاد المملکة کل فکرة لتهدئة الجو مع طهران'.
واعتبرت صحیفة 'الوطن' أن 'إعدام نمر باقر النمر استفزاز واضح'، مشیرة إلی أن الریاض کانت تدرک تمام الإدراک أن إعدام نمر باقر النمر سیکون له فعل الصدمة لدی الشیعة'.
وتری صحیفة 'الوطن' أن ما اقترفته السعودیة، وفی منطقة الشرق الأوسط التی تعرف أزمات عمیقة، 'کان بإمکانه أن یشعل فتیل النار، لولا أن طهران قررت تهدئة الوضع وعدم الانسیاق وراء المزایدات السعودیة'.
وفی مقال افتتاحی بالصحیفة نفسها کتبت 'الوطن' تحت عنوان 'مملکة مهووسة بإشعار النیران'، أنه أصبح واضحا أن الوهابیة هی الجرح الجدید للإنسانیة، منذ ظهورها فی أعنف أشکالها خلال الثلث الأخیر من القرن العشرین إلی القرن الواحد والعشرین بأکثر الأشکال بربریة، إلی درجة أن لیس لها أن تتعلم شیئا عن النازیة، لأنها لا تعرف معنی الورع والإنسانیة واحترام حقوق الإنسان'.
وبحسب افتتاحیة الوطن، فإنه 'لأن هناک کثیرا من المال، تعتقد السعودیة أنه باستطاعتها خرق القیم التی تسیر العلاقات بین البشر دون أن تحاسب'، مستطردة أنه 'من حسن الحظ أنه لیس للسعودیة قوة عسکریة، وإلا لارتکبت أبشع الکوارث فی الأرض'.
وعادت افتتاحیة صحیفة الوطن إلی جریمة إعدام 47 شخصا، فأکدت أنه 'لا أحد یصدق الروایة الرسمیة للریاض، وأنه حتی هیئة الأمم المتحدة خرجت عن تحفظها بالتشکیک فی قانونیة المحاکمة، إن کانت هناک فعلا محاکمة، مع الإشارة إلی أنها لم تجر حسب المعاییر الدولیة، والتهم الموجهة لنمر باقر النمر لا تمت بصلة لعقوبة الإعدام'.
وأشارت الافتتاحیة إلی أن 'کل ردود الفعل اعتبرت الإعدامات استفزازا خطیرا، لأن من ضمن الضحایا وجه کبیر فی المعارضة الشیعیة السعودیة'.
فی هذا السیاق قالت الصحیفة 'نعلم أن السعودیة انطلقت فی حرب (مقدسة) ضد الشیعة، بدأت بالاعتداء علی الیمن وتواصلت بخلق تکتل لدول سنیة بدعوی محاربة الإرهاب'، معتبرة أن 'إعدام 47 معارضا یندرج فی نفس منطق الترهیب'.
وأضافت الصحیفة فی اندهاش أنه 'حتی الولایات المتحدة الأمریکیة الحامی الأکبر للعربیة السعودیة لم تخف مخاوفها من عودة النزاعات الطائفیة، بینما اعتبرت رئیسة الدیبلوماسیة الأوروبیة فدیریکا موغورینی أن 'المسألة یمکنها أن تشعل النزاعات الطائفیة التی أحدثت عدة کوارث بالمنطقة'.
وخلصت افتتاحیة صحیفة 'الوطن' إلی أنه 'منذ أن غرقت السعودیة فی المستنقع الیمنی الذی اعتقدت فی البدایة أن العملیة بمثابة نزهة، تحاول السعودیة تجنید العالم السنی فی مغامرة لا مخرج لها'.
ووصلت الوطن إلی نتیجة أن ما یحدث 'ربما هو بدایة نهایة عائلة لها حساسیة من العالم المعاصر ولا یمکنها أن تتطور إلا فی داخل الظلامیة، وتجر خلفها کل العرب الذین حاولت شراءهم بالمال الذی جعلها متغطرسة إلی أقصی الحدود. ولکن سلطة المال لها حدودها'.
من جانبها قالت صحیفة 'الخبر' الجزائریة غیر الحکومیة أن إعدام الشیخ النمر 'سیساهم فی التأثیر علی المشهد الإقلیمی'.
وأشارت الخبر إلی أن إعدام السعودیة لنمر باقر النمر 'حدث تزامن مع خطوات سعودیة صنفت علی أنها تصعیدیة، کإنهاء الهدنة فی الیمن والإعلان عن تحالف استراتیجی مع ترکیا'.
وربطت 'الخبر' بین إعدام نمر باقر النمر وتلقی الریاض نبأ مقتل قائد جیش الإسلام فی سوریا زهران علوش، علی أنها رسالة سوریة إیرانیة قبل مباشرة المفاوضات حول الأزمة السوریة'، ناهیک عن 'التصعید الحاصل فی الجبهة الیمنیة، مع تطویر أنصار الله منظومة صاروخیة أضحت تهدد العمق السعودی'.